اعترف الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء، بمقتل 10 جنود وإصابة آخرين بجروح تراوحت بين المتوسطة والخطيرة، في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف الثلاثاء، بمقتل جنديين من لواء "غفعاتي" في الاشتباكات التي وصفها ب"الضارية". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري إن "خسائرنا في القتال في غزة مؤلمة وسنفعل ما بوسعنا لتأمين قواتنا".
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "مقتل الجنود الإسرائيليين في المعارك ضد حركة حماس في غزة ضربة قاسية وموجعة". وأضاف إن "الإنجازات الكبيرة التي حققها القتال العنيف في قطاع غزة تفرض للأسف ثمناً باهظاً. نحن مستعدون وجاهزون لحملة طويلة ومعقدة تتطلب شراسة وتصميماً ومثابرة".
وتواصل صباح الأربعاء، القصف الإسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة مخلفاً عشرات الشهداء والإصابات، وذلك غداة المجزرة المروعة في جباليا التي استشهد وأصيب فيها 400 فلسطيني.
واستهدف القصف العنيف والمكثف مناطق مختلفة من قطاع غزة، إلى جانب قصف مدفعي عنيف ومتواصل لساعات استهدف شرق وشمال مدينة غزة، وشرق جحر الديك وسط قطاع غزة. وبلغ العدد الإجمالي للشهداء حتى ليل الثلاثاء 8 آلاف و525، بينهم 3 آلاف و542 طفلاً وألفين و187 امرأة، بالإضافة إلى 22 ألف مصاب.
وأعلن جيش الاحتلال أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف في قطاع غزة منذ بدء العدوان على غزة. وقال في بيان: "منذ بدء الحرب، ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية أكثر من 11 ألف هدف لمنظمات إرهابية في قطاع غزة".
ورأت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال الأربعاء، أن أهداف الحملة العسكرية طرأ عليها تحول، رغم أن الرغبة في تدمير حركة حماس لا تزال قائمة. وقال كاتب المقال بلال صعب، الزميل المشارك في مركز "تشاتام هاوس"، إن ضغوطاً أميركية واعترافاً إسرائيلياً بأن غزواً برياً شاملاً هو عملية معقدة، دفعتا الحكومة إلى تضييق نطاق أهدافها، ربما لجعلها أكثر قابلية للتحقيق.
وبدلاً من محاولة اقتلاع حماس "بغباء" من شبكة أنفاقها ومخابئها حول غزة، سيركز الجيش الإسرائيلي على إضعاف قدراتها العسكرية إلى حد كبير. ويعتقد أن تقليص قدرة حماس على إنتاج وإطلاق الصواريخ والقذائف واستخدام الطائرات المسيرة، والقضاء عليها بشكل مثالي، ستكون أولى أولويات إسرائيل.
ويرى أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستنفذ غارات لجمع معلومات استخباراتية أفضل عن "العدو" لاستخدامها في استهداف قيادة حماس ومراكز التحكم والسيطرة التابعة للحركة، وذلك على نحو متكرر إلى أن ينال الوهن من قيادتها بشكل كبير.