يشتد المخاض الإقليمي برعايةٍ دولية وتحديداً أميركية تراقب العدوانية الإسرائيلية وتستغلها أو تسعى للجمها في بعض الأحيان، فيما تستفز إسرائيل إيران المستعينة بالصبر الإستراتيجي لتوسيع مكاسبها. وقد تواصلت اليوم الإشارات المتبادلة المتضمنة تهديدات وتلويحات، من دون التوقع بأن كل ذلك يمكن أن يغير في المساعي الدولية والأميركية في اعادة صياغة المشاهد الجديدة.
وفيما تتحدث دوائر دولية عن إعادة رسم المنطقة وعن صورة جديدة يُستغنى فيها عن خدمات بعض القوى، ويترتب فيها حجم البعض الآخر، تسعى القوى اللبنانية إلى التموضع كل بحسب رؤيته وتصوره لحماية لبنان.
في هذا الوقت بدأت الحركة تدب مؤقتاً بعد عطلة القيامة، وقبيل عطلة الفطر. وفي هذا الإطار جدد تكتل "لبنان القوي" طرحه لحماية لبنان، مؤكداً "أن إسقاط الذرائع من يد العدو يستلزم "فك المسار الميداني بين غزة ولبنان مع التأكيد على الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني بالأمن والإستقرار وببناء دولته المستقلة فوق أرضه".
أما في الشق الداخلي وفي المشاورات المسيحية واللبنانية في الظرف الصعب، جدد التكتل تأييده للحوار الحاصل في بكركي لصياغة وثيقة وطنية تحدّد الموقف من الثوابت وتؤكد على مبدأ الشراكة المتوازنة وتبلور خطة عمل لترجمة ما يتم الاتفاق عليه".
لكن التكتل لم يفته الرد على مطلقي النار ضد هذه المساعي، فاستهجن "الكلام الذي يشكك بجدوى هذا الحوار لما فيه من إساءة للبطريركية المارونية وللأطراف المشاركين وللقضايا الوجودية".