طالب البيان الختامي للقمة العربية في البحرين، مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراراته بوقف إطلاق النار في غزة ونشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية والعمل على إقامة دولة فلسطينية.
وشدد الإعلان على ضرورة وضع سقف زمني للعملية السياسية والمفاوضات، يتم بعده إصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع بإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة الأراضي، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء أي تواجد للاحتلال على أرضها، مع تحميل إسرائيل مسؤولية تدمير المدن والمنشآت المدنية في قطاع غزة.وطالب البيان بإصدار دعوة جماعية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية بهدف إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين، وجدد الرفض لأي دعم للجماعات المسلحة أو الميليشيات التي تعمل خارج نطاق سيادة الدول وتتبع أو تنفذ أجندات خارجية تتعارض مع المصالح العليا للدول العربية.
وانطلقت الخميس أعمال القمة العربية ال33 في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة وفود عربية واسعة.وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في افتتاح القمة، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "متوحش ولن تنسى الشعوب العربية هذا العنف الأعمى"، وأضاف أن "الأوهام تحكم تفكير عدوان إسرائيل بغزة وقدمت الدول الغربية غطاء لها وأقرب أصدقائها عاجز عن كبح جماحها".وأكد أبو الغيط دعمه لإقامة مؤتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط، مطالباً ب"إسكات أصوات البنادق" في السودان فوراً.من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إسرائيل تواصل التهرب من مسؤوليتها لوقف إطلاق النار وتمضي قدماً في عمليتها في مدينة رفح، مضيفاً أن مصر ستظل على موقفها برفض تهجير الفلسطينيين أو خلق ظروف تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة.ومضى قائلاً: "الوضع الحرج يتطلب ضم أيدينا معاً لوضع حد فوراً للحرب ضد الفلسطينيين، ومنحهم حقوقهم في إقامة دولتهم المستقلة".من جهته، دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المجتمع الدولي للقيام بواجباته في الوقف الفوري للعدوان على غزة وإيصال المساعدات، مجدداً "الموقف الثابت بشأن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس".ورحب بن سلمان بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 أيار/مايو 2024، قراراً يتضمن أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.وقال بن سلمان إن السعودية تشدد على أهمية الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر ووقف أي نشاط يؤثر على الملاحة البحرية. وأضاف أن "المملكة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي للأشقاء في اليمن ورعاية الحوار بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة".بدوره، اعتبر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتهديدات تمس الأمة في أمنها وسيادتها، مضيفاً أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة سيأتي بالخير على الجوار العربي.ودعا ملك البحرين إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط إلى جانب بحث عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.وفي كلمته، أعرب ملك الأردن عبد الله الثاني عن رفضه الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيراً إلى أن "إحقاق الأمن والسلام في المنطقة يتطلب تكثيف الجهود لمساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها، وكذلك دعم الفلسطينيين لقيام دولتهم المستقلة". وشدد على ضرورة دعم الأونروا وزيادة مخصصاتها المالية للاستمرار بقيامها بدورها الإنساني.وأكد أن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها وصد الجماعات المسلحة، "لا سيما تلك التي تعمد إلى تهريب المخدرات عبر الحدود".أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد ذكر أن "الحكومة الفلسطينية الجديدة لم تحصل على أي دعم مالي، كما كان متوقعاً رغم ترحيب العالم بها". وأضاف أن إسرائيل تواصل قتل الشعب الفلسطيني في غزة بدعم أميركي.وتابع قائلاً إن "العملية العسكرية التي نفذتها حركة حماس بقرار منفرد وفرت لإسرائيل الذرائع لمهاجمة قطاع غزة". وأشار إلى أن "أولويتنا وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، وتسهيل وصول المساعدات"، معرباً عن إشادته بتحركات شعوب العالم "التي أثبتت أنها تتمسك بمعايير حقوق الإنسان أكثر من دولها ومؤسساتها".من جهته، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إن ما يفعله "الكيان الصهيوني في قطاع غزة يعد إبادة جماعية بكل المقاييس"، مجدداً "وقوف العراق مع الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".في سياق آخر، دعا رشيد جميع الأطراف المتنازعة بالسودان إلى الحوار من أجل حل الأزمة، معرباً في ذات الوقت عن دعمه أي خطوات لحصول الشعب اليمني على الاستقرار. وأشار إلى أن "العراق يرفض الانتهاكات التي تطاول أراضيه أو استخدامها للاعتداء على الآخرين".وحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كضيف في القمة، وقال في كلمة إن "العالم يعاني بسبب ما يحصل في غزة ونأمل ألا ينتقل الصراع إلى أماكن أخرى"، مضيفاً أن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين. والهجوم على رفح غير مقبول".