فرض الجيش الاسرائيلي قيوداً إضافية على جبهته الداخلية، حيث حظر الفعاليات التعليمية والتربوية في جميع أنحاء البلاد، في ظل الاستعدادات لهجوم إيراني متوقع، قد يأتي "فجر الأحد"، حسبما نقلت القناة "12" الاسرائيلية عن مسؤول أميركي، رداً على مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني في هجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الحالي.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، إنه "خلال نهاية الأسبوع أجرينا في الجيش جلسات لتقييم الوضع والمصادقة على الخطط للاستعداد للهجوم انطلاقًا من إيران. قوات الجيش جاهزة بشكل قوي جداً دفاعيًا وهجوميًا وفي انتشار واسع".
وتابع أنه "بناء على تقييم الوضع ونظراً للوضع الأمني ستنشر قيادة الجبهة الداخلية تحديثًا للتعليمات". وشدد على أنه "بدءاً من صباح الأحد، وخلال الأيام المقبلة، ستحظر الفعاليات التربوية في جميع أنحاء البلاد"، بما في ذلك المخيمات الصيفية والرحلات المدرسية غير المنهجية، علما بأن المدارس حالياً في عطلة الربيع.
وتعد التعليمات الجديدة التي أصدرتها قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي سارية في جميع أنحاء البلاد، وتدخل حيّز التنفيذ بدءاً من مساء السبت، وتستمر حتى الساعة 11 من مساء يوم الإثنين 15 نيسان/ أبريل الحالي؛ وتشمل منع قيام الأنشطة التعليمية، ومنع تجمهر أكثر من ألف شخص في المكان نفسه، كما فرضت قيوداً خاصة على أماكن العمل.
وفي المنطقة المحيطة في قطاع غزة (غلاف غزة)، فإن القيود أكثر تشديداً، حيث يمنع التجمهر لأكثر من 100 شخص في منطقة مفتوحة و300 شخص داخل مبنى، كما أنه سيتم إغلاق الشواطئ أمام الجمهور؛ وفي ما يتعلق بأماكن العمل، "يمكن القيام بأنشطة في مبنى أو مكان يمكن الوصول منه إلى الحيّز المحمي خلال المدة الزمنية اللازمة للاحتماء".
وفي المنطقة الحدودية مع لبنان (المعروفة بـ"خط المواجهة")، فإن القيود على تجمهر المواطنين أكثر تشدداً بحيث يمنع تجمهر أكثر من 30 شخصاً في منطقة مفتوحة وحتى 300 شخص داخل مبنى، كما أن الشواطئ مغلقة أمام الجمهور، وبخصوص أماكن العمل "يمكن القيام بأنشطة في مبنى أو مكان يمكن الوصول منه إلى الحيّز المحمي خلال المدة الزمنية اللازمة للاحتماء".
وإثر هذه التعليمات، تحدثت معلومات صحافية إسرائيلية عن إغلاق شواطئ ومواقف سيارات بحيرة طبريا "حتى إشعار آخر"، كما اضطر قادة الحراك المناهض لرئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، لانهاء التظاهرات مبكراً مساء السبت.
وشددت قيادة الجبهة الداخلية على أنه "على كل واحد وواحدة التأكد من كونه جاهزاً وعارفاً لكيفية التصرف من أجل حماية أنفسنا والمقربين منا". وقالت في البيان: "عند تلقي الإنذار يجب الدخول إلى الحيّز المحمي والمكوث فيه لمدة 10 دقائق. يجب متابعة المستجدات التي يتم نشرها على قنوات التواصل الرسمية".
الهجوم فجر الأحد
ويأتي ذلك في ظل التقديرات الإسرائيلية والأميركية بأن الرد الإيراني المتوقع سينفذ خلال الساعات المقبلة، وقد يشمل هجوماً مباشراً من إيران على أهداف إسرائيلية. وبينما اجتمع كابينت الحرب الإسرائيلي مساء السبت لمواكبة التطورات، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن اختصارعطلته الأسبوعية في ولاية ديلاوير، والعودة إلى واشنطن، للتشاور مع فريقه للأمن القومي، بشأن تطور الأحداث في المنطقة.
ونقلت القناة "12" الاسرائيلية عن مصدر اميركي قوله إنه من المرجح أن تشن إيران هجومها في وقت مبكر من فجر الأحد، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الوزير لويد أوستن أكد أن إسرائيل يمكنها الاعتماد على واشنطن في وجه أي هجمات من جانب إيران ووكلائها الإقليميين. وأشار البنتاغون إلى أن أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت السبت لمناقشة التهديدات الإقليمية، وأكد مجددا موقف واشنطن الثابت بالدفاع عن إسرائيل.