يسود القلق محافظة السويداء غداة إرسال النظام السوري تعزيزات عسكرية كبيرة بعد خطف عدد من الضباط برتب مختلفة وعالية، وسط جهوزية من قبل المجموعات المحلية للتصدي لأي محاولة اقتحام للمحافظة لإقامة حواجز عسكرية تقطّع أوصالها، وفق التسريبات الأولية حول الهدف من تلك التعزيزات.
الحرس الجمهوري
ودفع النظام السوري خلال الأيام الأربعة الماضية، بقوات كبيرة تضمنت آليات محملة بعشرات الجنود وسيارات مزودة برشاشات متوسطة إضافة إلى الزج بعدد من الدبابات كانت وجهتها من دمشق إلى السويداء، على الرغم من وجود فرقتين عسكريتين حول المحافظة الجنوبية.
وتعمّد النظام إظهار أن التعزيزات القادمة هي من قوات "الحرس الجمهوري"، والتي تعتبر قوات النخبة، ومزودة بأحدث المعدات والآليات العسكرية خلافاً لباقي التشكيلات العسكرية. وهي أول مرة يرسل فيها النظام الحرس الجمهوري إلى السويداء.
درع الوطن و حصنه المنيع، الجيش العربي السوري أبطال الحرس الجمهوري ، في طريقهم إلى محافظة #السويداء الحبيبة .. #سويداء_القلب ..ليعيدوا لأهلها الأمن والأمان ، وليكتبوا بسواعدهم ملحمة بطولية جديدة و انتصاراً جديداً على كل من تجرّأ وعبث بأمن هذا #الوطن الغالي . pic.twitter.com/CzMg3u0OpE
— وسيم عيسى (@wassim_essa) April 29, 2024
أهداف التعزيزات
ولم يعلن النظام السوري عن هدفه من تلك التعزيزات الكبيرة إلى المحافظة التي تشهد حراكاً شعبياً مناهضاً للأسد منذ نحو 8 أشهر. لكن ما رشح من تسريبات يتناقلها أبناء المحافظة أن هناك نيّة لإقامة حواجز عسكرية تقطع أوصالها لبسط السطوة الأمنية بعد خطف عدد من ضباطه، للضغط على الأجهزة الأمنية لإطلاق سراح طالب جامعي جرى اعتقاله في جامعة تشرين في اللاذقية.
وتزامن الصمت الرسمي، مع تهديدات أطلقتها حسابات عسكرية معروفة بتبعيتها للمخابرات السورية عن نية فتح جبهة جديدة في السويداء، "لإعادة الأمن والأمان للمحافظة" بعد أحداث الأسبوع الماضي.
ويقول مدير شبكة "السويداء24" ريان معروف ل"المدن"، إن الهدف من التعزيزات غير معلن حتى الآن، لكن بحسب طبيعتها يبدو أن "النظام يستعرض قوته" بعد التوتر الأخير المتمثل باحتجاز عدد من الضباط وعناصر الأفرع الأمنية، لكنه لا يستبعد نشر النظام لحواجز ونقاط أمنية في "محاولة استرداد هيبته".
واستبعد معروف قيام النظام بعمل عسكري واسع النطاق، مرجحاً أن النظام سيحاول التضييق على المحافظة بأساليبه الامنية رداً على الحراك السلمي المستمر منذ عام 2023.
وحول الزج بقوات من الحرس الجمهوري، قال معروف: "ارسال تعزيزات من الحرس الجمهوري لافت. وهذه المرة الاولى التي يرسلها النظام الى السويداء".
مجموعات السويداء جاهزة
ومع دخول التعزيزات العسكرية محافظة السويداء، أصدرت عدة مجموعات محلية مسلحة بيانات حذّرت فيه النظام من القيام بأي تحرك لا يحمد عقباه، مؤكدة أنها على جهوزية تامة للتصدي لأي قوات من النظام السوري في حال بادرت واقتحمت أي مكان داخل المحافظة.
ويؤكد معروف أن المجموعات المحلية المناوئة للنظام في حالة ترقب واستنفار منذ بدء وصول التعزيزات، مشيراً إلى أن بعضها أصدر بيانات مثل "لواء الجبل" و"تجمع احرار جبل العرب" وأعربوا عن جاهزيتهم للتصدي لأي اعتداء يحصل على المحافظة، لكنه لفت في الوقت عينه، إلى توااجد مجموعات محلية مرتبطة بالنظام داخل السويداء.
من جهته، حذر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري من مغبة أي تصعيد من "أي جهة كانت"، مؤكداً على موقفه الداعم للحراك المناهض للنظام، وللمطالب التي ينادي بها المتظاهرون السلميون في ساحة الكرامة.