تهديد بضرب المناطق المسيحية: إحذروا الإسرائيليين ..."العرب"
2023-11-01 14:09:54
لا يسعى الاحتلال الاسرائيلي الى الهيمنة على الرواية الاعلاميّة فحسب، وإنما تلطيف هذه الرواية لتبدو "اسرائيل" وكأنّها الملاذ الآمن والوحيد والأكثر ترحيباً بالمسلمين العرب الهاربين من الاستبداد. وللمفارقة تسعى إسرائيل الى جعل هذه السردية أكثر اقناعاً وحيويّة من خلال أصوات تحسبها عربيّة من حيث جذورها التاريخيّة، لكنها رغم وجودها المشكوك بنواياه، تُعتبر شاذة ووحيدة، اذ يمكن اختصار عدّها على يد واحدة، وأبرزها: يحيى محاميد، جوناثن الخوري، تامر مسعودين، يوسف حداد، ومصعب يوسف.
ومن بين هذه الأصوات النشاز، إيدي كوهين، وهو صحافي اسرائيلي من يهود لبنان، كما يصف نفسه في موقع "إكس". يعرف إيدي بمنشوراته الجدليّة التي تقوم على استفزاز العرب، "الأمة النائمة" كما يصفها، والعمل على نشر معلومات مغلوطة يسعى من خلالها الى إثارة الفتنة بين الشعوب العربيّة بشكل عام، والعمل على تفرقة المسلمين الموجودين في الدول العربية بشكل خاص، وذلك من خلال التحريض الطائفي والمذهبي الذي يستمد "شرعيته" من مواقف بعض الأنظمة الموجودة في المنطقة والداعمة للسلام مع اسرائيل.
آخر منشوراته الساخرة كان الاستهزاء بالمساعدات الانسانية التي أرسلت الى غزة، على اعتبار أنّ هذه الدول هي حليفة لإسرائيل، وتهكم أيضاً على مواقفها التي اكتفت بالشجب والإدانة على اعتبار أنّها لا تجرؤ على فعل أكثر من ذلك.
إذاً، يستهزئ كوهين بالدول العربية التي وقّعت معاهدة سلام مع اسرائيل لأنها لم تقف موقف البطولة مع فلسطين، وبذلك يحاول من خلال هذه المرواغة أن يضيف دليلاً قاطعاً يفيد بأنّهم (الصهاينة) "أسياد الشرق الأوسط" بحسب كلماته، وأّنّهم دائماً أصحاب حق أمام العالم.
الشغل الشاغل لكوهين هو العبث بالدول العربية وعلاقاتها في ما بينها وشؤونها الخاصة. فبعد البوست الذي نشره في صفحته عن مواطنة لبنانيّة غاضبة تطالب بالتقسيم لمواجهة "الاحتلال الإيراني" الموجود في لبنان، أثنى كوهين على البوست ووصفه بأنّه تأييد لموقفه، وهو المعروف بحيَله في استغلال كل ما يقال للتأكيد على أنّه العارف بالشأن اللبناني أكثر من اللبنانيين المقيمين في لبنان أنفسهم. ثم عاد ونشر فيديو عن الدمار الهائل في غزة، وكتب عليه "كان اسمها غزة.. بيروت القادمة"، مما استدعى غضباً لبنانياً تجلى في التعليقات على البوست من اللبنانيين كافة بلا استثناء.
وقد وصلت منشورات كوهين الى 54، يوم الجمعة وحده 20 أكتوبر، و65 في اليوم الذي تلاه، وفي العادة لا يقل نشاطه عن ذلك بكثير. ويشير هذا العدد الهائل من المنشورات، الى جانب الرد والتعليق، بأنّ كوهين هو جزء من الماكينة الاعلامية التي تسعى إسرائيل من خلال تجنيدها الى مخاطبة العقل العربي الذي ما ترك فرصة لأمثال كوهين في للحط من عزيتمه والإيمان بالقضية الفلسطينيّة.
كان اسمها غزةبيروت القادمة pic.twitter.com/H0WJ7DLGpU
— إيدي كوهين אדי כהן
وكالات