١٨٢ يوماً والعدوان الإسرائيلي على غزة لا يزال مستمراً، وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع فقد ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول المنصرم الى ٣٣٠٣٧ شهيداً و٧٥٦٦٨ جريحاً. كل هذا وسط استئناف حذر للمساعدات الانسانية، مع اعلان الامم المتحدة ان قافلة انسانية ستتحرك هذا المساء معربة عن املها بأن تصل الى شمال قطاع غزة من دون عقبات.
امام كل هذه المعطيات، يبدو ان مفاوضات الهدنة بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي مجمدة حتى اجل غير معروف.
وتشير المعلومات الى ان هذا التوقف يعود الى أسباب عدة ابرزها التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا، وتحضير رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاجتياح رفح.
الى ذلك، يلفت مصدر قيادي في حركة حماس الى انه بعد جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة لا يزال الاحتلال متعنتا ولم يوافق على مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته. وهو يرفض وقف اطلاق النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين وتبادل حقيقي للأسرى.
وأضاف: رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يستمر بوضع العراقيل امام أي اتفاق وهو غير معني بالافراج عن الاسرى الإسرائيليين. وكل ما يحاول فعله هو كسب الوقت وامتصاص غضب أهالي الاسرى واظهار اهتمام زائف بمتابعة التفاوض.
توازياً، تتعزز الانقسامات في الداخل الإسرائيلي مع إعطاء زعيم المعارضة يائير لابيد الإشارة الى مناصريه بالتظاهر ضد حكومة نتنياهو لفشلها في إدارة الحرب الأخيرة على قطاع غزة وعدم تحقيقها الأهداف المرجوة منها. فيما حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس من خدع والاعيب جديدة يتبعها نتنياهو، في إدارته للمفاوضات قد تؤدي الى نسفها. وجددوا التأكيد على عدم ثقتهم برئيس الوزراء.
هذا ويجمع المراقبون على ان العقبة الاساس امام وصول مفاوضات الهدنة في غزة الى خواتيمها المرجوة هي شخص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يضع اولا مصالحه الشخصية وطموحه السياسي، غير آبه بالتحذيرات الداخلية او الخارجية التي ترده، وضارباً بعرض الحائط كل القرارات الاممية والشرائع الانسانية.
وما يعزز استمرار نتنياهو في الامساك بخيوط اللعبة التفاوضية وتحريكها حسب مشيئته “التعاطي اللين” للادارة الاميركية معه وعدم اتخاذها اي خطوات قد توقفه عند حده مثل قطع التمويل او وقف تسليم السلاح.
اذاً، مع تواصل الاجرام الاسرائيلي، يبدو حتى اللحظة ان المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قد انتهت، ولم يبق امام المقاومة الا خيار مواصلة القتال حتى النهاية لمنع العدو من تسجيل اي انتصار. والى ان يحدد الميدان الطرف الرابح تبقى العين على رفح التي سترسم خريطة المنطقة المقبلة.