تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس قبل حلول رمضان، سيصعد غضب إدارة الرئيس جو بايدن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويزيد التوتر بين الجانبين.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل الأحد، إن إنزال المساعدات الإنسانية من الجو على قطاع غزة السبت، لا يعكس خطورة الوضع الإنساني في القطاع فقط، وإنما يعكس أيضاً الإحباط والانتقادات المتزايدة في إدارة بايدن تجاه إسرائيل.
وأضاف أن العالم ينظر إلى إسرائيل على أنها "المسؤولة المركزية عن المعاناة الهائلة لسكان القطاع"، خاصة بعد مجزرة شارع الرشيد واستشهاد قرابة 120 فلسطينياً بنيران قوات الاحتلال، أثناء انتظارهم وصول مواد غذائية.
وتابع أن هجوم حماس 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يبرر أداء إسرائيل الحالي، بتهجير السكان الفلسطينيين في رفح، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية "وقسم منها بسبب متظاهري اليمين الذين تغض الحكومة والشرطة النظر عنهم"، والجوع الآخذ بالانتشار في مناطق في القطاع، ورفض نتنياهو البحث بشكل جدي في "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.
ورأى هرئيل في دعوة الرئيس الأميركي للوزير في كابينت الحرب بيني غانتس إلى لقاءات في واشنطن أنها الخطوة الأكثر أهمية. ووصفها بأنها "خطوة غير مألوفة، وتعبر عن تصغير علني ومتعمد لمكانة نتنياهو. ويقوم غانتس بالزيارة من دون موافقة نتنياهو.
وأوعز نتنياهو للسفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، بعدم مرافقة غانتس خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. والتعليمات التي صدرت لهرتسوغ هي أن "لا تُعنى بالزيارة"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. كما أن الحكومة لن تموّل الزيارة، وسيتم تمويلها من ميزانية كتلته "المعسكر الوطني"، لكن حراساً شخصيين سيرافقون غانتس.
ويبدو أنه سيحاولون في واشنطن حضّ غانتس على الضغط على نتنياهو كي يتجه إلى صفقة، تشمل إنهاء الحرب في القطاع ووقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، وربما تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، لكن نتنياهو يرفض الاستجابة لهذه الخطة الأميركية.
وتابع أن "احتمال مواجهة علنية بين إدارة بايدن ونتنياهو قريباً ليس مستبعداً، وأن يتم اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن فشل الاتصالات (حول صفقة)". وأضاف أن "استمرار التصعيد من شأنه أن يشمل امتناعاً أميركياً عن استخدام الفيتو على قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، أو حتى إبطاء شحنات الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل".
ورأى أن "وضع المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ليس مشجعاً... ونافذة الفرص المتبقية ضئيلة للغاية". وفيما تعتبر إسرائيل أن بإمكانها استئناف الحرب على غزة بعد هدنة لستة أسابيع، تطالب حماس بوقف الحرب كلياً قبل بدء تبادل الأسرى، وبضمانات دولية.
وأشار إلى أن نتنياهو يعتبر مطالب حماس صعبة جدا، "وربما أصعب من تحرير أسرى في المرحلة الأولى، لأن الموافقة على انسحاب كامل ووقف القتال يعني اعتراف إسرائيل غير المباشر بالفشل، وإنهاء الحرب من دون تحقيق الهدف المعلن بمحو حكم حماس". وقال: "في ظروف كهذه، سيكون صعباً على نتنياهو الحفاظ على الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه".