أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، أن القوات المسلحة الإيرانية ردت باستهداف قاعدتين عسكريتين واستخباريتين شاركتا في هجوم دمشق، من دون استهداف "أي هدف مدني أو مواطن".وأشار كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إلى أن ما قامت به إيران كان مبنياً على "حقها الذاتي"، وشدد في الوقت ذاته على أهمية الهجوم الإيراني الذي وصفته بأنه "لازم لأجل خلق الردع"، مقللاً من أهمية الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الجمعة مدينة أصفهان، واعتبر أنه "بلا أي قيمة عسكرية وعملياتية".وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الدفاع الجوي الإيراني أسقط "الأجسام الطائرة"، وتوقع أن ترد بلاده بشكل "أقوى وبحزم أكثر على أي تصرف عدواني".وكشف كتعاني أن 20 دولة حاولت منع إيران من الرد، مشدداً على أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد في المنطقة وهي بصدد تعزيز السلام والاستقرار فيها، قائلاً: "لسنا بأي حال بصدد حرب في المنطقة وما قمنا به كان لأجل الحفاظ على أمنها واستقرارها". وشن الحرس الثوري الإيراني في 13 نيسان/إبريل هجمات مركبة على أهداف داخل إسرائيل باستخدام مجموعة متنوعة من المسيّرات والصواريخ محلية الصنع تراوح أعدادها بين 250 و300، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر ذاته.وفي حين شهدت منطقة الشرق الأوسط خطراً حقيقياً لنشوب حرب شاملة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تفاصيل 19 يوماً من الجهود الأميركية برئاسة جو بايدن، لمنع نشوب هكذا حرب.وذكرت الصحيفة أنه على مدار هذه الأيام بذل فريق بايدن جهوداً كبيرة لتجنب وقوع حرب شاملة، مضيفة أنه "في لحظات حرجة كان هذا الفريق غير متأكد خلالها مما تخطط له إسرائيل وإيران في بعض أوقات الأزمة".وتابعت: "بايدن وفريقه الأمني راقبوا بقلق متزايد من غرفة العمليات في البيت الأبيض الصواريخ الإيرانية وهي تتجه على دفعات نحو إسرائيل".وأضافت أنه "لم يكن مضمونا أن الأنظمة الإسرائيلية المضادة للصواريخ التي عززتها البطاريات المضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار التي نشرها الجيش الأميركي في الأيام العشرة التي تلت الهجوم، كانت كافية لإسقاط 99 بالمئة من الصواريخ الإيرانية".وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه "قبل دقائق قليلة" من الغارة التي استهدفت مبنى القنصلية في دمشق نبه مسؤول إسرائيلي نظيره الأميركي إلى أن هناك ضربة جارية، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن التحذيرات لم تتضمن أي معلومات عن الجهة المستهدفة أو الموقع الذي تم ضربه.ونوهت الصحيفة إلى أن خطة الهجوم الإيراني في ما يتعلق بمستوى الهجوم لم تكن واضحة على الفور لوكالات الاستخبارات الأميركية، وتوقعت بعض التقارير الاستخباراتية أن تستهدف إيران فقط المنشآت الدبلوماسية الإسرائيلية أو مواقع أخرى خارج إسرائيل.وأضافت: "عندما بدأ الهجوم ليلة السبت قام المسؤولون الأميركيون في غرفة العمليات والبنتاغون بتتبع الموجات الثلاث من الصواريخ التي غادرت المجال الجوي الإيراني وعبرت العراق والأردنة متجهة نحو إسرائيل"، ونقلت عن مسؤولين في الإدارة قولهم إنه حتى مع التحذير المسبق الذي تلقوه، فإن حجم القصف الإيراني لم يكن متوقعاً.وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه "لو ردت إسرائيل بشكل متهور لكانت ستفقد مرة أخرى الدعم الدولي الذي استعادته حديثاً ولقد تجنب البيت الأبيض على الأقل لبعض الوقت الدخول في حرب أوسع نطاقاً".