يتواصل السباق بين التسوية أو الذهاب الى الحرب الشاملة عند الحدود الجنوبية، لا سيما وأن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم تسفر عن أي نتائج عملية، ويبدو أنها موقّتة على إيقاع الحرب الكبرى في قطاع غزة.
من الواضح أن مهمة الموفد الأميركي تواجه عقبتين لم يتمكن حتى الساعة من تجاوزهما، بحسب ما لفتت الى ذلك مصادر مواكبة لحراك هوكشتاين عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية وهما:
الأولى تكمن بإصرار رئيس حكومة العدو ووزارة الحرب على استكمال الحسم العسكري في غزة وجنوب لبنان، وهذا الجناح الإسرائيلي يفضل خيار الحرب وعدم العودة الى ما قبل السابع من تشرين الاول الماضي.
الثانية وهي عدم موافقة حزب الله على التوصل لوقف إطلاق النار بمعزل عن غزة، لإدراكه بأن الهدنة التي يتم التفاوض حولها ما زالت متعثرة في ظل التعنت الاسرائيلي. وان حزب الله الذي شارك بالحرب لمساندة حماس انطلاقاً من وحدة الساحات لا يمكن أن يوافق على وقف لإطلاق النار بمعزل عن غزة.
وتضيف المصادر “من هنا يمكن فهم الأسباب التي قد تؤدي الى تعثر مهمة هوكشتاين، الذي يرغب بالتوصل لفصل المسار في جنوب لبنان عما هو عليه الحال في غزة بما يشكل ذلك من جرعة دعم كبيرة للرئيس جو بادين في السباق الى البيت الابيض بمواجهة خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب”.
الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن الأمور ما زالت تراوح مكانها وأن هوكشتاين يحاول أن يكمل في جنوب لبنان اتفاق الهدنة المرتقب مع حماس، لكن هذا الاتفاق على ما يبدو دونه تعقيدات جوهرية، ما يعني أن هدنة رمضان ما زالت عالقة بين واشنطن وتل ابيب لكن التوصل الى الهدنة قد يمنح لبنان فرصة كبيرة بالتوصل لوقف إطلاق النار ويجعل حزب الله غير محرج مع حماس وتكون الهدنة أصبحت نافذة دون “تربيح جميلة” من أحد. وهذا يمكّنه من الذهاب الى اتفاق لترسيم الحدود البرية، لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها وهوكشتاين يعمل على فصل الساحات والمسارات من دون الاعلان عن ذلك وإعطاء الامر بعداً يمكن من خلاله التوصل الى حل نهائي كما فعل في ترسيم الحدود البحرية تمهيداً للتوصل الى اتفاق نهائي يضمن السلام والامن للجميع.
نادر رأى أن اللعبة ما زالت بأيدي الكبار وأن موافقة حزب الله على وقف إطلاق النار قرار إيراني وليس بيد حزب الله، فأي تسوية لإقفال الجبهة في الجنوب هي بيد ايران.
وعن الخلاف بين بايدن ونتياهو، رأى نادر انه كان قائماً قبل السابع من أكتوبر بسبب المواجهة بشأن المحكمة العليا وأسلوب نتنياهو الاستعلائي. فالعلاقة بينهما ليست على ما يرام واللوبي اليهودي الداعم لبايدن هو غير ما يسمى القاعدة الناخبة الداعمة للجمهوريين.
اذاً، لبنان عالق بين فكي كماشة، فإما أن يستمر رهينة وحدة الساحات والاستمرار في الحرب الى ما شاء الله، وإما التوصل لوقف إطلاق النار وترسيم الحدود البرية والتفرغ الى إنهاء الملفات الساخنة وأهمها انتخاب رئيس الجمهورية وإعادة تنظيم المؤسسات.