كشف المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، الجمعة، عن أن أحدث التقديرات في إسرائيل تفيد بأن قرابة نصف الرهائن الإسرائيليين في غزة، البالغ عددهم 134 رهينة، "ليسوا على قيد الحياة". وأضاف أنه "إذا كان هناك أحد ما في الجانب الإسرائيلي يماطل، فإنه مجرم". ووفقاً لبرنياع، فإنه يوجد خلاف داخل وفد المفاوضات الإسرائيلي، بين رئيس الموساد، دافيد برنياع، والمسؤول عن الأسرى والمفقودين في الجيش، نيتسان ألون. "والتقديرات التي يدلون بها في المداولات المغلقة تدل على خلافات شديدة ويصعب حلها. ويخيم لغز شخصية نتنياهو فوق هذه الخلافات. وهي شخصية واعدة بنظر الأول، ومعرقلة بنظر الآخر". ويعتبر رئيس الموساد أن رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "يماطل وليس معنياً بالتوصل إلى اتفاق". لكن برنياع أشار إلى أن وفد حماس في مفاوضات الدوحة عبر عن استعداد للتقدم، "وإسرائيل لا يمكنها القول لا، ليس مقابل طلب أميركي وليس مقابل عائلات المخطوفين". ومنح نتنياهو رئيس الموساد تفويضاً لمفاوضات الدوحة، بداية الأسبوع الحالي، أوسع من التفويض السابق، حسب برنياع "وكان بإمكان رئيس الموساد أن يفاوض حول تغيير عدد الأسرى الذين سيحررون في المرحلة الأولى، وحول إعادة المهجرين إلى شمال القطاع، بما يشمل عددهم وسنهم وجنسهم، وحول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي خلال وقف إطلاق النار". وحسب برنياع، فإن حماس أصرت على إلغاء تفتيش النازحين لدى عودتهم من جنوب القطاع إلى شماله، وضمانات دولية لوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع كله، وطالبت بالإفراج عن عدد الأسرى الذي طالبت به في لقاء باريس، الشهر الماضي. واعتبر رئيس الموساد أن عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع ستجعل السنوار يتراجع، لكن "هذا لم يحدث، لأن الجيش لا ينجح في هذه الأثناء في الوصول إلى نقاط من شأنها التأثير على السنوار، وكذلك لأنه محصن من التأثير عليه". وأضاف برنياع أن رئيس الموساد يعتبر أن "خطة السنوار هي مرور شهر رمضان من دون اتفاق. فالاتفاق ليس جيداً لرعاته الإيرانيين ولا له. ولا مصلحة لديه بفتح الباب أمام تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية وجبهة أميركية – سنية – إسرائيلية ضد إيران". وتابع أن نتنياهو معني جداً باتفاق مع السعودية، "لكن لديه الآن قاعدة انتخابية وائتلاف ولذلك هو يُخبئ نواياه خلف خطاب متشدد ورافض".من جهتها، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً للصحفي دوف ليبر، أشار فيه إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي بشأن أهداف العدوان على قطاع غزة، موضحاً أن تدمير حركة حماس وإطلاق سراح الأسرى، هما هدفان تتفاوت أهميتهما لدى الإسرائيليين. ولفت المقال إلى أن "المجتمع الإسرائيلي منقسم حول كيفية إعطاء الأولوية لهدفي الحرب الرئيسيين في البلاد: تدمير حماس وتحرير 130 رهينة، بما في ذلك أكثر من 30 رهينة ميتة، تم اختطافهم قبل ستة أشهر تقريباً. وبينما تسعى إسرائيل إلى الوحدة في زمن الحرب، يرى الكثيرون أن الأهداف غير قابلة للتوفيق حالياً، نظراً لأن معظم الرهائن - المختبئين في أعماق الأنفاق - لا يمكن تحريرهم بالقوة، وتطالب حماس إسرائيل بالسماح للجماعة المسلحة بالبقاء على قيد الحياة من أجل إطلاق سراحهم". ونقل عن ميتشل باراك، المحلل السياسي في شركة كيفون غلوبال ريسيرش ومقرها القدس، قوله إن "الهدفين يتصادمان مع بعضهما البعض، وكلاهما لا يمكن أن يحدث. لا يوجد جانب سيكون سعيداً هنا".