أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن "لا شيء يمكنه أن يعيق تطوير العلاقات الودية بين موسكو والرياض".
وأضاف بوتين الذي يزور السعودية، "كوني هنا في المنطقة في زيارة مقررة إلى دولة الإمارات، استفدت من دعوتكم للحضور والتحدث معكم ومع جميع أصدقائنا، الذين عملنا معهم على تطوير علاقاتنا بكثافة على مدى السنوات السبع الماضية".
واعتبر أن العلاقات بين موسكو والرياض اكتسبت خلال السنوات السبع الماضية، "زخماً، ووصلت إلى مستوى لم يسبق له مثيل"، معتبراً أن ذلك تحقق ذلك بفضل "السياسة الحكيمة" لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وبمشاركة بن سلمان.
من جهته أكد بن سلمان أن التعاون بين السعودية وروسيا يساعد على ضمان الأمن في الشرق الأوسط. ووصف بن سلمان، بوتين بأنه "ضيف خاص" للمملكة. وقال إن التنسيق والعمل السياسي بين البلدين ساهم في نزع فتيل العديد من الأزمات في الشرق الأوسط.
ووصل الرئيس الروسي إلى الرياض الأربعاء، في المحطة الثانية من جولة دبلوماسية تشمل الإمارات والسعودية بهدف مناقشة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنتاج النفط.
وكان بوتين الذي سعى الغرب إلى عزله منذ هجومه في أوكرانيا، قلّل لبعض الوقت تنقلاته إلى الخارج، لكنه بدأ يعود إلى الساحة الدولية. وبعد استهدافه بمذكرة توقيف بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، كان يخصص رحلاته لزيارة أقرب حلفائه.
وكان الكرملين قد أعلن ان بوتين سيبحث مع ولي العهد السعودي مسائل تتعلق بالاستثمارات، وكذلك "تعاونهما في قطاع الطاقة" الذي من شأنه أن يضمن "وضعاً مستقراً ويمكن التكهن به" في السوق الدولية.
وفي السعودية أيضاً، عرض فلاديمير بوتين رؤيته للوضع الدولي بما يشمل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، و"سبل العمل على وقف التصعيد".
ولم تتخذ الإمارات والسعودية موقفاً واضحاً داعماً لموسكو أو لكييف في الحرب في أوكرانيا، إلا أن الرياض رفضت التجاوب مع طلب أميركي لزيادة إنتاج النفط الذي ارتفعت اسعاره بسبب الحرب.
وتغيّب بوتين عن آخر الاجتماعات الدولية الكبرى مثل قمة مجموعة العشرين في الهند في أيلول/سبتمبر، وقمة مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا في آب/أغسطس.
وهو قال إنه تجنب المشاركة في هذه اللقاءات حتى لا "يحرج" المنظمين. ولكن مذكرة المحكمة الجنائية ما زالت تعرقل تحركاته لأنه قد يتم اعتقاله إذا توجه إلى بلد عضو في المعاهدة التأسيسية للمحكمة. ولكن الإمارات والسعودية لم توقعا على المعاهدة التأسيسية المعروفة بنظام روما. كما أن الرئيس الروسي يرى راهناً أن السياق الدولي أكثر ملاءمة له.
فقد تعثر، بحسب وكالة "فرانس برس"، الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره هذا الصيف أمام الدفاعات الروسية. أما الدعم غير المشروط الذي كان الغرب يقدمه لكييف حتى الآن، فقد بدأت تظهر عليه علامات الضعف، وذلك بسبب الانقسامات السياسية، وهو ما كان الكرملين يأمل به.
وداخل روسيا، تعافت عائدات النفط، وتم تكميم الأصوات المعارضة للكرملين على نحو منهجي، ويستعد بوتن لإطلاق حملة إعادة انتخابه في آذار/مارس، وهو أمر لم يعد موضع شك، بحسب الوكالة.