إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟
2024-04-18 07:25:52
"" - عبدالله قمح"الوعكة الصحية" التي أشار إليها بالأمس، السفير المصري في بيروت علاء موسى من دارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في بنشعي كتبرير لغياب السفير السعودي وليد بخاري عن المشاركة في جولة "سفراء الخماسية"، لا يصنّف فرنجية كمعنيّ بها أو أنها شكلت إشارة سعودية سلبية تجاهه، إنما هي عبارة عن قرارٍ اتخذه بخاري بالإعتكاف، كنتيجة لخلافات "في الشكل" مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وفي المضمون بين "الرؤيتين" الأميركية والسعودية في ما له صلة بالملف اللبناني.عملياً، بدا بخاري أقرب إلى تعليق مشاركته في جولة السفراء المستمرة على الشخصيات السياسية. و"يُحتمل أن تشمل المقاطعة نشاطات السفراء المقبلة" على ما يؤكد مصدر سياسي واسع الإطلاع. مع ذلك، لا يبدو أن "السفراء" تأثروا فعلاً ب "مقاطعة البخاري"، بدليل استئنافهم الجولة ولقائهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل.كانت النهاية الطبيعية للتباين الأميركي – السعودي في بيروت أن يسفر عن اشتباك بين السفيرة جونسون والسفير بخاري، وأن يبلغ مستوى القطيعة، ويصل حد نفور البخاري وهروب جونسون، ويفضي في النهاية إلى اتخاذ بخاري قراراً بالإبتعاد عن نشاط "السفراء" لفترة معينة. ببساطة لأن السفير السعودي يحمل مقاربة مختلفة عن تلك التي تسوّقها جونسون، ولأن الاخيرة باتت تنظر إلى البخاري بصفته "مخرباً سياسياً يعمل على نشر الفوضى في البلاد" كما يؤكد المصدر، ولإن ثمة جواً، داخل السفارة الأميركية في عوكر وكذا في وزارة الخارجية بوشنطن، يفيد أن الرياض لا تطمح إلى التوصل لحلول للنزاعات الدائرة بين اللبنانيين، ولا تسعى إلى توفير انفراجات سياسية كانتخاب رئيسٍ للجمهورية، ولا إلى بدء مسار التعافي سياسياً واقتصادياً ولا إلى الإفراج السياسي عن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وتياره، ببساطة لكونها لم تخرج بعد من نظرية "تربية السياسيين اللبنانيين". ولأن "الإستراتيجية السعودية" تتعارض مع تلك الأميركية الساعية إلى "فضّ إشتباك" في لبنان يبدأ من الجنوب وينتهي في بعبدا، وقع ويقع التضارب "من تحت" بين جونسون والبخاري، و"من فوق" بين العاصمتين. *********ولكون "الإستراتيجية السعودية" توجب أن يبقى سفيرها في بيروت يدور في خانة "اللا إيجابية" باحثاً عن تعميم مفهوم الإشتباك، أخذ التباعد بين حليفين مفترضين يتظهر أكثر مع تولي جونسون مسؤوليتها كسفيرة لبلادها في بيروت. وتؤكد معلومات "" أن الإشتباكات بين السفيرة جونسون والبخاري بات "سمة ملاحظة دائمة وبارزة" تقريباً في كل لقاء يجمعهما منذ وصول جونسون إلى بيروت. ويتردد أن البخاري لا يتحدث أمام من يلتقي بهم بإيجابية عن السفيرة جونسون.الابتعاد بين الطرفين غير المتصل إطلاقاً لسبب يعود إلى عدم "توفر الكيمياء"، إنفجر قبل يومين في دارة السفير المصري في دوحة الحص في عرمون على هامش النشاط الذي تخلله لقاءات مع نواب لبنانيين. إذ شهد "لقاء السفراء" أكثر من مناوشة وتعارض وتباعد في الأفكار بين جونسون والبخاري، أوصل في النتيجة الأخير إلى اتخاذ قرار بمقاطعة الزيارات التي يقوم بها السفراء نحو مجموعة من السياسيين، كمرحلة أولى، والبناء على النتائج في سياق قراءة مدى أهمية المشاركة في أي نشاط مقبل للسفراء، كمرحلة ثانية. ولم يعلم ما إذا كان البخاري قد وضع "الديوان" في أجواء ما حصل مع السفيرة جونسون، فجاءه تعميم بالمقاطعة، أم أن التقدير ترك له. أمّا الأكيد أن البخاري الذي أمضى عطلة "عيد الفطر" في الرياض وعاد لتوّه، حمل معه توجيهات واضحة لا تندرج في سياق "إستراتيجية الخماسية" وتكاد تكون نداً لتلك الأميركية..بمعزل عن كل شيء، يبدو الإشتباك الأميركي – السعودي آخذاً بالتصاعد في لبنان. فبينما كانت تعمل واشنطن على تسوية خلافاتها مع باريس حول النظرة والحلول في ما خصّ "الأزمة اللبنانية"، وفرضت في الأخير رأيها عليها، ثم اختار الطرفان إبتكار "آلية تنسيق" في ما بينهما، لم تقم بالأمر نفسه في شأن المسألة العالقة مع الرياض، والتي يبدو أنها عامة وغير متصلة بالملف اللبناني فقط، ما أمكن تفسيره على أن واشنطن تسوّي خلافاتها مع باريس للتفرغ والتصرف في مواجهة الأداء السعودي..
وكالات