2024- 06 - 07   |   بحث في الموقع  
logo عناوين الصحف logo اسرار الصحف logo مهلته تنتهي غداً... مساعٍ أميركية لمنع غانتس من الاستقالة! logo بشأن موجة النزوح السوري... نداءٌ من الأبيض الى المجتمع الدولي! logo بالفيديو: اسرائيل تزعم استهداف منشآت عسكرية لحزب الله logo اسرائيل استهدفت مبنى "بلدية"... وقتلت 5 أشخاص! logo بالفيديو: شاحنات المساعدات "تتكدس" شرق سيناء logo بشأن الصراع بين لبنان وإسرائيل... غوتيريش يحذر من "عواقب مدمّرة"!
صحافة الموبايل في الحروب: قصص من الخطوط الأمامية
2024-05-19 18:55:46


يكفي أن يمتلك الصحافي هاتفاً خلوياً، وجهاز "مايكروفون" صغيراً، وربما "ترايبود" (مثبت ثلاثي للموبايل)، ليتمكن من تقديم تغطية صحافية فعّالة، وبجودة عالية. في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وجنوب لبنان، أصبح الموبايل هو الأداة الأكثر استخداماً بين الصحافيين لنقل الواقع مباشرة، فالمعدّات يمكن حملها بسهولة، ولا تشكّل مصدر قلق للناس، ومن خلالها يمكن التحايل على العدو في بعض الأحيان، تجنّباً للاستهدافات التي تطاول الصحافيين أثناء تغطيتهم.
في يومها الثالث والأخير، عقدت منظمة "سمكس" للحقوق والحريات الرقمية جلسة تحت عنوان "من الهواتف المحمولة إلى خطوط المواجهة: تأثير ممارسة صحافة الموبايل في مناطق النزاع". تستكشف الجلسة تأثير استخدام الهاتف المحمول في نقل المعلومة وتوثيق الأحداث الجارية في مناطق النزاع والأزمات، أدارتها الصحافية والمدربة على صحافة الموبايل سارة حطيط، وبمشاركة الصحافيين محمد زناتي من لبنان، ومرح الواديّة من غزة، وآمال محمد من اليمن.
جنوب لبنان: الاحتيال على العدو بالموبايل
شارك الصحافي اللبناني محمد زناتي تجربته في تغطية الحرب على جنوب لبنان بـ"الموبايل"، قائلاً: "منذ بداية عملي، استخدمت الهاتف المحمول نظراً لصغر حجمه وسهولة التنقل به، مما يساعد على العمل وإنتاج القصص دون التعرض للخطر".
مع بداية الحرب، انتقل زناتي إلى المناطق الحدودية، من شبعا إلى الناقورة، لتغطية الأحداث عن قرب. كانت البداية من بلدة الضهيرة (قضاء صور)، التي شهدت حركة نزوح كثيفة مع القصف المدفعي والفوسفوري المستمر، فعمل على تصوير قصص معاناة النازحين بالموبايل. "العدو لا يحترم الصحافة، فكل الصحافيين مستهدفين"، قال زناتي خلال الجلسة، مستذكراً الصحافيين الذين استشهدوا جرّاء الاستهداف الاسرائيلي لهم: عصام عبد الله، وفرح عمر، وربيع معماري.
تتركز الاعتداءات في جنوب لبنان على مناطق محدودة على الشريط الحدودي، مما يجعل الوصول إليها أمراً صعباً. وسط ظروف صعبة، ساهم الموبايل بتسهيل عمل الصحافيين، من دون الحاجة إلى حمل معدّات ثقيلة، يأخذ الأمر دقائق قليلة لتصوير مشاهد، ومقابلة، ومغادرة المكان فوراً. بالاضافة إلى كون المعدّات ظاهرة تحت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية.
وهنا، يشير زناتي إلى أنّ الصحافي المحترف، يفهم قواعد العمل، ويأخذ الأذونات، ويعرف ما عليه فعله، حمايةً للأمن الرقمي وأمن البلدة. "نحن نعمل وفق معايير أخلاقية، بينما التصوير العشوائي، الذي يمارسه بعض المواطنين، يمكن أن يضر"، يردف زناتي.
مواطن مراسل
خلال العقدين الأخير، زاد اهتمام الشركات مثل "سامسونغ" و"آيفون" بتطوير كاميرات الهواتف، مما أدى إلى تطور صحافة الفيديو ومنبثقاتها، من صحافة الموبايل (أو ما يُعرف بـ"الموجو")، وصحافة المواطن. أصبحت فيديوهات المواطنين على يوتيوب، مثل تلك التي وثقت "ثورة الياسمين" في تونس، أساساً لنقل الأخبار، مما منح المواطنين دوراً كبيراً في نقل الحدث، حتى أصبحت الأخبار تنتشر بسرعة وكأن المواطن نفسه هو المراسل.
في حديث مع "المدن"، تشير سارة حطيط إلى أنّ توثيق الأحداث بالهاتف تحول من نشاط عفوي يقوم به المواطن إلى عمل أكثر احترافية من قبل الصحافيين، وظهرت تطبيقات عديدة تحسن من جودة الإنتاج. أصبح الهاتف المحمول بديلاً عن الكاميرات التقليدية في صحافة الفيديو، مما أتاح تغطية أسرع وأشمل للأحداث.
في المقابل، قد يؤدي الاستخدام المفتقد للأخلاقيات الإعلامية باستخدام الهاتف المحمول إلى تبعات سلبية وخطيرة. "يجب تكثيف الجهود المتعلقة بمفهوم التربية الإعلامية لتوعية المواطنين بأن التصوير ليس مجرد تسلية، بل يمكن أن تكون له تبعات خطيرة أو قد يؤذي الأشخاص، كذلك على السلطات الرسمية أن تعمل على تنمية هذا الوعي حول ما يمكن تصويره وما يمكن تجنّب تصويره"، تقول حطيط.
تحديات الأمن الشخصي
ما يميز صحافة الموبايل هو قدرتها على التغطية في المناطق الحساسة بسهولة، مما يساعد في قبول الناس لها. ومع ذلك، هناك تحديات مثل الأمن الشخصي، حماية المواد المصورة، والخصوصية. تضيف حطيط: "يجب التعامل مع الموبايل كأداة تصوير جدية، مع الالتزام بالواجبات والحقوق المتعلقة بذلك. من المهم أن يفرق الصحافي بين استخدام الهاتف للعمل والاستخدام الشخصي، لضمان حماية المعلومات والخصوصية".
غزة: الأولوية لأدوات صحافة الموبايل
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ينتهج الاحتلال الاسرائيلي أساليب همجية ضمن حرب التطهير العرقي، ويقصف عشوائياً المدنيّين في غزة، بمن فيهم الصحافيين الذين فاق عددهم الـ140 شهيداً. في الأيام الأولى من الحرب، اضطرّت الصحافية الغزويّة مرح الوادية مغادرة المنزل مع زوجها، الصحافي أيضاً، وطفلهما. أول ما يقوم به الغزويّون، حينما يُرغمون على إخلاء منازلهم، هو تجهيز حقيبة الطوارئ، أو "شنطة الحرب"."كان من الصعب جداً النظر إلى الخلف، جدران المنزل كانت بمثابة شيء عظيم لنا، عدا عن الأغراض الثمينة فيه، لكنّ كانت أولويتنا هي أن نأخذ معدّات عملنا: الكاميرا، والهاتف المحمول، والميكروفون"، تقول الوادية.
في الفترات التي سبقت الحرب، غالباً ما كان يُنظر للموبايل على أنّه ليس ضمن العمل الصحافي، لكن مع غياب التغطية الاعلامية المباشرة من الميدان، بدأت تظهر الفروقات. وتقول الوادية: "الأشخاص الذين نقابلهم، يشعرون بالأمان أكثر عندما ينظرون إلى الموبايل، أكثر من الكاميرا".
ومع انقطاع وسائل النقل، والبنزين والكهرباء والإنترنت، استطاعت الوادية أن تنتج قصصاً صحافية بمجهود أقل، فالسير على الأقدام كان من دون حمل معدّات التصوير التقليدية. لجأ صحافيون فلسطينيون كثر إلى استخدام الهاتف المحمول ليستمرّوا بعملهم، خصوصاً بعد استهداف الاسرائيلي للمئات من المؤسسات الصحافية، وعدم قدرة الصحافيين على انتشال أجهزتهم.
حرب اليمن
تشكّل حرب اليمن صورة مصغّرة عن الواقع الصحافي في غزة. أنجزت الصحافية اليمنية آمال محمد قصة في مناطق التماس في مدينة تعز جنوب غرب اليمن بين جماعة أنصار الله الحوثية وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. أشارت آمال إلى أن مدينة تعز محاصرة من قبل جماعة الحوثي، وهناك منطقة حساسة في الوسط، حيث يتم قنص أي شخص يقترب من المنطقة، وتحدث اشتباكات متكررة بين الجماعتين. "دخلنا إلى المنطقة وصوّرنا قصة إنسانية بشكل سريع عبر الهاتف المحمول، الذي استطعت من خلاله إيصال معاناة الناس رغم الخطورة"، تضيف محمد.
في المحصلة، تثبت صحافة الموبايل قدرتها على التكيف مع ظروف العمل الصعبة في ظل الحروب، وتؤكد أهميتها في تسهيل عمل الصحافيين ونقل الحقيقة. سواء في مناطق النزاع أو في المناطق الأقل خطورة، أثبت الحروب في المنطقة، أنّ جودة المواد المقدمة لم تختلف كثيراً عن الكاميرات العادية، بل وساهمت الكثير من القصص الانسانية على الموبايل، في إيصال أصوات المدنيّين المهمّشين وتلقي منهم العلاج في الخارج. وفي غزة التي تشهد انقطاعاً تاماً للاتصالات في أغلب الأحيان، ساهمت القصص المصورة على وصول رسائل الناس إلى العائلات التي تفرّق شملها، وكان أثرها واضحاً.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top