أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد قراراً يقضي بتمديد رئاسة اللواء كفاح ملحم لشعبة المخابرات العسكرية، المُدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية، بسبب الانتهاكات التي مارسها ضد السوريين منذ بداية الثورة السورية.
وقالت حسابات عسكرية للنظام، إن الأسد أصدر قراراً إدارياً مدّد على إثره للواء الركن كفاح ملحم رئاسته لشعبة المخابرات العسكرية، وذلك لمدة عام واحد اعتباراً من 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وبذلك، يكون الأسد قد مدّد للواء ملحم 4 مرات في منصبه الذي تسلّمه خلفاً للواء محمد محلا في آذار/مارس 2019، حيث كان يشغل منصب نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية، قبل أن يقيل الأسد، محلا، بسبب صفقات سلاح مشبوهة جرت عقب عمليات التسوية مع الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية ودرعا، لصالح جمعية البستان التي كان يموّلها ابن خالة الأسد، رامي مخلوف.
وملحم، المنحدر من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس، وهو من الطائفة العلوية، مُدرج على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية والكندية، بسبب الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي مارسها بحق السوريين منذ 2011، كما وصفته الخارجية الأميركية ب"أحد مهندسي معاناة السوريين".
وبدأ ملحم مشواره الأمني في "الحرس الجمهوري" وكان ضابط الارتباط الذي يعتمد عليه شقيق بشار الأسد الأكبر، باسل الأسد، قبل أن يُنقل إلى شعبة المخابرات العسكرية بعد موت باسل في 1994.
وفي 2012، عُيّن ملحم رئيساً لفرع المخابرات العسكرية في اللاذقية، وعمل على تجنيد عصابات الشبيحة وتكليفهم بارتكاب جرائم لصالح شعبة "المخابرات العسكرية"، كما يُعد مسؤولاً مع عدد آخر من ضباط النظام عن الانتهاكات والجرائم التي وقعت في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي.
وفي 2014، عُين ملحم رئيساً لفرع المعلومات بشعبة المخابرات العسكرية، ثم جرى تعيينه نائباً لرئيس شعبة المخابرات العسكرية، حيث أشرف حينها على عدد من العمليات العسكرية في درعا والقنيطرة وريف دمشق، ومحافظات أخرى.
وكان الأسد قد أصدر قراراً بترقية ملحم إلى رتبة "لواء ركن" في تموز/يوليو، إلى جانب ترقية عدد من الضباط أبرزهم كمال الحسن رئيس فرع المنطقة.
وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، فإن ملحم كان يشرف شخصياً على مرافق الاحتجاز التي وقعت فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، قبل تعيينه في منصبه الحالي. وقالت إنه تولى قيادة فرع المخابرات العسكرية السورية 248، وأشرف على تعذيب وقتل العديد من المعتقلين.
ووفق تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فقد أشرف ملحم على عمليات القتل والتعذيب التي تمت في فرع المخابرات العسكرية 290 في مدينة حلب.