2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo "نشاط" باريس والرياض لترتيب المشهد السياسي اللبناني logo أسلحة مخدرات وأعمال إرهابية.. الجيش يوقف 5 اشخاص logo جريح بالرصاص في طرابلس.. إليكم التفاصيل logo حرب موازية بين إيران وإسرائيل: القبة السيبرانية آتية! logo بيرنز في القاهرة ووفد حماس يصل السبت..لاستكمال محادثات الهدنة logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الجمعة logo "بين ورطة وفرصة"... بايدن امام قرار التخلي عن نتنياهو! logo "مذبحة"... إسرائيل أبلغت بايدن خطتها بشان رفح!
"إخرس" التي أدرجها مصطفى البرغوثي في قاموسه
2024-04-20 16:55:54

"اخرس" أو "اخرسي" (Shut up بالانجليزية).. هي الكلمة التي اعتاد الجمهور سماعها من الأمين العام لـ"المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي. وفيما تبدو الكلمة ملهمة للآذان، لكنها تبقى غير معتادة في البث المباشر أو النقاشات ولم يكن ليوجهها أحد الضيوف لخصمه، لأنها أصلاً خارجة عن اللياقة والآداب العامة للحوارات، لكن البرغوثي اختار أن يدرجها في قاموسه بجميع الأحوال.
ومنذ أن بدأت الحرب الاسرائيلية في غزة بهجوم شنه مسلحو حركة "حماس" أودى بحياة نحو 1200 شخص، فإن الفلسطينيين، الذين ناهز عدد شهدائهم الـ34 ألفاً منذ 7 تشرين الأول الماضي إضافة إلى صابة 76 ألفاً آخرين، يشعرون بأن الإعلام الغربي يستمر في استضعاف الرأي المناصر للقضية الفلسطينية، وتشويه سرديتها، ما يدفع أولئك إلى الرد بحدة على ما يقولون أنه سياسة لا تتحمل الضيوف الموالين للقضية.وفيما طغى المشهد الفلسطيني على الهواء الإعلامي العالمي، بات محتماً استقبال ضيوف مثل البرغوثي ممن يعبرون عن صوت الفلسطينيين. سابقاً، كان سقف التعبير عن الامتعاض، في بث مباشر، ينقضي برمي كوب من المياه على الضيف الآخر، لكن المقابلات تجري من بعد اليوم، بحكم الجغرافيا بين الضيوف، ما يحتم التعبير لفظياً.وفي حالة أخرى، كان يتم التعبير بمغادرة الحلقة، كما شاهدنا في لقاء قديم في برنامج على قناة "الجزيرة"، عندما غادرت الكاتبة المصرية صافيناز كاظم الحلقة بعبارتها الشهيرة "الغي رحلتي". الآن، هناك كلام يراد قوله، ويستدعي البقاء أمام الخصم الوحشي، الذي يؤيد "السردية الإسرائيلية"، عبر عبارة "Shut up" فقط.وفي لقاء تلفزيوني يقدمه المذيع البريطاني الشعبوي بيرس مورغان، سأل البرغوثي، نائبة رئيس بلدية القدس فلور ناحوم: "لا تهتمون بحقيقة أن نتنياهو قتل 10 آلاف امرأة فلسطينية؟"، لترد عليه "أنت تكذب بشأن الأرقام"، فما كان عليه الرد إلا بـ"اخرسي".الإشكالية ليست هنا، بل في السياق الذي استكملت فيه ناحوم، حيث يرى فلسطينيون أنها شخصنت العبارة وبررت نفسها زاعمة بنسويتها: "أنت كاره جداً للنساء". فيما لم تجد الأخيرة أيضاً أي طريقة أخرى لحرف الأنظار عن جرائم القتل الإسرائيلية التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 73% من النساء والأطفال، بحسب تقرير وزارة الصحة في غزة.إذاً، استمر الخلاف، البرغوثي واجهها بأن الأرقام مثبتة من الأمم المتحدة، لكنها ناحوم عادت وعلقت: "اخرسي كلمة وقحة جداً بحق امرأة". ناحوم نفسها، التي لم تتقبل أعداد آلاف النساء الفلسطينيات الضحايا، غرقت في استيائها من "Shut up".قاموسياً، تعرف جامعة "كامبريدج" كلمة "Shut up" بأنها: "التوقف عن الكلام أو إحداث ضجيج". والكلمة تنطوي على سياق ما، وينبغي إذاً استخدامها عند الحاجة. وفي وصفٍ معمق للعبارة، تقول مدونة أميركية: "ابنتي لديها معلمة تقول لطلابها أن يخرسوا كثيراً. في بداية العام الدراسي، بدأت المعلمة تعاملها بلطف، لكنها الآن تتجه مباشرة إلى قول "اخرس!" كنا نعلم في تلك المرحلة أن شيئاً ما سيحدث لنا إذا لم نهدأ. "اخرس" كانت بمثابة تحذير بأن المعلمة قد وصلت إلى نقطة الانهيار".وفي الحالة الفلسطينية، أي مرحلة ما بعد الانهيار، ربما تكون كلمة "اخرس" عادية جداً أمام القضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود وعقود.ولم تكن تلك المرة الأولى التي يستعين فيها البرغوثي بعبارة "Shut up". ففي مقابلة أجراها بيرس مورغان، منذ نحو شهرين، مع الكاتب والمعلق السياسي البريطاني دوغلاس موراي، حول إمكانية "حل الدولتين" في فلسطين، قاطع موراي البرغوثي أثناء حديثه، مما جعل الأخير يستعين بالكلمة إياها.ولم يستطع مورغان إدارة الحوار بشكلٍ سلس، ليبقى صامتاً أثناء التراشق اللفظي. وفي مقابلةٍ أخرى منذ شهر، صرح البرغوثي بأن 30 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين قتلتهم إسرائيل، ليقاطعه المحامي الأميركي آلان ديرشوفيتز مستاءً: "العدد لا يضم المدنيين فقط"، وجاءه الرد من البرغوثي: "Shut up".توحي العودة إلى هذه المقابلة أيضاً، بأن أعداد الضحايا الفلسطينيين تزعج السردية الاسرائيلية، فلا كلام يمكن أن يقال لتبرير الموقف سوى الجعجعة والتشويش. وأردف ديرشوفيتز قائلاً: "إذا حماس ألقت بأسلحتها، سيتحقق السلام، وإذا ألقت إسرائيل بأسلحتها، ستتكرر الإبادة الجماعية التي شهدتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إسرائيل تريد السلام".واللعبة باتت واضحة اليوم، تضييق الخناق على الفلسطينيين وسرديتهم، والاستفزاز إزاء أي تعليق قد يعبر عنهم. ولا يقتصر ذلك على الشق الإنساني، بل يطاول الحديث الإنساني الذي تطور ليصبح مزعجاً لمبرّري مجازر العدو. وأصبح "من المعيب" أن يتم إفهام العالم مدى صدقية المأساة الفلسطينية، وماهية عمل آلة القتل الاسرائيلية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top