وفي اليوم السابع والأربعين، وعلى قاعدة مجبر اخاك لا بطل، وافق رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هدنة لمدة أربعة أيام قابلة للتجديد في قطاع غزة. وذلك بوساطة ثلاثية البعاد ترأستها الدوحة بالتعاون مع كل من القاهرة وواشنطن.
فعلى توقيت المقاومة وبشروطها، من المفترض ان يبدأ عند الخامسة من فجر اليوم الخميس وقف اطلاق النار الذي سيترافق مع الهدنة المتفق عليها. وعلى مسافة أسابيع ستة من بدء العدوان الهمجي على غزة، اذعن العدو الصهيوني لمطالب القسام وسيفرج عن مئة وخمسين امرأة وطفلاً معتقلين في سجونه مقابل خمسين من النساء والأطفال الموجودين لدى حماس، أي مقابل كل اسير إسرائيلي يفرج عنه سيتم الافراج عن ثلاثة اسرى فلسطينيين. كما نص الاتفاق على زيادة عدد المساعدات الإنسانية والطبية بالإضافة الى كميات الوقود التي يتم إدخالها يومياً الى قطاع غزة.
الى ذلك، وفيما اكدت حركة الجهاد الإسلامي ان الاتفاق الذي تم مع العدو الإسرائيلي يعدّ انتصارا للشعب الفلسطيني، جزمت انها لن تفرج عن أي من الاسرى الإسرائيليين غير المدنيين الموجودين لديها حتى يتحرر كل الاسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.
توازياً، تشير المعلومات الى ان اتفاق الهدنة هذا سيكون لصالح حركة حماس، لا سيما وان كيان الاحتلال أُجبر على الخضوع لشروطها بعد كم الخسائر العسكرية الكبير الذي تكبده، ناهيك عن الضرر الفادح الذي لحق يالاقتصاد الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، تغمز بعض المصادر من قناة ان الغرب قد ضاق ذرعاً من تصرفات نتنياهو اللا مسؤولة، خاصة وان الرأي العام الأوروبي والاميركي يخالف رأي حكوماته في ما يتعلق بالاحداث في غزة، واكبر دليل على ذلك المسيرات الداعمة للفلسطينيين والتي تشهدها مختلف المدن العالمية.
هذا ورحبت الأمم المتحدة كما الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى بالتوصل لاتفاق للهدنة بين حماس وإسرائيل، وسط تخوف فلسطيني من عدم التزام العدو الصهيوني ببنود الاتفاق والنكث به. لا سيما وان ساعات نهار امس الأربعاء قد شهدت قصفاً عنيفاً على مختلف القطاع ولم يعد سوى مستشفى واحد قادر على استقبال المرضى شمال غزة. اضف الى ان عدداً من قادة جيش العدو يصرون على ضرورة مواصلة الأعمال العسكرية في غزة، معربين عن وجوب تصعيد حدتها بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانتهاء أيام الهدنة الأربعة.
اذاً، فيما ادى صمود المقاومين واصرار قيادة حماس على فرض شروطها الى هدنة مؤقتة، تبقى اطالة امدها رهن التزام العدو بالتطبيق. تبقى الانظار موجهة الى الميدان الذي تستمر فيه ايدي المجاهدين بالضغط على الزناد تحسباً لأي غدر اسرائيلي جديد. والدفاع عن الارض مستمر حتى استرجاعها فإما النصر او الشهادة.