2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo نصرةً لأهل غزة وللمشاركة في التحركات الطلابية العالمية الحرة وتحت شعار “طُوفَانَ الشَّبَابُ الحُرّ” logo جثة في فرن الشّباك logo "صفقة يقودها بايدن"... تعليقٌ لترمب بشأن محاكمته! logo لحضور اجتماعات بشأن غزة... مدير الـ"CIA" في القاهرة! logo بشأن التهديدات الانتقامية"... تحذيرٌ من الجنائية الدولية! logo من جنوب لبنان... القسام تستهدف مواقع اسرائيلية (فيديو) logo مناورة هجومية إسرائيلية عند حدود لبنان.. و"الحزب" يقصف ثكنة logo "قبل بدء هجوم رفح"... مهلةٌ من إسرائيل لحماس!
إسرائيل بعد 7 أكتوبر: اليسار خافت.. و"ناطوري كارتا" مستهدفة!
2024-04-23 12:55:50

ثمة تحولات داخلية تشهدها إسرائيل منذ هجوم "حماس" على "غلاف غزة" قبل نحو سبعة أشهر، أبرزها انجراف الإسرائيليين أكثر نحو اليمين، وتلاشي الصوت اليساري المحصور أصلاً في منظمات حقوقية في الدولة العبرية، وكأنه منبوذ مجتمعياً، ومُحارَب سياسياً، ومُستبعد إعلامياً..
فهوامش التعدد وحرية الرأي لدى اليهود في إسرائيل تزداد ضيقاً، وبوتيرة غير مسبوقة منذ نشوئها، رغم محاولات بعض اليساريين منذ أسابيع إعادة نشاطهم عبر المشاركة في مظاهرات تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى مع "حماس"، لكن النشاط يبدو أقل مما كان عليه قبل 7 أكتوبر، عدا عن أن المتظاهرين أنفسهم غير متجانسين بالضرورة فكرياً وسياسياً، ولا بنظرتهم تجاه الفلسطينيين.
"انخفاض الصدى"
لعلّ هذا ما يُستدل إليه مما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن انخفاض "صدى" المنظمات الإسرائيلية اليسارية مثل "بتسيلم" و"كسر الصمت" خلال الحرب الحالية على غزة، وهي منظمات لطالما عُرفت على مدار سنوات بتقاريرها الموثقة عن اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين ضد الفلسطينيين.
كما أن المنظمتين أظهرتا حضوراً إعلامياً لافتاً خلال الحروب السابقة على غزة، لدرجة أن "تايمز أوف إسرائيل" أكدت أن تقاريرهما عن ضحايا غزة بالسنوات الماضية، تصدرت الحوار الإعلامي وأثارت الجدل العام، غير أن نشاطهما اختفى خلال الحرب الحالية.. مما دفع الصحيفة الإسرائيلية إلى طرح تساؤل مفاده: "ماذا تغير؟!"
وبحثت "تايمز أوف إسرائيل" عن أسباب الغياب، بدءاً من تجاهل معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية لأخبار المنظمات الحقوقية اليسارية، وعدم استضافة ممثلين عنها، ناهيك عن أن نشاط المنظمات انخفض في السوشال ميديا، بعدما كانت أكثر فعالية قبل 7 أكتوبر. واللافت أن معظم نشاط "كسر الصمت" في مواقع التواصل لا يتعلق بمجريات ميدان غزة، بل الوضع في الضفة الغربية، وآفاق الحل السياسي، وذلك على النقيض مما كانت تفعله المنظمة الإسرائيلية نفسها خلال حروب غزة السابقة.
فيما قدم بعض نشطاء اليسار الإسرائيلي ذرائع أخرى لاختفاء تقاريرهم عن غزة، بقولهم إن صعوبات قد نشأت بعد "هجوم الغلاف"، منها عدم قدرة المحققين على دخول مناطق القتال، عدا عن تجنيد نشطاء يساريين في قوات الاحتياط بغزة، ما يعني أنهم شاركوا عسكرياً في العدوان على القطاع.
انقسام اليساريين
أما صحيفة "هآرتس" العروفة بمزاجها اليساري، فهي الأخرى شهدت تغيراً في معالجاتها، بدليل أنها مررت مقالات بشأن غزة لا تقل تشدداً عما تنشره صحف يمينية، مع أنها أبقت على مقالات بأقلام يساريين منتقدين للاحتلال، وكأن "هآرتس" أرادت بذلك اتباع "توازنات" تحميها من حملات يمينية. وأبرزت الصحيفة الانقسامات داخل ما تبقى من جسم يساري إسرائيلي بشأن هجوم أكتوبر، وخصوصاً منظمة "بتسيلم"، إذ عنونت "هآرتس" مقالاً عن ذلك: "هجوم حماس يمزق منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية- بتسيلم".
وهنا، تقدم الصحفية اليسارية سبباً إضافياً لغياب الصوت الحقوقي واليساري الإسرائيلي، ويتمثل في انقسام اليساريين والناشطين الحقوقيين.. مشيرة إلى خلافات نشبت داخل "بتسيلم"، وصلت إلى حدّ احتدام الخلاف حيال تعبيرات في بيان أصدرته المنظمة في ديسمبر الماضي، دانت فيه "إسرائيل وحماس"، وطالبت بوقف الحرب، "وحماية المدنيين من الجانبين".
ووقع الخلاف عندما أصر بعض موظفي المنظمة على تضمين البيان تعبيرات حادة بشأن ما فعلته حماس في 7 أكتوبر، وبشكل يتبنى الرواية الرسمية.
نقاش المقالات
لكن الصحافي الإسرائيلي اليساري، جدعون ليفي، دخل على خط النقاش اليساري المحتدم، عبر مقال نشره في "هآرتس" أخيراً، اعتبر فيه أنه لا يجوز لليسار الإسرائيلي أن يعظ منظمة "بتسيلم" بالأخلاق، وذلك على خلفية اتهامها بعدم إدانة هجوم أكتوبر بما يكفي.. واللافت أن مقال ليفي يدل على تصاعد الخلافات والتباينات بين اليساريين الإسرائيليين بشأن تفسير هجوم أكتوبر، وتسويغ الرد الإسرائيلي. ووجه ليفي كلامه لليساريين المنتقدين، قائلاً: "لم نكن نعرف الكثير عن الاحتلال لولا بتسيلم"، ورأى أن هجوم حماس لم تكن خلفيته قومية، وإنما "كراهية أنتجها الاحتلال".
واللافت أيضاً أن "هآرتس" تحولت خلال الأيام الماضية إلى بازار مقالات ليساريين يردون من خلالها على بعضهم البعض في سياق نقاشهم المحتدم. فردّت الصحافية عنات كام، على ليفي، بمقال بعنوان: "لقد نسيت بتسيلم أنها مجموعة لحقوق الإنسان"، وشنت فيه هجوماً على المنظمة، بدعوى أنها لم تتخذ موقفاً "إنسانياً حاسماً" بخصوص هجوم حماس.
تحريض على "ناطوري كارتا"
ولم يتوقف الأمر عند بتسيلم ومثيلاتها، بل عززت إسرائيل التحريض على حركة "ناطوري كارتا" التي تمثل يهوداً متديّنين مؤيدين تقليدياً للفلسطينيين، ومناهضين للاحتلال الإسرائيلي. وجاء تصاعد الحملة الإسرائيلية ضد الحركة اليهودية منذ 7 أكتوبر في سياق رغبة الاحتلال بإسكات أي صوت يهودي مخالف، للزعم بأن "اليهود مُجمِعون على إسرائيل، ولا يختلفون عليها".
وحرضت الصحافة الإسرائيلية على "ناطوري كارتا"، بتناولها اقتباساً للحاخام يوئيل إيكستين، في موقع "إكس"، كتبه بعد "هجوم الغلاف" بثلاثة أيام، قال فيه إن يهوداً شاركوا في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك، وأنهم "دعوا إلى الإنهاء السلمي للاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ العام 1948، وأصبح منذ ذلك الحين سبباً للمعاناة وسفك الدماء للعرب واليهود".
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية الى أنّ منشور الحاخام إيكستين، أعيد تغريده مئات المرات، معظمها من قبل حسابات مؤيدة للفلسطينيين.
ولعلّ مشكلة الاحتلال مع هذه الحركة الدينية، نابعة من كونها يهودية معادية للصهيونية، وتواجه بلسان عبري وغربي، دعاية إسرائيل بشأن سبب ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وما زاد انزعاج إسرائيل من الجماعة هو أن صوتها عال، فضلاً عن تكثيفها الاحتجاج رفقة النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في أنحاء العالم طيلة الحرب الدائرة في غزة.
دق إسفين
واللافت أن الصحافة العبرية سعت إلى دق إسفين يهدف إلى دفع الفلسطينيين وأحرار العالم إلى التوجس من جماعة "ناطوري كارتا"، عبر الادعاء بأن لديها أجندات تخفيها عن الفلسطينيين وغيرهم، وأن معاداتها لإسرائيل ناتجة عن "تطرفها ورفضها إنشاء دولة على أيدي علمانيين صهيونيين"، فيما ترى الحركة الدينية أن "لليهود الحق في العودة إلى أرض إسرائيل بمجرد أن يسمح لهم الله بذلك".. وهو أمر عدته "هآرتس" دليلاً على أن "ناطوري كارتا" تتحدث "لغتين مختلفتين بالمعنى الحرفي والمجازي، لغاية الاستهلاك العام".
وزعمت الصحيفة العبرية أن المعتقدات التأسيسية للجماعة "تكشف أنها قد لا تكون متوافقة بشكل وثيق مع حركة التضامن الفلسطينية كما تدعي".
واستذكر الإعلام العبري لقاءات أجرتها "ناطوري كارتا" مع "أعداء إسرائيل"، مثل قيادة "حماس" في غزة" العام 2009، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، في بيروت العام 2018، ناهيك عن زيارتها إلى إيران.
وفي حين، أشارت قراءات عبرية إلى غموض بشأن حجم جماعة "ناطوري كارتا"، إلا أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أنها لا تتجاوز الآلاف، ولها فروع صغيرة في إسرائيل وأميركا وبريطانيا تضم "عدداً كبيراً من السكان المتشددين، وتحديداً القدس وبروكلين ولندن"، بحسب الإعلام الإسرائيلي.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top