2024- 04 - 30   |   بحث في الموقع  
logo "العراضة المسلحة": تشظية السنّة وتخويف المسيحيين وتقويض الدولة logo "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"... أميركا: 5 وحدات إسرائيلية مسؤولة logo كراهنبول: الصليب الأحمر لن يحل مكان الأونروا في غزة logo البحرية الإيطالية تعلن "اسقاط مسيرة" أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر logo مقدمات نشرات الاخبار المسائية logo عشر غارات إسرائيلية.. و"الحزب" يصعّد هجماته الصاروخية logo رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها logo مدبولي يؤكد ان لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين
اتحاد كتّاب المشرق العربي... في خدمة توجهات طهران؟
2024-04-16 13:25:51

استضاف اتحاد الكتّاب العرب في دمشق اجتماعاً، ضم رؤساء اتحادات وروابط الأدباء في لبنان والأردن وفلسطين والعراق، أعلن فيه تأسيس كيان جديد يجمعها كلها باسم "اتحاد كتّاب المشرق العربي".وقد جاء في البيان الموقّع من المجتمعين أن التشكيل الوليد هو "جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب"، ويهدف إلى "توطيد ثقافة الانتماء وتحصين الهوية الثقافية الوطنية الجامعة، وتمكينها من القيام بواجبها الأخلاقي والمعرفي بعيداً عن التجاذبات السياسية، والعمل على ترسيخ المشتركات التاريخية والثقافية والحضارية، والحفاظ على التراث المادي واللامادي".وبالعودة إلى الأنظمة الداخلية لغالبية الاتحادات والروابط العربية، فإنها وبشكل عام تجتمع على ما يشبه هذا التعريف، وتجعله في أعلى البنود التي تعبّر عنها. غير أن البنود اللاحقة توضح الغايات المختلفة، التي اجتمع عليها المؤتمرون، إذ جاء في البند الثالث أن الاتحاد يهدف إلى "تعميق أهداف ثقافة المقاومة ومعانيها ومناهضة التطبيع بأشكاله كلها"... لتصبح البنود اللاحقة تفاصيل تشرح وتؤكد أن الفكرة كلها إنما تقوم على جعل الاتحاد فاعلاً في سياق سياسي محدد.ورغم أن البيان شدد على عدم الانجرار إلى التجاذبات السياسية، إلا أن التفاصيل كلها تجعل عمل الكتّاب، وفق ما نص عليه البيان، مكرساً في سياق المقاومة من أجل فلسطين، وصولاً إلى البند الثامن الذي يدعو إلى "التنسيق مع المؤسسات الثقافية والدولية ذات الرؤى المشتركة لتشكيل جبهة ثقافية في مواجهة المشاريع الاستعمارية، وفي مقدمتها الاحتلال الصهيوني لفلسطين".على أرض الواقع ومن دون ليّ عنق الحقائق، يدرك المتابع للشؤون الثقافية أن الاتحادات والروابط المجتمعة تنتمي بشكل واضح إلى محور المقاومة والممانعة، فهي تتبع الإرادات المسيطرة على توجهاتها، لكنها لا تعبر بشكل مطلق عن الميول السياسية لكل الكتاب المنتسبين إليها. وهي، بشكل ما، تخضع لتوجهات الأنظمة الحاكمة كما في حالة الاتحاد السوري، والفلسطيني، بينما تُقاد إلى وجهات سياسية محددة بحكم العرف والتقليد، أو المزاج السائد، كما في الحالة العراقية واللبنانية والأردنية.وإذا كان من الطبيعي أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان وتفكير غالبية الكتاب العرب، وأن يجتمع هؤلاء على دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للمجازر على يد جيش الكيان الصهيوني، في قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما تعبر عنه كل الاتحادات والروابط العربية، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا يتمحور حول الأسباب الموجبة لخلق تشكيل جديد في الفضاء العربي، الذي يعاني تاريخياً من الانقسام؟كان من الممكن في وقت ما أن تفسح الظروف المستجدة، بعد ثورات الربيع العربي، مجالاً لإنشاء كيانات جماعية مختلفة، طالما أن الواقع المستجد أحدث شرخاً بين مؤسسات رسمية تتبع إرادات الأنظمة، وبين فئات واسعة من المبدعين والشباب منهم على وجه التحديد، تبحث عن الاستقلالية الفعلية في مواجهة التعسف والتسلط.غير أن العمل النقابي في أوساط الكتّاب، ذهب، خلال العقد السابق، إلى جهة التبعية للسلطات الحاكمة، رغم الدعوات التي تبرز بين الحين والآخر من أجل استعادة استقلاليته، خصوصاً مع تراجع الأولويات التي تهم الأدباء، إلى الخلف. فلم تعد تُذكر المطالب الملحّة، كتعزيز حريات الكتاب والدفاع عنهم، إلا كإجراء بروتوكولي، كما في بيان البارحة. إذ جاء في البند العاشر أن من أهداف الاتحاد "الدفاع عن حريات الشعوب وحقوقها المدنية والديموقراطية وتكريس قيم الانتماء والمواطنة"!إذاً، ما الجديد؟ يمكن، وبلا جهد يذكر، الاستنتاج بأن الدوافع غير المعلنة هنا، تتعلق بالشكل القانوني المطلوب، من أجل بناء علاقة بين بعض الاتحادات والروابط العربية وبين الإيرانيين، لا سيما أن الفترة السابقة شهدت تواتراً في الاجتماعات والأنشطة المشتركة حيث ظهر السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري، محاضراً، والتي تُبيّن توجهاً واضحاً لطهران نحو بناء علاقة أوسع مع هذا القطاع من الفعاليات المجتمعية، ليس في سوريا وحدها، بل في كافة الدول العربية، إن تمكنت من ذلك.وبالتأكيد لن يكون من الممكن للمؤسسات الرسمية أن تخالف توجهات غالبية الحكومات العربية التي لا تبدي حماسة للتعاطي مع إيران الولي الفقيه، وبالتالي فإن بناء العلاقة من خلال إطار كهذا الاتحاد الذي أعلن عنه البارحة، قد يمر من دون أن يؤدي إلى صِدام مع الأنظمة غير المُرحّبة بالإيرانيين.لكن، ما رأي الأدباء العرب أنفسهم في ما فعله رؤساء تجمعاتهم في دمشق؟ ربما لا نستطيع العثور في هذه المتابعة على آراء واضحة في كافة الفضاءات العربية المعنية، لا سيما أن الحدث طازج، لكن يمكن تصور أنه لن يمر على مستوى نقاشات الأفراد في التجمعات التي تتمتع بحرية نسبية. على سبيل المثال، فإن التعليقات التي كتبها أدباء، على الخبر المنشور في صفحة رابطة الكتّاب الأردنيين، توحي بأن اختطاف قرارهم من دون مشاورتهم، يمكن أن يؤدي إلى اشتباك داخلي جديد، يعكس، رغم محليته، واقع كل البلدان التي تهيمن على قراراتها حسابات العلاقة مع طهران.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top