2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo يوحنا العاشر في رسالة الفصح: نصلي ليرفع الله ويلات الحروب logo الجامعات الأميركية:2000 موقوف بينهم أساتذة..أدانوا الاستعانة بالشرطة logo المنظمات السورية الاميركية:انتظار الادارة المقبلة ل"مناهضة التطبيع مع الأسد" logo بالصورة: إنقاذ شخص علق على صخرة logo سيمفونية فرنسية تتكرر في الحرب والرئاسة... و"حزب الله" لن يرفض ولن يوافق! logo بالفيديو: آثار الدمار جرّاء استهداف عيتا الشعب logo رئيس مجلس إدارة OMT في ذمة الله logo "باعوا لبنان بِمليار يورو"... الجميل: لو قبلنا بالتوطين بالـ1975 لما دفعنا الثمن 30 سنة حرب
غزة ونادي القلم الأميركي: العودة إلى الحرب الباردة
2024-04-20 12:25:51

حين نشرت المؤرخة البريطانية، فرانسيس ساندرز، كتابها "الحرب الباردة الثقافية: المخابرات الأمريكية وعالم الفنون والآداب" في العام 1999، علّق إدوارد سعيد في سياق الاحتفاء بعملها المرجعي بالقول: "الحقيقة المحبطة التي يكشفها أو يؤكدها هو أن عدداً قليلاً من الشخصيات الفكرية أو الثقافية الرئيسة لدينا قاومت تملق وكالة المخابرات المركزية". وبين تفاصيل كثيرة، بعضها ثبت أنه غير دقيق ومعظمها تم تأكيده والتحقق منه في العقدين الماضيين، يكشف الكتاب عن توظيف الوكالة لمنظمات ثقافية وهمية وبعض المؤسسات القائمة مثل مؤسسة فورد، من أجل تمويل أنشطة ثقافية وتيارات فكرية وفنية بعينها في سياق الحرب الأيديولوجية بين المعسكرين الغربي والشرقي.
موّلت الوكالة ترجمة وتوزيع عشرات آلاف الكتب، من بينها قصائد ت.إس.إليوت، و"دكتور زيفاجو" لبوريس باسترناك وأعمال كلاسيكية مثل "الأمير" لماكيافيلي. وساهمت في إنتاج عدد من الأفلام من بينها "مزرعة الحيوانات" المقتبس عن عمل جورج أورويل الشهير، والذي توافرت دلائل قوية على تورطه المباشر مع السي آي إيه. وتولت الوكالة أيضاً الترويج لتيار التعبيرية التجريدية، وبالأخص أعمال الفنان الأميركي جاكسون بولوك، عن قناعة بأن تلك المدرسة تقدم النموذج المعاكس لمدرسة الواقعية الاشتراكية السوفياتية. ومنذ العام 1964، اخترقت الوكالة، بمعاونة جهاز الاستخبارات البريطاني، نادي القلم الدولي، وفي ظرف عامين نجحت في تنصيب شخصية أميركية ذات احترام واسع في الشرق والغرب، مثل آرثر ميلر، رئيساً للنادي. وبالتوازي، تعاونت مع عدد من الأسماء الكبيرة في عالم الأدب والثقافة في توظيف النادي كواجهة للسياسات الأميركية.

بعد أكثر من ثلاثة عقود على انهيار السور الحديدي ونهاية الحرب الباردة، يواجه نادي القلم الأميركي (Pen America) أزمة مصداقية، هي الأكبر. فقبيل الإعلان عن جوائز النادي للعام 2024، أعلن 31 كاتباً ومترجماً، سحب أعمالهم من الجائزة، بسبب تخاذل النادي عن الدفاع عن حياة الكتّاب في غزة. ومن بين المنسحبين، تسعة من الكتّاب العشرة في اللائحة الطويلة لجائزة "جين شتاين" وقيمتها 75 ألف دولار أميركي. كان نادي القلم الدولي قد دعا باكراً إلى وقف إطلاق النار، ومعه أكثر من 50 من فروع النادي حول العالم. وفيما بادرت فروع النادي في إنكلترا وويلز وإيرلندا، إلى إدانة دور الحكومة البريطانية في الحرب على غزة، ودعتها إلى وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، فإن فرع النادي الأميركي قاوم الدعوات المتتالية لاتخاذ موقف واضح، وانتظر خمسة أشهر قبل أن يدعو إلى وقف إطلاق النار، الشهر الماضي، وهو ما اعتبره الكثير من الكتّاب متأخراً جداً.
في وقت سابق من الشهر الجاري، وللأسباب نفسها، رفضت المترجمة إستير ألن جائزة بين/رالف مانهيم للترجمة، والذي يمنحها النادي مرة كل ثلاث سنوات على مجمل أعمال المترجم، ودانت "صمت النادي بشأن الإبادة الجماعية للفلسطينيين". وفي منتصف آذار/مارس الماضي، أعلن عدد من الكتّاب، من بينهم ناعومي كلاين وهشام مطر وإيزابيلا حماد، انسحابهم من مهرجان "أصوات العالم" الذي ينظمه النادي. ومع توسع الحراك الاحتجاجي الأكبر في الوسط الثقافي الأميركي منذ وقت وقت طويل، وقّع أكثر من 87 كاتباً بياناً تم نشره قبل أيام، يدعو إلى استقالة الرئيسة التنفيذية للمنظمة، سوزان نوسيل، ورئيستها جينيفر فيني بويلان، ومجلس الإدارة بأكمله.
"لا يمكننا، بضمير مرتاح، أن نتحالف مع منظمة أظهرت مثل هذا التجاهل الصارخ لقيمنا الجماعية... إننا نتضامن مع فلسطين الحرة. نحن نرفض أن يتم تكريمنا من قبل منظمة تعمل كواجهة ثقافية للاستثناء الأميركي. نحن نرفض غسل سمعة منظمة تتدخل لصالح حكومة تساعد وتحرض على الإبادة الجماعية بأموال ضرائبنا. ونحن نرفض المشاركة في الاحتفالات التي من شأنها أن تلقي بظلالها على تواطؤ نادي القلم في تطبيع الإبادة الجماعية".
يدرك الموقّعون كلفة موقفهم، ويشيرون في بيانهم إلى المخاطرة التي يتضمنها "رفض منظمة في موقع احتكار ثقافي داخل المجتمع الأدبي". وفي ذلك السياق، تعيد الحرب في غزة إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة الثقافية، لكنها تُظهر لنا -على عكس تعليق إدوارد سعيد الذي بدأنا به- كيف أن عدداً كبيراً من الكتّاب قادر على مقاومة تملق التكريمات الأدبية وجوائزها المالية.
وعلى وقع المقاطعة الواسعة، علّق نادي القلم الأميركي الإعلان عن اللائحة القصيرة لجوائزه، وأعلن عزمه مراجعة سياساته خلال العقد الماضي كله.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top