2024- 04 - 30   |   بحث في الموقع  
logo "العراضة المسلحة": تشظية السنّة وتخويف المسيحيين وتقويض الدولة logo "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"... أميركا: 5 وحدات إسرائيلية مسؤولة logo كراهنبول: الصليب الأحمر لن يحل مكان الأونروا في غزة logo البحرية الإيطالية تعلن "اسقاط مسيرة" أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر logo مقدمات نشرات الاخبار المسائية logo عشر غارات إسرائيلية.. و"الحزب" يصعّد هجماته الصاروخية logo رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها logo مدبولي يؤكد ان لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين
مقتل سليمان و"القواتوفوبيا" بسلوك الجماعات اللبنانية: "أقله كانوا يخافوننا"
2024-04-17 10:55:48

"مواجهتنا مستمرّة كي نستطيع عند مطالبتنا بالحقيقة، ألّا نُتّهم بافتعال الفتن فنتحوّل، بمنطق اللّامنطق، من ضحيّة إلى قاتل، ومن مغدور إلى عابث بالسلم الاهلي". هذه العبارة التي وردت في متن كلام رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إثر مقتل منسق جبيل في القوات باسكال سليمان، تعكس هاجساً مقيماً لدى القيادات القواتية منذ انتهاء الحرب الأهلية إلى اليوم."القوات إلن يد فيها"لا يأتي هاجس القوات من فراغ. فأي متابع دقيق لأحوال الجماعات اللبنانية وهواجسها، المعلنة أو المضمرة، يمكنه تلمس نوع من "القواتوفوبيا" عند أي استحقاق جديّ، سواء كان سياسياً أو أمنياً.
ولـ"القواتوفوبيا" أسباب متعددة تعود في معظمها لفترة الحروب الأهلية، وهي تعكس، في بعض وجوهها، الصورة التي حاول كل حزب تسويقها عن نفسه، وتلك التي رسمتها عنه الأحزاب الخصمة.
حين انتهت الحرب، تحول كل عناصر المليشيات إلى قديسين! أما أمراؤها فلبسوا لبوس رجال الدولة، ونقلوا أساليبهم في استباحتها من خارجها إلى داخل مؤسساتها، التي أُتخمت بالعاطلين عن الإنتاج، وبقصص "خيالية" عن الفساد.
باكراً عوقبت القوات. أخرجت من السلطة وأُدخل قائدها السجن وحُلّ الحزب. عاش المنتسبون إليها ومناصروها سنوات عجاف طويلة من القمع والاضطهاد. ساعد ذلك "المنتصرين" في شيطنتها وإلصاق كل قبائح الحرب بها وحدها، وعلقوا على مشجبها كل تجاوزاتهم، حتى ذهبت عبارة من إحدى مسرحيات الشانسونية "شعاراً" لمرحلة. ففي مشهد ساخر يسأل أحدهم عمن ثقب طبقة الأوزون، فيجيب آخر "أكيد القوات إلن يد فيها".
لم يأت "صيت" القوات من عدم. فهي ابنة الحرب وربيبتها، وقد شاركت في الكثير من ارتكاباتها. لكن، وعلى الرغم من طيّ صفحة الحرب بين اللبنانيين -نظرياً- إلاّ أنه يتم باستمرار التذكير بـ"التاريخ الدموي والميليشياوي" للقوات، وغالباً من أطراف سياسية كانت بدورها شريكة في تلك الحرب وفظائعها، ولا تزال تحمل إلى اليوم الكثير من سلوكياتها.أقله كانوا يخافونناعلى هذه الخلفية، التي لها أسباب متعددة سياسية واجتماعية وحزبية، لا مجال للاستفاضة بها، قاربت "القوات" ملف مقتل باسكال سليمان.
فقبل الإعلان عن مقتله، كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يرفع إصبعه في وجه القوات والكتائب متهماً إياهما بالتحريض على الفتنة ومحذّراً منها. وجاء كلامه ليصب الزيت على نار القواتيين الغاضبين، الذين شعروا بالاستهداف في عقر دارهم، في إحدى أكثر المناطق "الآمنة" بالنسبة إليهم. أضطر جعجع للنزول شخصياً إلى المنطقة لضبط الشارع.
استمر النفخ في التحريض على القوات تحت عنوان "نزل ليحرّضهم". في حين يعرف المنتقدون أن التحريض لا يحتاج إلى حضور "القائد"، على عكس التهدئة التي تتطلب حزماً و"هيبة" وقدرة في ضبط الانفعالات.
نجحت قيادة "القوات" إلى حدّ كبير في لجم تفلت الشارع. انتظرت قواعدها ومناصروها خطاباً عالي السقف لجعجع ففاجأهم بخطاب هادئ، يعلن استمرار المواجهة السياسية. خطاب لم يُعجب شريحة غير قليلة من القاعدة القواتية، التي، من المرات النادرة، عبّرت عن عدم رضاها عن مواقف جعجع، وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وإن بلهجة مخففة.
وفي حين تبنى كل نواب الحزب ومسؤوليه الخطاب "الحكيم" و"عدم الانجرار إلى فتنة مطلوبة"، لم يكن للخطاب الوقع نفسه عند كثير من المسؤولين الأبعد عن دائرة القرار. وشهدت الأوساط القواتية تململاً وتحليلات عن أسباب "الموقف الضعيف" لجعجع، وصلت إلى حدّ انتقاد "النضج" والعمر. بقي النقاش مضبوطاً إلى حد كبير ضمن الأروقة الحزبية وتجمعاتها الضيّقة، إلا أنه شمل أيضاً عدداً غير قليل من المناصرين.
والمفارقة أن ما تحاول القيادة تغييره لتجاوز "القواتوفوبيا" لدى شريحة من اللبنانيين، يحنّ إليه بعض محازبيها على اعتبار "كانوا يكرهوننا وما زالوا، أقله كانوا يخافوننا ولا يجرؤون على اصطيادنا واحداً تلو الآخر".في بلد يطمح إلى أن يكون بلداً، لا يفترض أن تمر هذه المواقف و"المشاعر" التي طفت على السطح بعد اغتيال سليمان من دون معالجة جذرية لها. صحيح أن الناس، عادة، أكثر "شعبوية" و"عاطفية" من قياداتهم، لكن الصحيح أيضاً أن حساسيتهم والتقاطهم الرسائل السياسية والاجتماعية أدق. وجمهور القوات، وخلفهم شارع مسيحي نسبته الأعلى من المستقلين، يراكم إحساساً بالاستهداف والتهميش والقلق المتواصل على الغدز وهذه كلها لا تُحل بالتغاضي والترهيب والكره والإكراه ولا بالسخرية أو الشماتة والهزء.. وهو، مع الأسف، كل ما هو متاح راهناً.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top