نفت إيران أي علاقة لها بعملية "طوفان الاقصى" التي نفذتها كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" في 7 تشرين الاول/اكتوبر الحالي، وذلك بعد 22 يوماً على العملية التي لم تتوقف فيها "القسام" من اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات والمدن المحتلة، واستعادت فيها اليوم الاحد مبادرة الهجوم، وذلك إثر اقتحام معبر إيرز.
ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الأحد المزاعم بأن طهران على صلة مباشرة بهجوم "حماس" في 7 أكتوبر أنها "بلا أساس"، مؤكداً أن الهجوم كان قراراً اتخذه الفلسطينيون وحدهم. وقال أمير عبد اللهيان في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن): "دائما ما ندعم فلسطين سياسياً وإعلامياً ودولياً. ولم ننكر ذلك أبداً"، مضيفاً: "هذه هي الحقيقة، لكن في ما يتعلق بهذه العملية التي تسمى طوفان الأقصى، لم يكن هناك أي صلة بتلك المعطيات بين إيران وعملية حماس هذه، لا حكومتي ولا أي جهة من بلدي". وقال وزير خارجية إيران إن طهران "لا تريد اتساع رقعة الحرب" .
اقتحام "إيرز"وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة المنهك من حصار مستمر منذ 22 يوما، فيما ارتفعت أعداد شهداء الهمجية الإسرائيلية إلى أكثر من ثمانية آلاف و20 ألف مصاب، وسط تحذير أممي بشأن نقص الإمدادات الإغاثية، وخلافات داخل إسرائيل أثارتها تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد قادة الأجهزة الأمنية.
ولم يمنع القصف الكثيف من اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات، ومن شن العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال. وأظهرت العملية التي أطلقتها "القسام" اليوم الاحد، أن الذراع العسكري لـ"حماس" استعادت المبادرة الميدانية، وذلك باعلانها عن اقتحام معبر "إيرز".
وأوضحت "القسام" في بيان نشرته اليوم الأحد، "تنفيذ عملية إنزال خلف الخطوط الإسرائيلية غرب معبر " إيرز" والإجهاز على عدد من الجنود الإسرائيليين". وقالت في بيان أوردته وكالة "شهاب" للأنباء": "بدأ الحدث بعملية إنزال خلف الخطوط غرب "إيرز" نفذتها كتائب القسام، حيث اخترق المقاومون الحدود وأطلقوا صواريخ مضادة للدروع تجاه آليات
إسرائيلية". وأضافت أن "مقاتليها أجهزوا على عدد من الجنود داخل الآليات المستهدفة"، مشيرة إلى أنه "بعد انتهاء عملية الإنزال ووصول قوة إسناد من جيش الاحتلال قرب "إيرز"، وقع اشتباك مسلح عنيف مجدداً قرب السياج الفاصل".
وفي المقابل، زعم الاحتلال إحباط محاولة تسلّل في منطقة "إيرز". وقال في بيان، إنه قضى على مسلحين فلسطينيين "خرجوا من فتحة نفق في غزة، ومنع تسللهم إلى منطقة إيرز".
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسماع أصوات اشتباكات عنيفة، على الحدود الشمالية لقطاع غزة، ناتجة عن اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال التي تُحاول الدخول برًا إلى القطاع، وغارات جوية عنيفة في داخل القطاع. وشاركت زوارق الاحتلال الحربية، بإطلاق قذائفها تجاه شاطئ السودانية غرب بيت لاهيا، إلى جانب سماع دوي إطلاق نار مكثف شرق خان يونس.
توغّل شمال القطاعوأعلنت كتائب "القسام" صدّ محاولة إسرائيلية للتوغل براً في غزة، ودرات اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال قرب بيت لاهيا شمالي غزة تخللها إطلاق مضادات دروع وقذائف هاون. وقالت في بيان: "يخوض مجاهدونا في هذه الأثناء اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب غزة".
وتواصل القصف الاسرائيلي على انحاء متفرقة في القطاع، وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي جددت قصفها لمحيط مستشفى القدس (التابع للهلال الأحمر الفلسطيني)، في حي تل الهوا بمدينة غزة، كما استهدفت مسجد محمد الفاتح في مشروع بيت لاهيا.
قالت قناة الأقصى، إن القصف الإسرائيلي المتواصل على منازل المواطنين شمال قطاع غزة، تسبب في استشهاد أكثر من 35 وإصابة العشرات. وأضافت القناة، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل عائلات الكحلوت، وأبو سعدة، ومحرم، وعودة، وصوالح، بالاضافة الى تدمير مسجد الفاتح.