احتراق 40 ألف شجرة زيتون بالجنوب: حرب وقلّة محصول
2023-11-01 14:09:56
يرمز غصن الزيتون إلى السلام، لكنه في بلداننا يدلّ على الصمود، فالموسم جاء هذا العام في ظروف حربية يمر بها لبنان والمنطقة، أدت حسب وزير الزراعة إلى احتراق أكثر من 40 ألف شجرة زيتون، جعلت القطاف أمراً صعباً في القرى الحدودية، علاوة عن أن الموسم بشكل عام كان "ضعيفاً". وهي أيضاً ظروف خطيرة تهدد الصمود والتمسك بالأرض وخيراتها في القرى الجنوبية الأخرى،
عادة ما كان يُقطف الزيتون بين التشرينين، بعد الشتوة الأولى التي يتحدث الجنوبيون عن فوائدها لحبّات الزيتون، من حيث تنظيف الشجر من الغبار أولاً، وزيادة نسبة الزيت في الزيتون ثانياً، لكن هذا العام كان تشرين الأول على موعد مع عملية فلسطينية مقاومة قامت بها حركة "حماس" في 7 تشرين الأول، أدخلت المنطقة ومن ضمنها لبنان إلى الحرب ولو بنسب متفاوتة، وأدت في لبنان إلى نزوح أبناء القرى الجنوبية الحدودية قبل جني موسمهم.أبناء القرى الحدودية حُرموا موسمهمفي بلدة مارون الراس على سبيل المثال لم يتمكن حسن علوية ومثله كل أهالي بلدته من جني ثمار الزيتون هذ العام، بسبب "الرصاص الاسرائيلي" الذي كان يُطلق على كل من يقصد أرضه، مشيراً عبر "المدن" إلى أن النزوح من البلدة أدى لبقاء الزيتون على ما هو عليه. ومن المعروف إنه مع تقدم الوقت ستصبح الحبات على الأرض، وبالتالي يمكن القول أن الموسم ضاع، مشدداً على أن الموسم هذا العام لم يكن وفيراً كما العام الماضي.
في قرى جنوبية أخرى، ورغم الأوضاع الأمنية المعقدة، قصد بعض الأهالي قراهم القريبة من الحدود في عطل نهاية الأسبوع لقطاف الزيتون، خصوصاً في تلك الأراضي القريبة من المنازل، أما في القرى الجنوبية الموجودة شمال نهر الليطاني فلم تمنعهم أصوات القذائف من الحصول على خيرات أراضيهم.
اللافت هذا العام في قرى جنوب نهر الليطاني عدم توافر "اليد العاملة" الكثيرة لقطاف الزيتون بسبب "النزوح". ما أدى إلى نتيجتين، الأولى ارتفاع كلفة اليد العاملة حيث وصلت، حسب ابن برعشيت علي فرحات، إلى 20 دولاراً أميركياً للرجل و15 دولاراً للمرأة. ولجأ الكثير من الأهالي للقطاف بأنفسهم ما أطال مدة العمل. أما في القرى شمال النهر، في إقليم التفاح على سبيل المثال أو قرى حاصبيا، فكانت الكلفة تصل إلى 15 دولاراً للرجل، و10 دولارات للمرأة، والفارق بينهما هو أن الرجل يتولى الصعود إلى الشجرة بينما المرأة تعمل في لمّ الزيتون عن الأرض.انخفاض العرض رفع سعر الصفيحةفي أغلب القرى الجنوبية كان الموسم الحالي أضعف من السابق، الأمر الذي يرفع سعر صفيحة الزيت بعض الشيء، بسبب انخفاض العرض، حيث تتراوح هذا العام بين 110 و130 دولاراً أميركياً، بينما تُباع صفيحة الزيت من الموسم الماضي بـ75 دولاراً في بعض المناطق، و100 دولار أميركي في مناطق أخرى تمتاز بزيتها، مثل حاصبيا. وحسب أبو محمد، وهو صاحب معصرة زيتون في إقليم التفاح، فإن السعر يرتبط بالكلفة، وبما أن الكلفة باتت بالدولار، وكلفة اليد العاملة ارتفعت، وكلفة تشغيل المعاصر زادت، كان لا بد من هذا الارتفاع الطفيف بسعر الصفيحة.
طريقتان يقوم من خلالهما صاحب المعصرة بتسعير عملية العصر، فإما يكون الدفع نقداً فيكون سعر عصر صفيحة الزيت بـ10 دولارات، وإما يكون البدل زيتاً. فمقابل كل صفيحة تحصل المعصرة على 2 كيلو من الزيت تقريباً، علماً أن الموسم هذا العام لم يُنتج زيتاً بكميات وفيرة، فنادراً ما تمكن أحد المزارعين من الحصول على صفيحة مقابل عصر 50 كيلو من الزيتون، والأغلب كانوا يحتاجون إلى 70 أو 80 كيلو من الزيتون للحصول على صفيحة تحتوي على 15 كيلوغراماً من الزيت.
وكالات