أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين الأحد، أن القوافل الإنسانية لم تتمكن من إيصال الوقود إلى المستشفيات في قطاع غزة بسبب العقبات الإسرائيلية. وقال المكتب في منشور على الحساب الرسمي للمنظمة في منصة "إكس" إن "ثلثي البعثات الإنسانية المنسقة في غزة واجهتها اليوم عقبات أو تأخيرات من قبل السلطات الإسرائيلية، وفي المتوسط واجهت كل بعثة تأخيراً لمدة 5 ساعات قبل السماح لها بالمضي قدماً".وأوضح المكتب، أنه "نتيجة لذلك لم يتم تسليم الإمدادات الحيوية والمعدات والوقود للمولدات الاحتياطية إلى المستشفيات".الأزمة الإنسانية تتفاقموتواصل إسرائيل منع إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى قطاع غزة للشهر السابع، وذلك بحسب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف الذي أشار إلى أن منع إدخال هذه المواد ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.وقال معروف: "يعتمد المواطنون منذ شهور عديدة على الوسائل البدائية البديلة بإشعال النار من الحطب والفحم ومخلفات ركام المباني ما تسبب بإصابة المئات بأمراض الجهاز التنفسي بفعل استخدام مواد بلاستيكية وكيماوية في إيقاد النيران، والتي تنبعث منها الغازات السامة".وأضاف: "قد تم تسجيل مئات الحالات الجديدة التي أصيبت بأمراض الجهاز التنفسي المختلفة، ما ينذر بازدياد خطورة إصابة المواطنين بسرطان الرئة والجهاز التنفسي"، وأكد أن "هذا الواقع الإنساني والصحي والبيئي الصعب يتطلب تدخلاً عاجلاً لوضع حد لهذه الأزمة".وطالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المجتمع الدولي والجهات المعنية كافة بالضغط على إسرائيل والتحرك سريعاً لحل هذه الأزمة.وحذرت منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" من أن شمال قطاع غزة لا يزال يواجه خطر المجاعة، مشيرة إلى أن الأولوية اليوم هي معالجة الأزمة الإنسانية من خلال زيادة المساعدات.وقالت المنظمة في تقرير السبت إن "الحرب في قطاع غزة لم تنته بعد وقد يواجه شمال القطاع أسوأ مجاعة في العالم مقارنة بحجم السكان خلال العقود القليلة الماضية"، مشددة على ضرورة "وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق وبشكل مستدام وآمن إلى قطاع غزة بأكمله".وأضافت: "خطورة الأزمة مذهلة ولا تزال الوفيات المسجلة الناجمة عن سوء التغذية قليلة، ولكن صور جثث الأطفال ذات الهياكل العظمية تظهر الآثار الرهيبة للجوع"، مضيفة أن "إسرائيل فرضت حصاراً لم تخففه بشكل كاف منذ بدء حربها".أما عن ما يمكن أن يشكل فارقاً في إيصال المساعدات، فقد شددت المنظمة على أن "وقف إطلاق النار لفترة طويلة هو وحده القادر على تحسين الوصول والحركة والتوزيع بما يكفي لتجنب الموت الجماعي"، مشيرة إلى أنه "في غياب هذا الحل فإن الخيار الوحيد هو تخفيف حدة المجاعة من خلال تحسينات متواضعة في هذه المجالات".وطالبت المنظمة إسرائيل "بالتوقف عن استهداف القادة المدنيين والمسؤولين في غزة المشاركين في حماية المساعدات والإشراف على التوزيع"، وأشارت إلى أنه على الرغم من سماح تل أبيب بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة في شهر آذار/مارس فإن ذلك "لم يكن كافياً".وفي ما خص عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة، تمكنت مصر خلال 20 يوماً بداية من 1 نيسان/أبريل أن ترسل 3 آلاف و153 دفعة من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى 105 شحنات من المحروقات، وذلك بحسب أرقام رسمية نشرتها وسائل إعلام مصرية الأحد.وطبقاً للأرقام المعلنة، يبلغ متوسط عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً 171 شاحنة، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد أكد في وقت سابق أن "قطاع غزة يحتاج إلى أكثر من 1000 شاحنة مساعدات يومياً بشكل سريع ودون تباطؤ ولا شروط، ولشهور طويلة من أجل الاستجابة لحاجيات سكان غزة الأساسية".