دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، الولايات المتحدة إلى تقبل رد بلاده على إسرائيل وعدم اتخاذ توجه غير مسؤول، وقال إن "الرد جاء بعد ضبط نفس طويل تجاه الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد كنعاني في مؤتمر صحافي، على أن الرد كان "مسؤولاً وضرورياً ومتناسباً ومضبوطاً ودفاعاً مشروعاً عن النفس"، مشيراً إلى أن طهران "وجهت التحذيرات اللازمة من خلال القنوات الدبلوماسية".وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حلفاء إسرائيل بمنعها من القيام بأي اعتداء على إيران و"ثنيها عن ارتكاب مزيد من الأعمال الشريرة في المنطقة، والتي لها تبعات غير محسوبة على الكيان"، مؤكداً أن بلاده لا تريد مزيداً من التوتر والتصعيد في المنطقة.وفي ما خص سفينة الشحن التي احتجزتها إيران في مضيق هرمز السبت، قال كنعاني إن ذلك كان "بسبب انتهاكها قوانين الملاحة البحرية"، مؤكداً "التزام إيران بحرية الملاحة في مضيق هرمز، على أساس القوانين والمقررات الدولية".تحذيرات دوليةوحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الشرق الأوسط يقف "على شفا هاوية"، داعياً إلى وقف التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران.وأشار بوريل الاثنين، إلى أنه يتوقع رداً من إسرائيل، لكنه عبّر عن أمله في ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد. وأضاف أن "هناك انقساماً عميقاً داخل الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بين متشددين يسعون إلى رد عنيف بطريقة تتجاوز مجرد الرد وفصيل أكثر اعتدالاً وعقلانية".وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الحفاظ على أفضل علاقات ممكنة مع طهران رغم العقوبات التي فرضها التكتل عليها بسبب برنامجها النووي وقضايا أخرى.من جهته، رأى وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون في المشاركة بالتصدي للهجوم الإيراني "هزيمة مزدوجة" لطهران، وحثّ في الوقت نفسه إسرائيل على عدم الرد.وقال كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية الاثنين، إن إسرائيل عليها "التفكير بعقلانية بعيداً عن الانفعالات والتحلي بالفطنة إلى جانب القوة لأن هجوم طهران فشل تماماً تقريباً".وأضاف "أظهر الايرانيون للعالم أنهم أصحاب التأثير الشرير في المنطقة المستعدين لفعل ذلك. ولهذا نأمل في ألا يكون هناك رد انتقامي". وأشار إلى أن بريطانيا ستعمل أيضاً مع حلفائها على بحث فرض مزيد من العقوبات على إيران.بدوره، حثّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، إسرائيل على تجنب مزيد من التصعيد في الصراع بالشرق الأوسط والعمل على "عزل إيران بدلاً من تصعيد الوضع". وقال: "سنبذل كل ما بوسعنا لتجنب تفاقم الأمور والتصعيد".وأضاف أنه سيعمل على "محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة في باريس، بما يتماشى مع هدف الألعاب طويل الأمد المتمثل في تعزيز السلام من خلال الرياضة".من جانبه، أعرب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الاثنين، عن قلق موسكو البالغ من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، داعياً كل الدول المعنية إلى "ضبط النفس، وتسوية الخلافات كافة بأساليب سياسية ودبلوماسية حصراً". وقال بيسكوف للصحافيين: "قلقون جداً من تصاعد التوتر في المنطقة، وندعو جميع دول المنطقة إلى ضبط النفس. لا يصب استمرار التصعيد في مصلحة أحد. لذلك بالطبع ندعو إلى تسوية جميع الخلافات بأساليب سياسية ودبلوماسية حصراً".في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الاثنين أن بلاده كانت على يقين من أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي على المبنى القنصلي لسفارتها في دمشق، واصفاَ الرد "بالمسؤول والمقرون بضبط النفس".وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين لافروف ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حيث أعرب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لرفض دول في مجلس الأمن إدانة الهجوم على السفارة الإيرانية، آملاً أن يتم خفض التصعيد.