يعمل أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين على منع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولين إسرائيليين كبار. فيما تبحث الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء، المخاوف من إصدار مثل هذه المذكرات.
وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن أعضاء في مجلسي الكونغرس يخططون لاتخاذ خطوات ضد المحكمة. فيما تواصل تل أبيب بذل جهود حثيثة من وراء الكواليس، على مختلف الأصعدة والجبهات، في محاولة لمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال ضد مسؤولين كبار في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين أنهم يعتقدون أن على الحكومة الإسرئيلية التحرك ب"هدوء" ومن خلف الكواليس. وشددوا على أن الانشغال العلني بالموضوع، بما في ذلك البيان الذي صدر عن رئيس الحكومة وغيره من المسؤوليين السياسيين بهذا الشأن، "لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع".
ووفقا للتقديرات، فإن مذكرات الاعتقال لن تصدر الأسبوع المقبل، إذا ما قرر المدعي العام كريم خان إصدارها. وأشارت إلى أن "العملية قد تستغرق وقتاً وتتطلب من المدعي العام التوجه لقضاة المحكمة الذين يتعين عليهم الموافقة عليها".
وذكرت أن هذه العملية "تستغرق عادة أسابيع وتتم بشكل سري". وأشارت إلى أن إسرائيل قدمت تقريرها للمحكمة بهذا الشأن، وركزت فيه على "الخطوات التي اتخذتها مؤخراً لتحسين الوضع الإنساني في غزة". ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن قرار المحكمة سيتأثر من اجتياح محتمل لرفح أو بصفقة تبادل أسرى مع حماس.
وليل الاثنين، بادر نتنياهو شخصياً إلى إضافة موضوع الاعتقالات إلى أجندة اجتماع الحكومة.
وزعم وزير الخارجية الإسرائيلية إسرائيل كاتس في تعقيبه على هذه القصة، أن "كبار القتلة مثل خامنئي، نصر الله والسنوار ينتظرون المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على أمل أن تحاكم إسرائيل. يا له من تناقض".
من جهتها، وصفت روسيا، الولايات المتحدة بأنها منافقة لمعارضتها تحقيقاً تجريه المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم الإسرائيلية في الحرب على غزة، بينما تدعم قرار المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الثلاثاء، إن "واشنطن أيدت بالكامل، إن لم تكن شجعت، إصدار أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد القيادة الروسية".
وأضافت أنه رغم ذلك، فإن "النظام السياسي الأميركي لا يعترف بشرعية هذا الهيكل إذا كان الأمر يتعلق به أو بحلفائه"، مضيفة أن هذا الموقف "سخيف" عند التفكير فيه.
وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن "محققي المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من موظفين عملوا في مستشفى الشفاء، ومن آخرين عملوا في مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في خانيونس بجنوب القطاع".
وذكرت الوكالة أن المصدرين رفضا تقديم مزيد من التفاصيل في ظل "المخاوف على سلامة الشهود المحتملين". وقال أحد المصدرين إن أحداثا وقعت في المستشفيات قد تصبح جزءاً من التحقيق الذي تجريه المحكمة.