نتنياهو يريد التعمية على هزيمتهُ المَدوِيَّة في قطاع غَزَّة بشَن حرب مفتوحه على لبنان،
غَزَّة حَسَمَت خيارها وحرب الإستنزاف ضد الجيش الصهيوني هيَ أكبر تعويض عن المجازر التي ارتكبها جيش العدو بحق سكان المدينة المحاصرين،
بينما تل أبيب لا زالت تَتَلَوَّىَ على جَمر خياراتها المُتَعَثِرَة وبَدَت قَلِقَة مقهورة لا تدري ماذا كَتبَ الله لها ليوم غَد، فهيَ تتَقلَّب بين الإنسحاب من مستنقع الموت والمحرقة وبين المكابرة واستمرارها، وتحاول الإختيار والتفضيل بين أهوَن "المِحرَقَتين" الهجوم على لبنان أم الإكتفاء بالصفعة الحالية،
لكن على ما يبدو أن نتنياهو قَرَّرَ الإستدارة نحو شمال فلسطين حيث الجبهة الأقوى والتي موازين القِوَى فيها مختلفة تماماً عن غزة،
هنا في جنوب لبنان سيلتقي جيشان ملتحمان بكل معنىَ الكلمة قُوَّتان ذات إقتدارٍ عالي سيكون دَوِي التحامهما كبير جداً وليسَ (قَدّْ) ولكن بالتأكيد سينسي الصهاينة أنفسهم والعالم هزيمة جيش الكيان في غزة وسينجح نتانياهو في طمس هزيمته تلك لأن المعركة مع لبنان ستكون بمثابة حلم أو خيال ستسرق الأضواء الإعلامية العالمية وتتصَدَّر نشرات الأخبار،
وإن ما تمتلكه المقاومة الإسلامية من قدرات عسكرية خيالية ستدخلها ساحات القتال ستبهر العالم،
أيضاً لا ننفي حجم قوة النار الصهيونية التي ستُطلق في ميدان المعركة نتيجة خوف إسرائيل وتحَسُب قادتها لحجم قوة أعدائهم،
على ما يبدو أن كلمة نتنياهو هي العُليا وأصبح بايدن أسير رغبات الأوَّل نتيجة إصراره على أخذ ضمانات أميركية بعدم محاكمتهِ أو الإستمرار بخيار الحرب الذي تَتَهيَّب منه واشنطن،
تحركَ هوكشتاين نحو لبنان بتوجيهٍ من البيت الأبيض حاملاً في جعبتهِ جزرة وعصا ويريد أن يضع اللبنانيين بين خيارين إما إقناع حزب الله بوقف المعركة بوجه إسرائيل على طول الحدود والإبتعاد إلى شمال الليطاني وإما مواجهة أكبر عاصفه من النار والدمار،
جواب المقاومة واضح من الآن لا إنسحاب إلى شمال الليطاني ولتقَع الحَرب، هذا ما سيحصل بكل تأكيد لكن إن وَقَعَت؟ فهل سيتكرر مشهد 7 أوكتوبر في الشمال أم لآ؟
وهل تظن إسرائيل أنها ستطلق على لبنان براكين جُهَنَّم ويطلق عليها حزب الله فحم نرجيلَة بالطبع لآ؟
إسرائيل غيَّرَت عقيدة جيشها القتالية القصيرة المدى وافتعال حروب خاطفه، ولأول مرة تقرر الاستمرار في الحرب بسبب ضعف القرار الأميركي على أبواب الإنتخابات وتعنت نتنياهو،
لذلك هذه رسالة مني كمراقب ومتابع لكل عاقل في كيان بَني صهيون، أنتم تعرفون أن حربنا معكم وجوديَة للطرفين وأن الحرب إذا ما وقعت فإن بقعتها الجغرافية سَتَتَسِع لتشمل المنطقة العربية بكاملها، تعلمون أيضاً إنكم عاجزون وأننا قادرون، وتعرفون أننا أسياد نِزال ولسنا أدوات عند أحد، ولا مفاوض ينوب عننا سوى عقولنا،
اعقلوا واهدأوا ووفروا بهوراتكم ومراجلكم واكتفوا بهزيمتين متوسطتين لأن الهزيمة الثالثة ستكون أكبر منكم وانتم أصغر منها، وإذا كنتم تراهنون على أمريكا فأنتم تعرفون أنها لن تقاتل الى جانبكم ولا نيابةً عنكم وستتخلى عنكم، لأنكم وإياها أوهن من بيت العنكبوت،