قالت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، إن إسرائيل قررت كيفية تنفيذ الرد على الهجوم الإيراني، وأنها تنتظر الآن "استغلال فرصة".
وجاء القرار الذي لم تتضح تفاصيله، وسط خلافات كبيرة في الرأي في أوساط القيادة الإسرائيلية حول توقيت الرد وطبيعته. وطالب بعض الوزراء بانتظار تفاهمات بشأن التحالف الدولي وتفاهمات مع دول المنطقة، فيما رأى آخرون ضرورة التحرك الفوري.خلافات حول التوقيت
وذكرت هيئة البث أن الخلافات في أوساط القيادة الإسرائيلية مستمرة، فيما يعتقد معظم صناع القرار أنه يجب تنفيذ العملية "في أسرع وقت ممكن". ونقلت عن مسؤول حكومي كبير قوله: "مع كل يوم يمر، تتضاءل فرص وقوع ضربة انتقامية كبيرة في إيران".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان الثلاثاء، إن إيران لن تنجح في ردع إسرائيل، ولن تمنعها من "العمل ضد كل محاولة لتعاظم القوة في الشرق الأوسط"، لكنه لم يشِر بوضوح إلى رد عيني بشأن الهجوم الإيراني.
كما قال خلال حديث مع الجنود على الحدود مع لبنان، إن إيران أطلقت 500 صاروخ ومسيّرة تم اعتراضها جميعاً، باستثناء أربعة صواريخ باليستية. وتابع: "لن يتمكن الإيرانيون من تطبيق معادلة ردع مختلفة ضد دولة إسرائيل. طائرات سلاح الجو تعمل في كل مكان، وسماء الشرق الأوسط مفتوحة، وسنعرف كيف نضرب أي عدو يقاتل ضدنا أينما كان".ضغوط أوروبية
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية لعدم اتخاذ خطوات تصعيدية كبيرة قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب كبرى بين إسرائيل وإيران. ودعا رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك الثلاثاء، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى التحلي ب"الهدوء"، وشدد سوناك على أن "تصعيداً كبيراً لا يصب في مصلحة أحد، وسيؤدي فقط إلى مفاقمة انعدام الأمن في الشرق الأوسط". وقال إن إيران "أخطأت الحساب في شكل خطير، وزادت من عزلتها على الساحة الدولية، ومجموعة الدول السبع تنسق رداً دبلوماسياً".
وفي السياق، أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يعتزم توسيع دائرة عقوباته التي سبق أن فرضها على ايران، بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل.
وقال بوريل إثر اجتماع طارىء عبر الفيديو ضمّ وزراء خارجية دول الاتحاد: "تقضي الفكرة بتوسيع نظام (العقوبات) الموجود في ما يتصل بالمسيرات الإيرانية".
من جهة ثانية، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن "نتنياهو يعرض حياة مواطنيه وشعوب المنطقة للخطر من أجل مد عمر حياته السياسية"، مشيراً إلى أن "من لم يرفعوا صوتهم ضد الموقف العدواني الإسرائيلي منذ أشهر بدأوا على الفور في سباق لإدانة الرد الإيراني، رغم أن نتنياهو هو من يجب إدانته أولا".
وحمّل إردوغان في كلمة عقب اجتماع الحكومة التركية، "نتنياهو وإدارته المتعطشة للدماء بالدرجة الأولى المسؤولية عن التوتر ليلة 13 نيسان/أبريل"، مضيفاً أن "التصريحات التي يتم الإدلاء بها دون قبول هذه الحقيقة لن تحقق أي فائدة في تخفيف التوتر".
وأكد أن تركيا زادت في اليومين الماضيين اتصالاتها من أجل الحيلولة دون صرف الأنظار عن "المجازر" في غزة، وتعهد بمواصلة الاتصالات الدبلوماسية على مدار الأسبوع. وأوضح أن "الضحايا الوحيدون منذ 193 يوماً هم سكان غزة المظلومون"، داعياً إلى ضرورة تحرك "كل صاحب مسؤولية على رأسهم العالم الإسلامي والجامعة العربية".