2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo التجديد للطوارئ: محك للديبلوماسية اللبنانية ونفوذ اسرائيل logo متى سيُسلم بري الرد اللبنانيّ على الورقة الفرنسية؟ logo معطيات جديدة عن عصابة الـ “تيك توك”… وتسجيلات صوتيّة منسوبة للرأس المدبّر logo في بعلبك.. مطلوبٌ يقع بقبضة المخابرات! logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم السبت logo بالفيديو: “موكب حفل زفاف” يثير هلعاً في طرابلس.. ماذا حصل؟ logo رسمياً… ريال مدريد بطل الدوري الإسباني logo "حماس": نتنياهو شخصيًا يعرقل التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة
"في انتظار بوجانغلز"... حين يصبح الموت كذبة
2024-04-25 14:55:46

"في انتظار بوجانغلز" عنوان مسرحية مأخوذة عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الفرنسي اوليفييه بوردو، عرضت في مسرح "زقاق" في بيروت من اخراج ترايسي يونس.
"السيد بوجانغلز"، الأغنية الحزينة لمغنية الجاز الأميركية نينا سيمون، ستتحول عنوان رواية للكاتب الفرنسي اوليفييه بوردو، وهو وكيل عقاري في مدينة نانت قرر ان يتفرغ للأدب وكتب أول رواية قاتمة لم تحظ بأي اهتمام، ليقوم بزيارة والديه في إسبانيا وينجز هناك خلال أسابيع رواية بعنوان "في انتظار بوجانغلز"، تنال شهرة واسعة بمبيعاتها العام 2016، ثم تمسي فيلماً سينمائياً في العام 2021. قصة عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلهما وطائر عديم الفائدة يعيش معهم ويطلقون عليه اسم "سلة المهملات"، يرقص جورج وزوجته وابنهما الصغير بلا كلل على هذه النغمة كلما سمعوها. وهذا يعني أنه دائمًا ما يكون "الفينيل" نفسه في مشغل الأسطوانات الخاص بهم: "كانت هذه الموسيقى مجنونة حقًا، وكانت حزينة وسعيدة في الوقت ذاته، وقد وضعت والدتي في الحالة نفسها".في جملة واحدة يلخص الطفل قصة "في انتظار بوجانغلز" بأكملها. حكاية عائلة تعيش حباً مذهلاً وسط احتفالات دائمة في منزل ليس فيه سوى المتعة والخيال والأصدقاء. تقود الأم العائلة، وتحدد إيقاع المنزل ونغماته المتصاعدة من أسطوانات الفينيل، يرقصون ليلاً ونهاراً في شقتهم ويشربون الكوكتيلات الملونة. ينسون فتح بريدهم، يتجاهلون القيود الاجتماعية ومرور الوقت، كل يوم احتفال وأسماء جديدة تطلقها الأم على نفسها وتغيرها كما تغير فساتينها وأثواب حفلاتها. مارغريت، رينيه، جوزفين، لويز، كوليت... لا ينادي جورج زوجته بالاسم الأول نفسه أكثر من يومين، وهو مستمتع جدًا بهذه العادة التي ليست سوى انحراف واحد من بين العديد من الانحرافات الأخرى لهذا الزوج الذي بجنون واقع في الحب والمستعد أن يخسر نفسه من أجل محبوبته.حكاية امرأة تعيش هشاشة لا محدودة يرويها لنا طفلها الصغير. امرأة مستعدة دائمًا للانزلاق، والوقوع في الأخطاء. نكتشف أيضًا الحب المجنون الذي يكنه لها زوجها "صائد الذباب"، من خلال قراءة مقتطفات من دفاتر ملاحظاته السرية. هذه الزوجة والأم غريبة الأطوار تحتضن أخطاءها من خلال الرقص مع مرضها العقلي، ومعها يتم دفع الأحداث واليوميات إلى أقصى الحدود، وأقصى المشاعر. في هذه الحكاية المجنونة، المضحكة، الرقيقة، المزعزعة، السحرية، والمربكة، يصبح الموت كذبة ويصبح ذريعة لقول الشعر.
مسرحة الروايةأمام صعوبة هذا المناخ من الجنون والشخصيات المركبة والمكثفة، نقلت الرواية الى مسرح زقاق مع فريق عمل ناجح من عناصر إخراجية ودراماتورجية واضاءة وملابس بالإضافة الى أداء آسر من ممثلين على المسرح. نجحت الدراماتورجيا (كفاح الزيني) في نقل أحداث الرواية الى خطوط درامية واضحة ومشهديات من الفانتازيا تجمعها (ترايسي يونس) بسلاسة متواترة امام الجمهور المتلقي. استخدمت فيه كل احتمالات مساحة خشبة زقاق وعمقها لتبرز كل هذه الفانتازيا والأحداث السريعة المتوترة في مساحات ضيقة في مقاسها، شاسعة في رؤيتها كلوحات والوان أضافت الإضاءة اليها (أغوب ديرغوغاسيان) والملابس (بشارة عطالله) تفاصيل صغيرة لا متناهية من شخصية الأم المتقلبة.منذ دخولهما الى المسرح كعروسين (ريم مروة وجو رميا) كنا أمام شخصيتين ملتبستين بين الحقيقة والخيال. "الحب المجنون الذي لم يرق الى مستوى اسمه جيداً"، والمتراقص دائماً على أنغام أغنية نينا سيمون. يقوم الابن (منير شاتيلا) بالتعريف عن العائلة وعن القصة الذي يعاونه فيها الأب في بعض الأحيان. الابن الذي سيخرج من المدرسة باكراً والأب الذي يحب زوجته ويكتب عنها بحنان ظاهر. الأم بحركتها الأفقية والعمودية تمسكنا بها ريم مروة لتقدم لنا شخصية متراصة من أولها الى آخرها. شخصية مركبة تطفح في غليانها وانفعالاتها غير المحسوبة لتدفع بشخصية الأب والابن الى ما يشبه الغموض. غموض بدءاً من الشخصيات التي لا نعرف اسمها مثل الابن او الراوي، والأم التي تحمل كل يوم اسماً مختلفاً...وحده الزوج (جورج) نعرف اسمه وهويته، وهو من أسس لهذا الخيال الملتبس لهوية الشخصيات، وهي هوية غامضة وراقصة تتطاير بخفة من دون أن نتمكن من فهم جوهرها، وكأنهم يهربون منا باختصار. وهذا ما يضفي على العرض لمسة أكثر غرابة، وعلى القصة، الطريقة التي تُروى بها. هذه المشاعر التي تندفع الى أقصى حدودها لن يوقفها إلا إعلان جنون الأم ومكوثها في مستشفى الأمراض العصبية لفترة قصيرة، قبل أن تقنع الاب والابن بتهريبها من المستشفى والسفر إلى إسبانيا للمكوث على شاطئ البحر حيث لا مستقبل يأتي، ولتُغرق هذا الجنون في مياه البحر، وليلحق بها زوجها أملاً في لقاء آخر.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top