أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك نعمت شفيق الاثنين، فشل المفاوضات مع الطلاب المحتجين لإنهاء اعتصامهم داخل الحرم الجامعي، وأكدت أن الجامعة لن تسحب الاستثمارات الإسرائيلية.
وفي رسالة وجهتها إلى الطلاب المعتصمين في حرم الجامعة تضامناً مع قطاع غزة، حثّت شفيق المحتجين على فض اعتصامهم، وقالت إن الإدارة "تبحث عن حلول سريعة للأزمة".وأردفت: "ليست لدينا أي نية لقمع التعبير أو الحق في الاحتجاج السلمي". واعتبرت أن "المخيم خلق بيئة غير مرحبة بالعديد من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس اليهود". وقالت: "علينا أن نأخذ في الاعتبار حقوق جميع أفراد مجتمعنا، ووفرنا مساحة للاحتجاج بشكل سلمي ومن دون تعطيل الحياة الأكاديمية".وأكدت رئيسة جامعة كولومبيا أنه "يمكن للاحتجاجات أن تستمر عن طريق تقديم طلب مع إشعار مدته يومان في المواقع المعتمدة". وقالت: "الأشهر السبعة الماضية أظهرت انقسامات في جامعتنا بشأن الحرب في غزة، وسعينا إلى تسهيل مشاركة طلابنا وأعضاء هيئة التدريس في حوار بناء".وفي 17 نيسان/أبريل، أعلن طلاب جامعة كولومبيا عن اعتصام مفتوح احتجاجاً على استمرار جامعاتهم في علاقاتها الاستثمارية مع إسرائيل، وتنديداً بالإبادة الجماعية في غزة.ويدعو الطلاب جامعتهم إلى سحب استثماراتها المباشرة أو حصصها في الشركات التي تقوم بأعمال تجارية في إسرائيل أو معها، بما في ذلك شركتي "أمازون" و"غوغل" اللتين أبرمتا عقداً بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية، لتزويدها بقدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.وطالب المحتجون أيضاً بسحب الاستثمارات من شركة "مايكروسوفت"، التي تقدم خدماتها لوزارة الدفاع والإدارة المدنية الإسرائيليتين، بالإضافة إلى شركات الصناعات الدفاعية التي تستفيد من الحرب مثل شركة "لوكهيد مارتن"، التي أفادت قبل أيام بارتفاع أرباحها بنسبة 14 في المئة، وفقاً لصحيفة "الغارديان".واستهدفت الاحتجاجات أيضاً استثمارات الجامعة في شركة تأجير واستئجار أماكن للسكن عبر الانترنت "AIRBNB" وذلك بسبب إتاحة خدماتها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.ويطالب المحتجون جامعتهم أيضاً بقطع صلاتها مع شركة "كاتربيلر" التي دهست جرافة مدرعة صنعتها للجيش الإسرائيلي، الناشطة الأميركية المؤيدة للفلسطينيين راشيل كوري وسحقتها حتى الموت، بينما كانت تسعى إلى وقف هدم منازل لفلسطينيين.ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، لا تمثل الأموال المستهدفة بمطالبات سحب الاستثمارات حصة كبيرة من المعلومات المتاحة للجمهور بشأن أوقاف الجامعات. حيث تشكل الاستثمارات التي يعتبرها المحتجون إشكالية أقل من 10 في المئة من وقف جامعة كولومبيا البالغ 13.6 مليار دولار.وتضيف الصحيفة أن المحتجين يطالبون بشفافية أكبر من الجامعة بشأن ممتلكاتها الخاصة للحصول على فهم أفضل لحجم استثماراتها الإجمالية في إسرائيل.