صدر عن دار جدار للثقافة والنشر بالإسكندرية ديوان "الغرنوق الدّنِف"، آخر دواوين الشاعر الراحل عبداللطيف خطّاب، وهو ديوانه الثاني الذي تصدره جدار للمرّة الأولى بعد ثمانية عشر عاماً على رحيل الشاعر في دمشق العام 2006.الديوان الذي صدر في طبعته الأولى ضمن سلسلة "شعراء" التي تصدرها جدار، ويشرف عليها الشعراء: خلف علي الخلف وعبدالله الرّيامي وحامد بن عقيل، جاء في 124 صفحة من القطع المتوسط، وقد اشتمل على قصائد ديوان "الغرنوق الدّنف" وهي: طريح الكتابة، الإمبراطور، العشائر، الظعن، مجدهُ الغابر، الأعراب، حَمل الواسطي. إضافة إلى قصائد: سفر الرّمل، أور، ترجمان النوم، هايكو صحارى الجنون، والتي أضافها الناشر للديوان، إضافة إلى نص لم يكتمل هو "جثّتي هيّابة". كما ألحق الناشر بالديوان عشر صفحات ضمّت إضاءات لمفردات ومصطلحات وردت في النصوص.يُذكر أن عبداللطيف خطّاب شاعر من الرقة-الفرات، ولد عام 1959 في قرية "طويلعه" على ضفاف البليخ شمال مدينة الرَّقة. درس الاقتصاد في جامعة وهو من مؤسسي "ملتقى جامعة حلب الأدبي" الذي تأسس في الثمانيات وكان بمثابة مختبر شعري. نشر ديوانه الأول "زول أمير شرقي" في سلسلة دار رياض نجيب الريس الشعريّة عام 1990 وصدرت طبعته الثانية عن دار جدار للثقافة والنشر عام 2024. نشر نصوصاً ومقالات في عدد من الدوريات والصحف العربية. توفي في مشفى المواساة في دمشق 2006 إثر خطأ طبي.وقد قدّم للديوان الشاعر والناقد السعودي حامد بن عقيل، وجاء في مقدمته التي رأى فيها أن شعر عبداللطيف خطّاب عبارة عن فتوحاتٍ شِعريّةٍ بالعلامة الكاملة: "ثم جاء الاختراق الأكبر للشكل الشعري العربي مع مجيء شعراء قصيدة النثر، لكنه بقي ناقصاً، فالمضامين لم تزل كما هي، في غالب النصوص، والوعي لدى شعراء هذه القصيدة لا يزال وعياً سياقياً لم يتخلص من حوار الشعر العربي الأزلي مع أفق الخطاب الجمعي، حتى جاء عبداللطيف خطّاب، ليكتب النّص الذي يحمل هويّته داخله، مستغنياً عن تاريخ من العلامات المتراكمة طيلة خمسة عشر قرناً، ومعلناً نهاية تراكم الشعرية العربية في خطاب شعري جديد يرفض الاختزالات التي تتكئ على سياق تاريخي، من الكتابة ابتداءً للشعر لدى منتجيه، أو من القراءة لدى مستهلكيه ممن يسعون للتعرّف على النص الجديد من خلال الذاكرة لا من خلال هويّة جديدة تحمل جوهر وجودها في داخلها".بين نصوص الديوان قصيدة "الأعراب"، ومنها:
"هذا هو الزمنُ الذي أفنى ثُمالَ الروحِ، كي نرحلْ إلى زمنٍ
أطرى من الخرنوب،
هذي مَواجِيدي التي عَيَّرْتُ خُلاني بسجدتِها لروحي،
هذا جنوني السافي على رملٍ تناستْهُ القبائلْ،
على أرضٍ ينتابها اللهُ والأعرابْ،
وهذه الصحراءُ ما باكرتُها دمعاً،
ولم أُسْرِ إليها طائفاً من طلعة الجهْمَةْ،
هذه الصحراءُ من دَمِنا،
نحن الرسومُ الدّارساتِ لنؤيها المجنونْ،
نحن أهلوها وعِزَّتُها وقد صرنا حُثالَ الرومْ،
لم نأتِ من صوب القلوبْ،
لم نأتِ من دارٍ تُعاشِرُها الاُلّافْ،
كنَّا جُفاةً أو غلاظَ القلبِ،
كأنني أوصيتُ أَعراباً: بألّا ترتقوا طَللاً تُغادرنا حجارتُهُ
لتشييدِ السجون".يجدر الذكر أن جدار للثقافة والنشر أعلنت عبر صفحتها في فايسبوك أن الديوان يمكن تحميله مجّاناً عبر منصة عالمية لنشر الكتب (هنا)، كما يتوافر في موقع لولو بريس للطباعة عند الطلب (هنا). كما أعلن الناشر بأنه يعدّ لنشر المجموعة الكاملة لعبداللطيف خطّاب في وقت لاحق من هذا العام.