2025- 08 - 02   |   بحث في الموقع  
logo الدفاع المدنيّ يُكافح حرائق الشوف logo دخلَ لبنان العدّ العكسي logo سعد وبهاء الحريري.. إلى الإنتخابات النيابية درّ logo بعد تفوق طلاب الجنوب في الامتحانات الرسمية.. هاشم: هي ارادة حب الحياة logo تضرر عدد من السيارات.. بسبب رصاص الابتهاج logo افتتاحية “الأنباء”: عين العالم على جلسة الحكومة الثلاثاء .. فرصة أخيرة أم بداية الخلاص؟؟ logo الكورة.. العثور على جثة امرأة داخل منزلها logo مؤتمر نيويورك وسراب الدولة الفلسطينية: رفض «إسرائيلي» وصلف أميركي وشلل عربي!
"غزال عكا" في بيروت: غسان كنفاني حيّ
2023-10-24 12:07:43

تستمر الكاتبة والممثلة الفلسطينية، رائدة طه، في إعادة كتابة التاريخ الشفهي وأرشفة القصص والسرديات الفلسطينية. جديدها، مسرحية "غزال عكا"، التي قدمتها في بيروت في "مسرح المدينة" ومسرح "زقاق"، من إخراج جنيد سري الدين.تتناول طه في "غزال عكا" صفحات من سيرة غسان كنفاني، اختارتها من مراحل متعددة من حياته. سيرة الكاتب والمناضل، بدءاً من خروجه مع عائلته من عكا إثر نكبة 1948، وتنقّله بين مدن صيدا ودمشق، قبل أن يبدأ من بيروت كصحافي وكاتب ويتحول نجماً مثقفاً ومناضلاً عنيداً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. صفحات متناثرة، مثل أوراق متطايرة على المسرح، لم تسردها رائدة طه في خطها التاريخي، بل اختارتها في سياق درامي بدأ من حكاية علاقتها مع غسان كنفاني صديق والدها علي طه، وكان الرجلان يتراهنان من سيسبق الآخر إلى الموت، فقُتلا على يد إسرائيل بفارق أشهر قليلة. علي طه قتله إسحق رابين بطلقة من مسدسه في مطار اللد، وكان على متن طائرة اختطفها مع مجموعة من "الفدائيين" لمبادلة ركّابها بأسرى، بتاريخ 9 مايو (أيار) 1972، بينما اغتالت إسرائيل كنفاني بتفخيخ سيارته في بيروت، في 6 أغسطس (آب) 1972.
إعادة الاغتيال
"دخل جوه عند الأولاد، بطُلهم ترين الكهربا، نزل عالدرج، وراه لميس، شاف ليلي تحت، قالتلو خدني عالدكان اللي براس الشارع اشتريلي شوكلاطة، سحب من جيبته شوكلاطه واعطاها إياها ومشي على سيارته، فتح باب السيارة، قعد فيها، لميس وراه بس بعيدة من الباب، غسان حط المفتاح، لميس حطت ايدها على مسكة الباب، غسان لف المفتاح، ليلى عم تاكل شوكلاطة، الأولاد عم يلعبو بالترين، وآني (زوجة غسان) قاعدة عالبرندا".أفعال متتالية ترويها رائدة طه وتعيد تمثيلها مرة ثانية من وجهة نظر زوجته. لحظات درامية من متتاليات سبقت الانفجار الكبير داخل السيارة، ومقتل غسان وابنة شقيقته التي رافقته من منزله في منطقة الحازمية لزيارة بيروت. لحظات ممسرحة مشدودة بعصب الحكواتية، كانت من أشد لحظات العرض تماسكاً وتأثيراً في الجمهور. لحظات عائلية حميمة من حياة غسان كنفاني وعائلته التي ما برحت ترويها بحذافيرها منذ خمسين عاماً.أم سعد
تروي رائدة طه علاقتها بعائلة غسان كنفاني بعد موته، وتعلقها بقصصه التي فتحت عينيها على العالم. تختار شخصية "أم سعد" التي تُعنون إحدى روايات غسان كنفاني، لتحكي على لسانها ما كتبه الأديب الشهيد عن تلك المرأة التي قال عنها إنها شخصية واقعية عرفها وتأثر بها قبل أن يكتب عنها، ووثق الكاتب هذا في مدخل/مقدمة الرواية، "أم سعد امرأة حقيقية أعرفها جيدًا، وما زلت أراها دائمًا وأحادثها وأتعلم منها". تروي رائدة حكاية بطلة الرواية التي اختارها كنفاني رمزًا للمرأة الفلسطينية بأحوالها كافة، وباختلاف أدوارها في المجتمع. مثّلت أم سعد المرأة الكادحة، والزوجة المراعية، والأم المناضلة التي تلد الأولاد فيصيرون فدائيين، وَصَفها زوجها قائلاً: "هي تخلّف وفلسطين تأخذ". قدمت رائدة، أم سعد، بفطرتها، كصورة مختصرة عن معنى اللجوء والمخيم، والتي أصبحت أقوالها ايقونات من الحكمة ومرارة التغريبة الفلسطينية: "بدأت الحرب بالراديو وانتهت بالراديو!"... و"الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع المخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس، والمختار حبس... تتكلّم أنت عالحبوس؟ طول عمرك محبوس". رسائل غسان
يبرز عمل جنيد سري الدين الإخراجي، بوضوح، في إدارة الممثلة وبناء الحركة التي لا تهدأ في مواكبة للنص المكثف بالأحداث والمواقف والشخصيات. برأسها ويديها ورقصها وحركة جسدها، تفرد رائدة مفردات بصرية لا متناهية. وبأدوات منفصلة، في استخداماتها وتوظيفها على خشبة المسرح. أدوات مثل طاولة ومروحة ومظلّة وكرسي، تتجمّع لتشكل سينوغرافيا بليغة المدلولات، كجمعها مثل سيارة النزوح من عكا في طفولة غسان.تنهي رائدة طه، العرض، برسائل متخيلة بين غسان وعائلته:
غسان: "كيفكن.. ليلى، خفت عليك كتير يوم الانفجار، منيح اللي ما اخدتك معي عالدكان".
الطفلة ليلى: "بالعزاء إجا واحد يعزي ما بعرفه، سألتو انت مين، قال لي انا غسان، قلت لا غسان راح، بحب كيف لساتك عايش بعد خمسين سنة، بتعرف لليوم ما بلبس أزرق، إسرائيل احتلت حياتنا"...
وحوارات مع زوجته آني، وولده فايز وهره "عنتر". رسائل حميمة متداخلة بين اليوم والأمس، كأن الزمن لا يمضي، أو كأن رائدة طه أرادت أن تعيد جمع العائلة مع غسان، وكأن شيئا لم يكن، ولا مقتلة حصلت."غزال عكا"
كتابه وتأليف: رائدة طه
إخراج: جنيد سري الدين
تأليف موسيقي: ليال شاكر
تصميم أزياء: محمد صفي الدين
تصميم غرافيك: لين صابونجي
مساعدة مخرج وإدارة الخشبة: جنى بو مطر
إدارة تقنيّة وتصميم إضاءة: انطونيلا رزق
تنفيذ صوت: ليا حداد
إنتاج: رائدة طه
بدعم من مسرح زقاق



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top