أميركا تغيّر من نهجها تجاه عملية إسرائيل في رفح... تقرير يكشف!
2024-03-28 14:55:43
كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الاجتماعات التي أجريت خلال اليومين الماضيين بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، "لم تركز على كيفية منع" العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح، جنوبي قطاع غزة، بل على "حماية المدنيين مع بدء العملية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات "جاءت خلافا للهجة الأميركية خلال الأسابيع الماضية"، حيث حذر كبار المسؤولين إسرائيل بشكل صريح، من شن عملية شاملة ضد رفح، التي نزح إليها أكثر من مليون شخص مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد قال، الثلاثاء، خلال اجتماعه مع غالانت، إن "حماية المدنيين الفلسطينيين" خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، "ضرورة أخلاقية واستراتيجية"، مضيفا أن الوضع في قطاع غزة المحاصر "كارثة إنسانية آخذة في التفاقم".
وأضاف أوستن: "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية.. غزة تعاني كارثة إنسانية والوضع يزداد تفاقما"، مستخدما أشد لهجة له منذ بدء الأزمة.
وعقب الاجتماع، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن أوستن أجرى نقاشا "صريحا ومباشرا" مع غالانت.
فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحفيين، إن وزير الدفاع الإسرائيلي التقى أيضا لليوم الثاني مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الذي أبلغ غالانت بأن إسرائيل "بحاجة إلى السماح بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن التعامل مع رفح طالما كان في قلب الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الذي تصاعد مع عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، الإثنين، لإيقاف قرار لمجلس الأمن الدولي "بوقف إطلاق النار بشكل فوري وإطلاق سراح جميع الرهائن بشكل فوري وغير مشروط" في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي بارز، أن هناك "تسلسل.. حيث لا ينبغي استمرار الجانب العسكري إلا بعد معالجة الجوانب الإنسانية بشكل كامل".
واتفاق الطرفان على "ضرورة طرد حماس من رفح، حتى لا يتمكن عناصرها من العودة أو الاستمرار في تهريب الأسلحة إلى القطاع، وهو شرط أساسي لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق نحو سلطة سياسية جديدة في غزة، مما يعني محاولة إيجاد سبل للعمل مع إسرائيل بشأن استراتيجية في رفح، في ظل الافتقار إلى خيارات أخرى"، وفق الصحيفة.
كما أوضحت أن الطرفين "ناقشا سبل مواجهة تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية إلى غزة"، وهو ما تعتبره إسرائيل مصدر قلق، بجانب "الاستهداف الدقيق لقادة حماس".
وأوضح مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية للصحيفة، أن الخطط "لا يزال أمامها طريق طويل قبل إضفاء الطابع الرسمي عليها، بجانب أن أي خطة مقنعة لنقل المدنيين من رفح، قد تستغرق شهرا".
كما أكدت "وول ستريت جورنال" أن المحادثات هذا الأسبوع كانت "مختلفة" بشكل لافت للنظر، مقارنة بما حدث الأسبوع الماضي، حينما حذر وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الإسرائيليين من أن عملية برية كبيرة تخاطر "بمزيد من العزلة الإسرائيلية حول العالم".
وحذرت كذلك نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إسرائيل من أنها قد تواجه "عواقب"، إذا أقدمت على تنفيذ تهديدها بالقيام بعملية عسكرية برية في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت هاريس في مقابلة مع شبكة "أيه بي سي" الأميركية، بث جزء منها الأحد: "لا أستبعد أن تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل، في حال مضت في اقتحام رفح عسكريا".
وتابعت: "أوضحنا لإسرائيل بكل الطرق، وفي عدة محادثات، أن أية عملية عسكرية كبرى في رفح سيكون خطأً كبيرا".
وقتل عشرات الفلسطينيين، الأربعاء، في قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة، فيما دارت اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس بالقرب من ثلاثة مستشفيات.
وفي اليوم الثالث والسبعين بعد المئة للحرب التي خلفت أكبر عدد من الضحايا في هذا النزاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة، مقتل 76 شخصا خلال 24 ساعة.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت "عشرات الأهداف" التي وصفها بأنها "أنفاق ومجمعات عسكرية وبنية تحتية إرهابية".
وقال إنه يواصل عملياته في خان يونس، لا سيما منطقة مستشفى الأمل، الذي أغلقه بعد إخلائه من الموظفين والمرضى.*********وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الجيش اقتحم مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره الدبابات في خان يونس، وطلب عبر مكبرات الصوت من مئات النازحين والكوادر الطبية مغادرة المستشفى باتجاه رفح، "وسط إطلاق النار والغارات الجوية".
وتعليقا على ذلك، قال متحدث باسم الجيش: "لم ندخل مستشفى ناصر. ننفذ عمليات في المنطقة".
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن "المجاعة بات يصعب تلافيها في القطاع" البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، معظمهم نازحون ويعيشون منذ نحو 6 أشهر أهوال الحرب والحصار، اللذين أسفرا عن تدمير البنية التحتية وحرمانهم من الغذاء والماء والوقود والكهرباء.
ومنذ اندلاع الحرب، لا تسمح إسرائيل التي تسيطر على المعابر، سوى بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدة وتخضعها لعمليات تفتيش مطولة.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الاول، أوقع وفق الأرقام الإسرائيلية أكثر من 1160 قتيلا معظمهم مدنيون.
وردا على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، أسفرت، وفق وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء.
وكالات