فشل مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة، في تبني مشروع قرار عربي يدعو لوقف إطلاق نار إنساني وفوري في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
وصوّتت 13 من الدول ال15 الأعضاء في المجلس، لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع بريطانيا عن التصويت.معارضة أميركية
وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي قبل التصويت، معارضتها "الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة".
وقال نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود: "في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار"، معتبراً أن ذلك "سيؤدي فقط إلى زرع بذار الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين".
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته خلال الجلسة، من أن عواقب ما يحدث في قطاع غزة، ستكون مدمرة على المنطقة بأكملها، مشدداً على أن الأمور وصلت إلى نقطة الانهيار.
وكان غوتيريش قد اتخذ خطوة نادرة الأربعاء، عندما نبّه مجلس الأمن الدولي في رسالة رسمية اعتمد فيها على المادة 99 من ميثاق المنظمة، إلى "التهديد العالمي الذي تمثله الحرب على غزة".
بدوره، شدد نائب المندوب الروسي لدى مجلس الأمن دميتري بوليانسكي في كلمته، على أن روسيا ترفض أي مخططات لتهجير سكان قطاع غزة إلى جنوبها، معتبراً ذلك بمثابة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني.
كذلك قالت مندوبة قطر بالأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني في كلمتها، إن دول مجلس التعاون ترفض أي مبررات إسرائيلية لعدوانها على قطاع غزة، وترفض أي إجراءات إسرائيلية لتشريد سكان القطاع وتهجيرهم. وأشادت بخطوة الأمين العام للأمم المتحدة باللجوء إلى المادة 99 التي تمنحه الحق في "تنبيه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
ودعت الشيخة علياء مجلس الأمن، باسم دول مجلس التعاون الخليجي، إلى اعتماد مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية بالوقف الفوري لإطلاق النار، مثلما دعت المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل لسكان قطاع غزة.حماس تخاطب المجلس
وخلال انعقاد الجلسة، أصدرت حركة حماس بياناً، طالبت فيه مجلس الأمن وكل دول العالم بوقف "الحرب الوحشية" الإسرائيلية على قطاع غزة قبل "فوات الأوان". واعتبرت أن القطاع "يمر بمرحلة خطيرة على كافة المستويات خاصة على المستوى الإنساني والإغاثي والغذائي والمائي والصحي".
وأضافت حماس أن "المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي تحديداً والولايات المتحدة خصوصاَ، هم المتهمون في إيقاع هذا الضرر البالغ بالمدنيين والأطفال والنساء إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي".وأشارت إلى أن "هذا واضح وجلي من خلال عرقلتهم لوقف إطلاق النار أو وقف الحرب الوحشية الإجرامية على قطاع غزة بشكل فوري".اللجنة العربية في واشنطن
وقبل انعقاد جلسة مجلس الأمن، دعا وزراء خارجية دول عربية وتركيا يزورون الولايات المتحدة الجمعة، إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة، وحثّ الوزراء واشنطن على دعم مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي لأعضاء وفد الاتصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية: "نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري". وأعرب بن فرحان عن أسفه لأن وضع حد للحرب "لا يبدو أولوية للمجتمع الدولي".
وأضاف قبل لقاء الوفد بوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، "آمل بشدة أن يبذل شركاؤنا الأميركيون المزيد. ونعتقد أن بإمكانهم فعل المزيد" لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. وقال: "الجميع لم يبذلوا جهودا كافية وبشكل خاص من يتمتعون بنفوذ".
وشدد بن فرحان علة أنه "يجب أن تكون هناك أيضا خارطة طريق موثوقة لإقامة دولة فلسطينية".
من جهته، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أهمية أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، مبدياً استغرابه من تأخره. وقال: "هذه أول مرة على الأقل في حياتي أرى فيها الدعوة إلى وقف إطلاق النار تصبح قضية مثيرة للجدل".
فيما قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري إن "الحل هو وقف إطلاق النار"، بينما اعتبر نظيره الأردني أيمن الصفدي أن وقف القتال هو الأولوية القصوى. وقال: "إذا فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تبني القرار الذي يدعو ببساطة إلى هدنة إنسانية، فإن ذلك يعطي إسرائيل رخصة لمواصلة مذبحتها ضد المدنيين في غزة".