2024- 04 - 30   |   بحث في الموقع  
logo "العراضة المسلحة": تشظية السنّة وتخويف المسيحيين وتقويض الدولة logo "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"... أميركا: 5 وحدات إسرائيلية مسؤولة logo كراهنبول: الصليب الأحمر لن يحل مكان الأونروا في غزة logo البحرية الإيطالية تعلن "اسقاط مسيرة" أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر logo مقدمات نشرات الاخبار المسائية logo عشر غارات إسرائيلية.. و"الحزب" يصعّد هجماته الصاروخية logo رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها logo مدبولي يؤكد ان لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين
"النصر" المتنقل بين إيران وإسرائيل
2024-04-16 07:26:02


إثر الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية في دمشق، خرج الإيرانيون إلى الشوارع إبتهاجاً بالنصر. وفي الأنباء أن حكومة الحرب الإسرائيلية أجلت الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، عملاً بالنصيحة الأميركية أن الصد الناجح للهجوم كان إنتصاراً يغني عن ضرورة الرد حالياً. الفتوى الأميركية الغربية ب"الإنتصار" استثمرتها حكومة الحرب في ترسيخ الصور التي سارعت لتقديمها للإسرائيليين في الملاجئ عن نجاحها في إفشال الهجوم الإيراني الأول من نوعه على الأراضي الإسرائيلية. وإيران لا تستطيع سوى "الإنتصار" في خضم المجابهة المتواصلة فصولاً منذ قيام الجمهورية الإسلامية وامتشاقها "القضية الفلسطينية" في التوسع بالمنطقة.
"إنتصار" الطرفين يشير إلى أن ما بدأته إسرائيل في دمشق مطلع الجاري، لم ينته بالرد الإيراني عليه، بل يعلن بداية مرحلة جديدة في حرب إسرائيل المتواصلة على غزة منذ ستة أشهر. كلا الطرفين يدعي أنه فرض قواعد جديدة للعبة: إسرائيل ترى أنها بدأت في دمشق مرحلة الإشتباك مع إيران مباشرة وليس مع أذرعها، وإيران تعتبر أنها نقلت المعركة إلى داخل إسرائيل.
تباشير رد الفعل الأولي على الرد الإيراني في العالم تشير إلى بداية تراجع في حركة دعم فلسطين في العالم، واستعادة إسرائيل بعض ما فقدته من سمعتها. وبدا واضحاً تراجع صور مأساة غزة إلى خلفية المشهد الملتهب بين إيران وإسرائيل. وقد بدأ تشديد الخناق في بلدان أوروبية على الأنشطة الداعمة لفلسطين، وعادت تظهر في الشارع الغربي تظاهرات مؤيدة لإسرائيل. وفي حال أفصحت إسرائيل عن الأضرار الفعلية التي ألحقها الرد الإيراني أو فبركت صور دمار وقتلى مدنيين، ستكون مأساة غزة الخاسر الأول من الرد الإيراني. سيما إذا قامت إسرائيل بما تجيده من تنظيم حملات إعلامية واسعة للتغطية على جرائمها وتقديم صور ما خلفه الرد الإيراني أو ما فبركته عن أضراره.
المحلل السياسي الروسي المعارض Andrey Nikulin نشر على موقع Kasparov المعارض كذلك نصاً استعرض فيه تفاصيل "الليل الطويل" للهجوم، واستنتج بالقول "يبدو أنها قد بدأت". قال المحلل، صحيح أن إسرائيل تصدت للهجوم الإيراني، لكن ليس من توقعات جيدة لتطور الوضع في المنطقة. ويستبعد أن ينتهي الأمر بعشرات من "الدراجات الهوائية الطائرة"، إذ حينها سيسخر من الإيرانيين جيرانهم العرب، ومنهم لبنان وسوريا ايضاً.
يستعرض المحلل ما جاء في كلمة نتنياهو للإسرائيليين، وتشديده على جهوزية الجيش الإسرائيلي ليس للدفاع فحسب، بل وللهجوم أيضاً. ويرى أن الأمور تتوقف الآن على قوة الهجوم على إسرائيل والأطراف المشاركة فيه، وأيضاً على الرد الإسرائيلي المحتمل جداً. وحينها فقط سيكون بالمستطاع معرفة ما إن كان الأمر سيتوقف عند جولة واحدة، أم أن المنطقة ستنزلق إلى حرب كبيرة أخرى.
يرى المحلل أن الهجمات الإيرانية قد تغري إسرائيل لحل "المسألة النووية"، مما سيجعل الغرب وجيران إيران في المنطقة يتنفسون الصعداء ويكتفون بتوجيه توبيخ لطيف لإسرائيل. ويعتقد أن آيات الله لهذا السبب تأخروا في الرد، حيث المخاطر مرتفعة للغاية، خاصة قبل تجميع القنبلة الذرية الأولى.
ينقل المحلل عن ABC News الأميركية قولها أن بوسع الإيرانيين وحلفائهم إطلاق 400 ـــ 500 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل. وإذا صح هذا الرقم، يفترض المحلل أن الرد الإسرائيلي سيكون بالغ الجدية، ويمنح تل أبيب بطاقة بيضاء لاختيار أي نوع من الردود، ما عدا النووي بالطبع. ولن يتمكن من وقف العسكريين الإسرائيليين سوى السؤال المتعلق بالجدوى أو الضغط الأميركي,
يقارن المحلل قدرات إيران بقدرات إسرائيل وحلفائها، ويتساءل لماذا، وبعد طول تهرب من المواجهة المباشرة مع إسرائيل وعدد من البلدان الأخرى، قررت إيران أن تخوض الآن مثل هذه المواجهة. فقد قامت إيران بتسليم كل أوراقها عملياً للأعداء الذين يمتلكون القرار بإبقاء الوضع عند المستوى الأدنى من الرد، أو إطلاق التصعيد إلى اقصاه.
الصجافي الروسي المعارض Dmitry Kolezev نشر على الموقع عينه وفي اليوم نفسه نصاً تحدث عن إنطباع لديه وكأن مدة الأسبوعين التي فصلت بين الهجوم على القنصلية والرد الإيراني كانت من أجل أن يستعد جميع الأطراف للحدث. لا يؤكد الصحافي هذا الإنطباع، لكنه يقول بأن المدة الفاصلة كانت كافية لكي يستعد الجميع: إيران لتختار الأهداف ووسائل توجيه الضربة، البلدان المجاورة لإقفال أجوائها، إسرائيل لكي ترفع إستعداد نظام الدفاع الجوي لديها إلى الحد الأقصى، الولايات المتحدة لكي ترسل قوات إضافية إلى المنطقة وتعزز قدراتها الإستخبارية.
يضيف الصحافي بالقول أن الجميع كان على أهبة الإستعداد. وتم التنبؤ بالهجوم بدقة تصل إلى ساعة تقريبًا، ليس فقط من خلال المخابرات، ولكن أيضًا من خلال وسائل الإعلام العالمية. ويرى من غير المرجح أن تنجح ضربة معروفة مسبقًا. ويقول أن الأمر حتى الأن أشبه ب"عمل إستعراضي" لحفظ ماء الوجه. لكن مع ذلك يعتبر ما حدث نقلة جدية في الوضع: إيران تهاجم إسرائيل مباشرة، وليس عبر وكلائها. ويرى أن السؤال أيضاً هو كيف سيكون رد فعل إسرائيل على الهجوم، حيث من المحتمل أيضًا أنهم فكروا في خطوات عديدة للأمام وهم يهاجمون القنصلية الإيرانية في سوريا.
المجمع الإعلامي الروسي الكبيرRBC نقل عن عدد من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط آراءهم بشأن الهجوم الإيراني على إسرائيل والتطورات المحتملة التي ستعقبه. في طليعة الخبراء هؤلاء، كان الخبير بالشؤون الإيرانية Nikita Smagin الذي عادة ما تستطلع رأيه المواقع الإعلامية، و"المدن" من ضمنها، حين يتعلق الأمر بإيران.
يعتبر Smagin أن طهران كانت تفترض منذ البداية أن القسم الأكبر من طائراتها المسيرة سيتم إسقاطها. وليس من قبيل الصدفة، برأيه، أن عمليات الإطلاق تمت من الأراضي الإيرانية (تستغرق المسيرة 9 ساعات لبلوغ إسرائيل من إيران، حسب القناة 12 الإسرائيلية)، مما رفع مدة التحليق وسمح لإسرائيل وحلفائها بإسقاط معظم هذه المسيرات، "وهذا ما كانت تفترضه إيران بالتأكيد". ويعتقد أن مهمة الضربة الإيرانية كانت تقوم بإحداث أقصى ضجيج إعلامي ممكن، من دون إلحاق ضرر جدي بإسرائيل، من أجل عدم إثارة رد فعل عنيف ولا يؤدي بالوضع إلى الحرب.
يقول الموقع أن الباحث العلمي Guy Burton في جامعة Lancaster البريطانية عبر عن رأي شبيه برأي الخبير السابق. فقد رأى الخبير أن طهران كما يبدو تعتبر أن ردها على قصف القنصلية "متوازن كلياً". فهي في الواقع قد أبلغت إسرائيل بالضربة مسبقاً، إذ أعلنت عن القصف حين إطلاق المسيرات التي يستغرق بلوغها الأراضي الإسرائيلية بضع ساعات. ورأى الخبير أن إيران، وللمرة الأولى، قررت قصف إسرائيل من أراضيها من دون إشراك أذرعها التي كان بوسعها أن توجه ضربات أيضاً إلى العسكريين الأميركيين في المنطقة.
موقع الخدمة الروسية في إذاعة وقناة التلفزة الفرنسية BFM نقل ايضاً عن عدد من الخبراء بشؤون الشرق الأوسط أراءهم حول الهجوم الإيراني على إسرائيل.
من الخبراء الثلاثة الذين نقل الموقع أراءهم، قال البوليتولوغ الروسي والصحافي Georgy Bovt بأنه ليس بود الأميركيين البتة أن يتجه الوضع الآن نحو التصعيد، وذلك لأن إيران في ردها على القصف الإسرائيلي قد تقوم بهجوم أكبر بكثير مما قامت به. وقد يؤدي التصعيد في النهاية إلى ما قد يجبر الولايات المتحدة نفسها على التدخل.







المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top