تترقب الاوساط الدولية والاقليمية المفاوضات المتعلقة بغزة في اعقاب الرد الاخير لحركة حماس والورقة التي سلمتها الى الجانبين القطري والمصري حول موقفها من وقف اطلاق النار وصفقة تبادل الاسرى وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي وتسهيل نقل المساعدات للفلسطينيين في القطاع.
ورغم اعلان مكتب رئيس حكومة العدو نتنياهو بان الورقة غير واقعية، فان ما اوردته وسائل الاعلام الدولية والاسرائيلية يعكس الارباك والازدواجية في الموقف الاسرائيلي، ويشير الى الخلافات حتى داخل الحكومة.
مفاوضات الدوحة اليوم بعد رد حماس
وبينما جدد نتنياهو تهديداته وعزمه على اجتياح رفح والاعلان عن موافقة الحكومة على الخطة العسكرية لهذا الاجتياح، ذكرت وكالة رويترز امس بانه من المتوقع ان يستأنف رئيس الموساد دايفيد بريناع محادثات وقف اطلاق النار في غزة مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين في الدوحة اليوم على ضوء الرد الاخير لحماس.
وكانت وسائل اعلام اسرائيلية قد اشارت الى انتقال الوفد الاسرائيلي الى قطر لهذه الغاية. ولفتت من جهة اخرى الى تباين اسرائيلي في تقويم رد حماس بين من يعتبر انها مؤشر لحصول تقدم ومن يراها مناورة لجر اسرائيل الى مفاوضات وكسب الوقت.
وذكرت قناة كان الاسرائيلية امس ان هناك خلافات في الرأي ظهرت داخل اروقة المؤسسة العسكرية والامنية حول رد حماس في اجتماع عقد خلف ابواب مغلقة بين ممثلين عن الجيش ومسؤولين في الشاباك. وهناك من يرى ان رد حماس كان بناء ويمكن ان يؤدي الى التقدم لصفقة تبادل الاسرى، بينما يرى اخرون من الشاباك انه يهدف الى كسب الوقت وجر اسرائيل الى المفاوضات.
الموقف الاميركي من ورقة حماس
وبالنسبة للموقف الاميركي من ورقة حماس نقل عن مسؤول في البيت الابيض بان واشنطن ترى ان عناوينها العريضة تتوافق مع ما تسعى اليه الادارة الاميركية لوقف النار وتبادل الاسرى.
وفي اشارة الى خلاف ادارة الرئيس الاميركي مع نتنياهو، ذكرت تقارير ومصادر دبلوماسية ان واشنطن اعدت مسودة مشروع في مجلس الامن ووزعتها على اعضائه يتضمن وقف النار المؤقت وتبادل الاسرى وتسهيل تامين المساعدات للفلسطينيين.
وكرر مسؤولون في الادارة الاميركية رفضهم لاجتياح اسرائيل لرفح من دون خطة لتامين المدنيين، وقالوا ان اسرائيل لم تسلم واشنطن اي شيء في هذا الخصوص.
لا بحث بالتسوية
في الجنوب قبل هدنة غزة
وفي ظل هذا المشهد المتأرجح لمفاوضات غزة، تستمر المواجهات على جبهة جنوب لبنان بين حزب الله والعدو الاسرائيلية الذي واصل غاراته الجوية امس على عدد من البلدات والقرى. وفي المقابل نفذ الحزب عددا من العمليات وقصف مواقع وثكنات لجيش العدو محققا فيها اصابات مباشرة.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الوضع على جبهة لبنان مرشح للاستمرار على ما هو عليه، وان التهديدات الاسرائيلية بحرب واسعة لا تغير او تبدل في موقف المقاومة وحزب الله.
واستبعدت حصول اي بحث في تسوية للوضع في الجنوب قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
ولفتت في هذا المجال الى ان استئناف مسعى الموفد الاميركي اموس هوكشتاين ياخذ بعين الاعتبار هذه المعادلة.
واشارت الى ان تهديدات العدو المتكررة لا ولن تؤثر على موقف لبنان او على المقاومة، وان حزب الله عبر من خلال مواقف امينه العام السيد حسن نصرالله عن استعداده للرد ومواجهة اي عدوان او حرب واسعة تشنها اسرائيل.
تحرك اللجنة الخماسية
وروزنامة مفاوضات غزة
وفي شان الملف الرئاسي، تبدأ اللجنة الخماسية على مستوى السفراء غدا جولة جديدة من تحركها بلقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، وستلتقي في الايام القليلة المقبلة قيادات روحية وسياسية سعيا الى احراز تقدم باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
وحرصت مصادر عين التينة على القول لـ «الديار»» : ننتظر ما يحمله السفراء الخمسة، مع التاكيد ان الرئيس بري دعا ويسعى الى انتخاب الرئيس وعدم الانتظار».
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان اللجنة الخماسية لا تملك مبادرة جديدة في هذه الجولة، خصوصا ان معظم اعضائها يربطون روزنامة تحقيق خرق جدي في جدار الازمة الرئاسية بتحقيق وقف النار في غزة وان صرحوا غير ذلك.
وتضيف المعلومات ان حسابات اللجنة تاخذ بعين الاعتبار ان تحقيق وقف النار في غزة من شانه ان يشكل عاملا ايجابيا لتغيير او تحسين فرص التعاطي مع الملف الرئاسي اللبناني.
ويبرز في هذا الاطار التنسيق غير المعلن بين الجانبين القطري والاميركي لجهة التعاطي المتوازي بين مفاوضات عزة والوضع المتعلق بلبنان.
الدور الفرنسي
وحول الدور الفرنسي قال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» امس ان الحديث عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الفرنسي للبنان هو مجرد حديث اعلامي ولا يستند الى مصادر رسمية حتى الان.واضاف ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يكتفي في الوقت الحاضر بمتابعة اجواء حراك اللجنة الخماسية في لبنان وتحرك كتلة الاعتدال الوطني من خلال الاتصالات المباشرة كما فعل مع الرئيس بري مؤخرا او من خلال السفير الفرنسي في بيروت.
واشار المصدر الى ان فرنسا حريصة على التأكيد بانها ما زالت حاضرة وتتابع بدقة الوضع اللبناني وملف الرئاسة، وان تحاول ان تساهم من خلال اللجنة الخماسية او من خلال دبلوماسيتها ودوائرها في معالجة الموقف في الجنوب والعمل في الوقت نفسه على انتخاب رئيس للجمهورية.
كتلة الاعتدال : تدوير زوايا
والنتائج بعد العيد
وعلى صعيد تحرك كتلة الاعتدال الوطني قال احد اعضائها لـ «الديار» امس « اننا لا نفضل في الوقت الحاضر الادلاء بتصريحات حول مسار تحركنا، لكن من المؤكد ان مبادرتنا مستمرة وتحركنا لم يتوقف، وهناك لقاءات نجريها بعيدا عن الاعلام وهناك حلحلة في مسار مبادرتنا «.
وردا على سؤال قال ان الكتلة التقت كل سفراء اللجنة الخماسية في الايام الماضية وهناك اجواء جيدة وتنسيق معها، كما ان الموفد الفرنسي لودريان يتابع باهتمام وبشكل مباشر تفاصيل تحركنا. ونحن نعمل على تدوير الزوايا لتحسين فرص نجاح مبادرتنا ونلمس حلحلة في هذا الاتجاه.
ورفض المصدر القول بان المبادرة فشلت او سقطت، مكررا الاستمرار بها بدعم داخلي وخارجي.لكنه الوصول الى نتائج نهائية في رمضان او قبل عيد الفطر.
وقال ردا على سؤال ان الكتلة لم تتسلم بعد رد حزب الله، ولم يستبعد ان يكون الاسبوع المقبل، لافتا ان الحزب لم يحدد موعدا للرد.
حزب الله منفتح على الحوار
وبعيدا عن حراك اللجنة الخماسية او مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، نقلت مصادر مطلعة لـ «الديار» عن اجواء موقف حزب الله ان الموقف الاساسي للحزب من الملف الرئاسي يتلخص بانه منفتح للحوار حول هذا الملف او الاستحقاق من دون شروط، وان موقفه هذا ينطلق من رغبته في العمل من احل انتخاب رئيس الجمهورية.
واضافت المصادر ان في حال موافقة الاطراف على الحوار فان هناك اجتماعات ستجري بين قيادتي الحزب وحركة امل وسائر الحلفاء للتنسيق، مع العلم ان موقف الرئيس بري يعكس مجمل الموقف من موضوع الرئاسة.
دعوة باسيل للحوار المسيحي ورفض القوات
على صعيد اخر علمت لـ «الديار» ان دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بكركي للمبادرة وتوجيه دعوات الى القيادات المسيحية لاجتماع يرعاه البطريرك الماروني بشارة الراعي واجهت معارضة فورية قبل اعلانها في خطابه في العشاء السنوي التمويلي للتيار اول امس من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وتقول المعلومات ان باسيل حرص على التاكيد والالحاح على بكركي لتوجيه الدعوة بغض النظر عن المواقف المحتملة منها ،وذلك بغية توضيح الصورة ومعرفة من يرفض الحوار المسيحي – المسيحي ومن يؤيده.
ووفقا للمعلومات ايضا فان بكركي لا ترغب في توجيه دعوات الى القيادات المسيحية من دون ضمان موافقة الجميع عليها وضمان نجاح مثل هذا اللقاء، وانها على دراية مسبقة بمواقف الاطراف تجاه مثل هذه الخطوة.
وبغض النظر عن موقف هذه القيادات من فكرة باسيل، فان عدم اقدام بكركي على الدعوة يعكس الخلافات المسيحية القائمة حول التعاطي مع العنوانين اللذين اثارهما باسيل ووضعهما في خانة اللقاء : انتخاب رئيس الجمهورية، والشراكة في الحكم. ويعكس موقف بكركي ايضا انها لا تريد تسليط الاضواء على هذا الخلاف او نقله من دون طائل الى مثل هذا الاجتماع تحت سقفها.
مسيّرة في طبريا
وفي الجنوب تواصلت امس المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي. والبارز امس ما اوردته وسائل اعلام اسرائيلية بانه تم العثور على طائرة من دون طيار جنوب بحيرة طبريا، وتجري التحقيقات كيف دخلت ومن اين.
وهاجم الحزب امس بالصواريخ والهاون عددا من مواقع وتجمعات جنود العدو في : السماقة، الرمثا، المالكية، البغدادي، وثكنة راميم بصاروخين من نوع بركان.
واغار الطيران الاسرائيلي على : جبل بلاط، مركبا، طير حرفا، اطراف مروحين، العديسة، كفركلا، الجبين، وميس الجبل التي سقط فيها صاروخان ولم ينفجرا.