2024- 04 - 30   |   بحث في الموقع  
logo رفح تمتحن نتنياهو logo واشنطن تعفي 4 كتائب إسرائيلية متورطة بانتهاكات..من العقوبات logo بايدن يناقش مع أمير قطر والسيسي مساعي وقف الحرب logo أوتوستراد شكا الى التأهيل.. ماذا عن التحضيرات؟…صبحية دريعي logo سوريون في نفق المواساة logo "العراضة المسلحة": تشظية السنّة وتخويف المسيحيين وتقويض الدولة logo "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"... أميركا: 5 وحدات إسرائيلية مسؤولة logo كراهنبول: الصليب الأحمر لن يحل مكان الأونروا في غزة
بإنتظار الثالثة.. طوفان الاقصى والوعد الصادق طعنتين مؤلمتين في جسد الكيان الغاصب!.. بقلم: العميد مُنذِر الايوبي
2024-04-17 07:55:45

ثبت بالوجه الشرعي ان المواجهات العسكرية من الاذرع الايرانية على ما توصف (حزب الله- الحشد الشعبي- الحوثيين الخ..) مكونات محور الممانعة لا تكفِ للرد على هجمات العدو الاسرائيلي الضاربة المتكررة وآخرها الضربة الجوية التي استهدفت القنصلية الايرانية في دمشق ومقتل القيادي في الحرس الثوري الايراني محمد رضا الزاهدي، اذ وجدت طهران بعد تعرضها على مرّ سنوات لسلسلة استهدافات شملت “قادة عسكريين، هجمات سيبيرية، اغتيالات علماء الهندسة النووية، عمليات استخباراتية في الداخل الايراني من نوع الضرب تحت الحزام وصلت الى حد تهديد كينونة النظام والدولة الاسلامية” وجوب الدخول على خط المواجهة المباشرة لجملة اسباب وخلفيات ليس اقلها من الوجهة المعنوية والضرورات الواقعية التخلي عن “فوبيا القتال المباشر” وان وضع حينآ تحت عنوان الصبر الاستراتيجي او حرية تحديد “الزمكان” المناسب للرد حينآ آخر.


من هذه المنطلقات شكلت عملية “الوعد الصادق” ردآ نوعيآ لا يمكن الاستهانة به، وقد أبرز عينة مقبولة من الحجم التسليحي والقدرات العسكرية النوعية الايرانية على تفاوتها مقارنة مع اسرائيل، معطوفآ على عونٍ عَادلَ جهدآ اسنادآ جويآ والكترونيآ “اميركي، بريطاني، فرنسي واردني” غير مسبوق ظَهَرَ حجم الانصياع وعمق التحالف مع مجلس الحرب الصهيوني المصغر، كما اهمية وضرورة اسرائيل، ثابتة استراتيجية على ساحل المتوسط الشرقي لا يعلى عليها معلومة اصلآ لدى الولايات المتحدة تحديدآ والغرب عمومآ.!


تاليآ، بصرف النظر عن النتائج المحققة من موجة القصف بالمسيرات والصواريخ على تنوع صنوفها، في معظمها محلية الصنع- وفق المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري، “إن الهجوم شمل 170 طائرة مُسيّرة و30 صاروخ كروز، لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية، و110 صواريخ باليستية وصل عدد صغير منها إلى إسرائيل”، لكن التقييم الفعلي لا يبنى فقط على اساس الدمار المحقق رغم اهميته ولا قدرة الصد على كفاءتها، اذ يكفي انه عمم هاجس رعب حد إرباك في المؤسستين العسكرية والسياسية للعدو، كما جعل دول الاقليم تعيش مرحلة توتر وانتظار مقلقة مع طرح نقاشات وتقييمات استراتيجية وتساؤلات عن حجم الضربة الايرانية وامكانية تحولها لاحقآ سببية حرب شاملة صعب اخمادها..


في السياق، اذ اعتبر خصوم الجمهورية الاسلامية ان ما حصل سيناريو مسرحي استعراضي، رأى تحالف الممانعة كسرا لهالة الهيبة الاسرائيلية عبر استهداف الاراضي المحتلة وقواعد العدو الجوية عن بعد اكثر من 2000 كلم، لكن ما لا يمكن نفيه ان التدخل الغربي لحماية اسرائيل شاهد اثبات على جدية الرد وقرار المواجهة. اما الاعلان عن الضربة مسبقآ ثم ابلاغ الامم المتحدة انتهاء الهجوم فيتعذر تسطيحه بل وجوب وضعه ضمن خانة الثقة بالقدرات، بلاغ تحذيري يترك عامل المفاجأة سلاحآ احتياطيآ في التوقيت والاهداف، كما لنوعية الاسلحة الهجومية الاكثر تطورآ..


من جهة أخرى، أصيب الكيان الغاصب بذهول إثر طعنتين بالغتيّ الغور غير متوقعتين في ثقلهما النوعي فعليآ ومعنويآ ضمن فترة زمنية لم تتجاوز السبعة اشهر طوفان الاقصى والوعد الصادق، جملة هواجس في لبها وجودية اسرائيل في المنطقة ومستقبلها التلمودي كدولة مغتصبة تستبيح كل الاعراف والقوانين، تفرض على معظم دول الكوكب وجوب درء مصالحها الاستراتيجية مع الاستجابة لاثقال مواقفها ورعونة سياساتها..!


في التغييرات العسكرية والجيوسياسية انتهت مرحلة الحروب بالوكالة غير القابلة للعزل من إيران بوجه اسرائيل وأصبحت قواعد اللعبة مختلفة، اذ لا تحييد ولا محظور لاستهداف عمق الكيان من الاولى بالتوازي مع احتضانها اذرعها المترابطة او القوى العسكرية المناهضة حيثما هي في دول الممانعة، فيما ستثابر اميركا وحلفائها على رعاية الثانية سياسيآ وعسكريآ واقتصاديآ، بتوازٍ مزدوج بين واشنطن وطهران على عدم المخاطرة بحرب اقليمية شاملة يرغب بها نتنياهو في توقيت موائم مناسب اللحظة يمكن اقتناصه من خلال الدعم الدولي المعروض ..!


تزامنآ، وانطلاقآ من رأي شخصي لا يدعي معرفةً مغاير لما يتداول، فلا تغيير جيوسياسي او تقسيم لبعض دول الاقليم بالنصل العسكري او بالهيمنة السياسية والاقتصادية، فالاقليم لا يحتمل هذا النوع من التغييرات ايآ تكن القوى العظمى التي ستفرضها، اذ ستكون الفوضى باشكالها سمة غالبة اضافة الى تشظٍ يفسح ابوابآ اوسع للتنظيمات الارهابية المتطرفة، كما سيجعل شبكات الطبقات التكتونية الطائفية والديموغرافية والجغرافية تتصادم على نحو مدمر ذو انعكاس غير محمود العواقب وغير مضبوط التفاعل على الغرب الاوروبي والاميركي، ليس اقله موجات الهجرة واللجوء وصولآ الى تضارب المصالح بين دوله قد تحتاج سنينآ لترتيب الامور والتموضعات ان سمحت الظروف..!


على هذه الفوالق الشرق اوسطية يقع لبنان في فوهة البركان مراوحة ومعاناة اخمادٍ غير ثابتة تارة، ثم لظى فوران متواتر خارج عن مقياس طورآ، واذ تطفو الصهارة على السطح جنوبآ فامكانات التذويب بالتبريد الوطني الداخلي معدوم كما تفادي انبعاثات ثاني اوكسيد الكبريت الاقليمي، اذ يحتاج فك الشيفرة البركانية السياسية مصفوفة دولية تفوق التركيبة الخماسية للمعادلة المعدومة الضمانات وان تبنت بعض اعتدال عقيم لا طائل منه وفيه..!


وطن له قول الشاعر السري الرفاء بيتٌ:


ناحية ً تَرجو النَّجاة َ تارة ً …. بِسَيْرِها وتارة ً تخشى العَطَبُ..!


الكاتب: العميد منذر الأيوبي


عميد متقاعد، كاتب وباحث سياسي..



Related Posts

  1. المشهد السياسي- نشر قوات فرنسية عَلى الاراضي الاوكرانية، الخلفيات والاهداف!.. بقلم: العميد مُنذِر الايوبي
  2. المشهد السياسي.. طوفان الاقصى عملية احيت تاريخآ!.. بِقَلَم: العَميد مُنْذِر الايوبي
  3. لا انفكاك لوطن رهينة في قبضة الاقليم ومكبل بايدي ساسته في آن!.. بقلم: العميد مُنذِر الايوبي






safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top