أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، أن مجلس إدارة الحرب (كابينت الحرب) أوعز في جلسته إلى فريق المفاوضات الإسرائيلي باستئناف الاتصالات في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة حماس من خلال الوسطاء. وصدق كابينت الحرب في جلسته التي استمرت لنحو أربع ساعات مساء الأربعاء على خطوط عريضة موجهة ومحدثة لطاقم المفاوضات، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن القرار اتخذ بالإجماع.ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "هذا ليس كل ما طلبه فريق المفاوضات، ولكن على الأقل يمكن التقدم". وجاءت الموافقة بعد صوغ الجنرال نيتسان ألون، المكلف من قبل الجيش ملف الأسرى في غزة، وثيقة مع تعديلات للرد الإسرائيلي على المقترح السابق الذي رفضته إسرائيل، بهدف فحص كيف بالإمكان إرجاء مسألة وقف القتال. ولم يذكر مكتب نتنياهو ما هي التعليمات تحديداً وكيف من المتوقع أن يعمل فريق المفاوضات لتقدمها.وأفادت قناة "كان 11" الإسرائيلية بأن إحدى النقاط في المقترح الجديد الذي ناقشه كابينت الحرب، تتعلق بتسوية بشأن نقطة خلافية مع حماس، ولكن أيضاً التمسك من قبل إسرائيل بقضايا أخرى حولها خلافات. وكانت القناة ذاتها قد أكدت الأسبوع الماضي، أن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل توقفت. من جهته، نقل موقع "واينت" الإسرائيلي الخميس عن مصادر مطلعة لم يسمها قولها، إن مقترحات الصفقة التي عرضت على كابينت الحرب قبل نحو شهرين أفضل من المقترحات التي قد تطرح الآن، ولكن إسرائيل لم تستغلها، وأشار إلى أن تل أبيب لا تنوي بعد التراجع عن موقفها الرافض لوقف الحرب، وأن العملية العسكرية في رفح تتعمق أكثر.وقال أحد المسؤولين للموقع: "من المؤسف أننا فوتنا على أنفسنا الفرصة. الآن الأمور تصبح أكثر تعقيداً. دائماً ما نضيع الفرصة".أهالي الأسرى وفي السياق، نشر منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين مساء الأربعاء، مقطع فيديو مصور أدخل عليه العديد من التعديلات، للحظات أسر عدد من المجندات الإسرائيليات المراقبات في القاعدة العسكرية "ناحل عوز" في منطقة غلاف غزة خلال عملية "طوفان الأقصى". وجاء نشر الفيديو في إطار الضغوط التي تمارسها العائلات على الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، من أجل إبرام صفقة مع حماس تفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، ومن أجل تحريك الرأي العام الإسرائيلي بشكل خاص.ومساء الأربعاء، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو في القدس الغربية خلال انعقاد مجلس الحرب، مطالبين بإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة.وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "التقى الوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت ووزير الدفاع يوآف غالانت، مع عائلات الأسرى قبل اجتماع مجلس الحرب، ولم يستجب نتنياهو لطلبهم باللقاء".وأضافت: "تظاهر المئات أمام مكتب رئيس الوزراء بالقدس، وقطعوا الطريق أمام حركة المرور، مطالبين بإطلاق سراح الأسرى".بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 100 متظاهر أغلقوا طريق الدخول إلى مكتب نتنياهو.وحمل المتظاهرون في القدس صور الأسرى ورددوا هتافات من بينها "صفقة الآن"، و"أعيدوهم جميعاً أحياء"، في إشارة إلى صفقة فورية مع حركة حماس.وفي تل أبيب، أغلق محتجون شارع أيالون السريع باتجاه الشمال، وطالبوا بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة على الفور.