لا "خطة لبنانية" أمام قمة الإتحاد الأوروبي... فهل من خيبة جديدة في ملف النزوح؟
2024-04-16 07:25:58
قبل 24 ساعة على القمة الأوروبية المقررة في بروكسل والتي ستتناول ملف النزوح السوري من بين أولويات القمة تحت عنوان "مكافحة الهجرة غير الشرعية"، تشير التوقعات إلى أن هذه القمة ستشهد طرح مبادرة قبرصية كان قد تحدث عنها الرئيس القبرصي نيكوس خريستوليدس خلال زيارته الأخيرة لبيروت. وتسعى خلالها قبرص لاستنساخ تجربة ثانية للإتفاق الذي عقد في 17 آذار الماضي بين الإتحاد الأوروبي ومصر. وهو اتفاق وقعه الإتحاد الأوروبي ممثلا برئيسة الإتحاد الأوروبي أورسولا فوندرلاين، وقد شارك في الإحتفال الذي حولته مصر إلى احتفال دولي، خمس رؤساء حكومات أوروبية رغبوا بالترحيب بالإتفاق المذكور، وإتفاق آخر سبق أن تمّ التوصل إليه من قبل مع تونس أيضاً تحت العنوان عينه لتنظيم الهجرة غير الشرعية من دول شمال أفريقيا باتجاه الدول الأوروبية.وتكشف مصادر ديبلوماسية ، في هذا السياق، أن الحديث الذي تردد عن مبادرة أطلقها الرئيس نجيب ميقاتي، من أجل عودة النازحين ليس دقيقاً وأن المقصود بما نشر "المبادرة القبرصية"، التي رحب بها لبنان وهي مدعومة من بعض الدول الأوروبية.وفيما يتمّ السعي في بروكسل إلى تنفيذ اتفاق شبيه بالإتفاقات السابقة، فإن المصادر الديبلوماسية تتخوف من عقبات ستظهر، نتيجة "نقاط ضعف" في المبادرة القبرصية. وخصوصا لجهة اقتراحها فرز الأراضي السورية وتحديد المناطق الآمنة فيها التي ستسمح أو ستضطر الأمم المتحدة أو دول الجوار السوري، إلى نقل النازحين لديها إليها وتركيز المساعدات الأممية فيها، بطريقة تنعش الحركة فيها سواء عبر نقل مخيماتهم إليها أو عبر بناء مساكن بطريقة سريعة.ومن ضمن هذا السياق، تقول المصادر الديبلوماسية إن 3 عقبات أساسية تعترض الإتفاق أو الحل المنشود في بروكسل أولاً، رفض ألمانيا وفرنسا مناقشة هذا الموضوع إذ انهما تعتبران أن إعلان مناطق آمنة، يعدّ اعترافاً بنظام الرئيس بشار الأسد، وهما لا تزالان تقدمان الحل السياسي على حل أزمة النازحين، وتشترطان إقرار الدستور السوري الجديد من ضمن الحل السياسي، وهذا أبعد ممّا يمكن تصوره.أمّا العقبة الثانية، فتتمثل بالموقف الدولي الذي لم يعترف بعد بالأسد ولا يعتبر أن هناك مناطق سورية آمنة لنقل النازحين إليها.والعقبة الثالثة وهي الأكثر خطورة من سابقاتها – تقول المصادر الديبلوماسية - هي في الشروط التي يضعها نظام الأسد بنفسه، وهي "أقسى من شروط القوى الدولية"، إذ يشترط إعادة الإنماء والإعمار وفكّ الحصار والتراجع عن العقوبات في قانون قيصر، قبل أن يستقبل النازحين مجدداً، وهو أمر مستحيل اليوم.وتستخلص المصادر بالإشارة إلى مناخٍ من عدم الإرتياح يظلل مؤتمر بروكسل اليوم، من دون التشكيك بالنوايا القبرصية وخصوصاً وأن قبرص تتعاون مع اليونان كما أعلن وزير خارجيتها، مشددةً على أن "الخوف يبقى من أن تفقد المبادرة القبرصية عناصر القوة فيها في قمة اليوم، وعندها ستشكل نتائجها خيبةً إضافية خصوصاً في ظل طرحٍ لدى الدول المتشددة بتزخيم العمل بقرار الإتحاد الأوروبي الصادر في تشرين الأول الماضي، والذي اعتبر الأراضي السورية غير آمنة ولا يمكن إعادة النازحين إليها بأي شكل من الأشكال المطروحة اليوم.
وكالات