يتفاوت حجم المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، فتارة تكون عنيفة، وطوراً تهدأ الجبهات أو يتقلص عدد العمليات. إلا أن الجبهة لا تزال مفتوحة. اليوم، قصف حزب الله عدة مواقع عسكرية إسرائيلية تشرف على المناطق الحدودية مع لبنان، فدوت صافرات الإنذار عدة مرات في العديد من البلدات الإسرائيلية الحدودية ومناطق مختلفة بالجليل الأعلى. فيما شن الطيران الإسرائيلي عدة غارات على مواقع لبنانية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات في الجنوب اللبناني، واستهدف القصف محيط القرى المتاخمة للخط الأزرق. كذلك، استهدف حزب الله تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.وأطلق الجيش الاسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة في اتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية. فيما أعلن حزب الله عن استهدافه موقع جل العلام في مزارع شبعا، ومنظومة المراقبة في موقع المنارة.وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق صاروخ بركان الذي استهدف موقعا للجيش الإسرائيلي في بلدة "شلومي" في الجليل الغربي، من دون أن يعلن عن خسائر أو أضرار.
وتتصاعد تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله بعيداً عن الحدود، وسط مساع إقليمية ودولية لمنع توسيع المواجهات إلى حالة حرب بين الجانبين.
من جانبه، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إنّ "العدو الإسرائيلي يقترب سريعاً من لحظة زواله وانتهائه، لأن مشهد التوحش لا يصنع نصراً ولا يؤدي صورة نصر على الإطلاق بل صورة جريمة متوحشة وانتقام". وتابع: "المنتصر هو من يتحدّى مرتكبي هذا المشهد ومن يَثبُت ولا يستجيب لشروط المعتدين على غزة وأهلها". وأضاف: "نقول للعدوّ الإسرائيلي نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضَع مصير كيانك على المحكّ.. لن يُخيفنا دعم أميركا للعدوّ الإسرائيلي ونحن الذين نعرف نقاط ضعفه".لا حياة في المستوطناتوتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، عن صعوبة العودة للعيش في مستوطنات الشمال، وعن الصعوبة التي يجدها الجيش الإسرائيلي في حماية المستوطنين. وفي تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" بعنوان "الجيش الإسرائيلي خلفي وحزب الله أمامي: 24 ساعة في المطلة الفارغة"، يتحدّث مراسل الصحيفة في شمال فلسطين المحتلة، عيدان أفني، عن زيارته إلى المنزل الذي سبق أن أُجليَ عنه في المستوطنة التي تقع بالنسبة لسكان "كريات شمونة" وغيرهم "في أقصى الشمال خلف جبال الظلام".
ويشير المراسل إلى الضغط الذي واجهه بعد ساعة واحدة من دخوله إلى المنزل، وإعلامه غرفة العمليات برغبته في البقاء للنوم فيه، ليتم تداول المعلومة سريعاً بين القوات: "هناك صحافي ينوي النوم في المنزل"! ويوضح المراسل أن الجهات المعنية حاولت إقناعه بالاستسلام، مؤكدة أن وجود المستوطنين يعرّض القوات للخطر، وأن حزب الله سيكتشف الحركة في المنزل، وسيصبح هدفاً، ويتابع "يقع منزلي على خط الجبهة، الجيش الإسرائيلي خلفي- حزب الله أمامي. في وسط الأرض القفر".
وينقل المراسل أجزاء من حديثه مع فصيلة الاستنفار، مشدداً على أن موضوع الأمن كان هو الأهم، وأن الأسئلة ذاتها تطرح: "ما هي الطريقة التي يمكننا بها العودة إلى المنزل؟ هل سيتم إبعاد حزب الله باتفاق؟ من سيفرض الاتفاق؟ نحن خائفون. ومثلما لم يفرضوا القرار 1701، سيكون من الصعب استعادة أمننا". ويذكّر التقرير بلقاء قائد المنطقة الشمالية، اللواء أمير برعام، بسكان المستوطنة قبل عامين ونصف العام، وإخبارهم عن جدار ذكي مزوّد بكاميرات مراقبة، وارتفاعه ثمانية أمتار، سيقام حول "المطلة". قائلاً "كانوا غاضبين، والآن نفهم أنهم كانوا على حق، فالجدار لن يوقف عناصر حزب الله، ولن يؤدي إلا إلى حرماننا، نحن سكان الشمال، من الأمن".
ويفنّد المراسل كيف تحوّلت المستوطنة إلى ساحة حرب، متحدثاً عن الإهمال الذي اكتشفه بعد التجوّل خارج المنزل، والقمامة التي تركها الجنود، والعشب الذي لم يتمكّن أحد من قصّه منذ خمسة أشهر، وعن العشرات من أكياس الرمل ومن صناديق الذخيرة الفارغة، وعن الهدوء المؤقت الذي يرفع مستوى التوتر لديه. ويتحدّث المراسل عن الإنذارات المتكررة كل دقائق، والتي تطلب منه الاحتماء في المناطق المخصّصة لذلك، بسبب إطلاق حزب الله صاروخاً مضاداً للدبابات، أو اكتشاف طائرة مسيرة عائدة للحزب في أجواء "المطلة".