تحت شعار "إسرائيل اغتالت الصحافي عصام العبدلله"، نفذ تجمع "نقابة الصحافة البديلة" وقفة احتجاجية اليوم الأحد بمشاركة كل من نقابة المصورين الصحافيين، ونادي الصحافة PRESS CLUB، و"إعلاميون من أجل الحرية"، استنكاراً للإعتداء الإسرائيلي على مواكب الصحافيين منذ يومين، وللمطالبة بتحقيق دولي باستشهاد المصور عصام عبدلله، أمام مبنى الإسكوا، وسط بيروت.
عند الثانية عشر ظهراً، تجمّع الصحافيون أمام حديقة مبنى الإسكوا في بيروت، وانضم إليهم عشرات المصورين وبعض النواب من أعضاء كتلة "التغيير"، بينهم ملحم خلف وبولا يعقوبيان، ونجاة عون.
رفع المشاركون صور عبدلله، مطالبين بتحرك دولي لمعاقبة إسرائيل على انتهاكها الواضح للصحافيين على الأراضي اللبنانية، بعدما تسببت بمقتل عبدلله، وإصابت مجموعة أخرى من الصحافيين وهم مراسلة وكالة "فرانس برس" كريستين عاصي "سيما وأن إصابتها كانت بليغة وأجريت عمليات جراحية طويلة دامت لأكثر من 10 ساعات متواصلة، ولا تزال تحت الخطر"، فضلاً عن مراسلة "الجزيرة" كارمن جوخدار، ومراسل "رويترز" العراقي ثائر كاظم، ومراسل "رويترز" ماهر عبد اللطيف، ومصور "الجزيرة" إيلي برخيا، ومراسل "فرانس برس" ديلن كولينز.
واعتراضاً على المواقف "الخجولة" لوكالة "رويترز"، التي عمل فيها المصور عبدلله لأكثر من 16 عاماً، استنكر المصورون خلال وقفتهم الاحتجاجية مواقف وكالة "رويترز" التي لم تحمل في بيانها مسؤولية قتل مصورها لإسرائيل، بل اكتفت بالقول بأن المصور عبدلله قتل من ناحية إسرائيل فقط. لذلك، رفعوا عبارات تدين إسرائيل بشكل مباشر، وأبرزها "إسرائيل اغتالت عصام عبدلله"، خصوصاً وأن الطواقم الإعلامية كانت متواجدة في منطقة بعيدة عن الإشتباكات، وارتدى الصحافيون السترات الواقية من الرصاص، والأهم أنهم عرّفوا عن أنفسهم بالكاميرات وبإشارة PRESS التي كانت واضحة.
جريمة موثقة"صوت عصام صار أمانة" عبارة رددتها منسقة تجمع "نقابة الصحافة البديلة"، إلسي مفرج، في حديث خاص لـ"المدن"، مؤكدةً أن الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت الطواقم الإعلامية لن ترعب الجسم الصحافي بتاتاً، بل سيستمر كل صحافي في متابعة عمله ونقل الحقيقة للرأي العام، وتوثيق جميع الإعتداءات الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها.
كما أضافت مفرج أن ما قامت به إسرائيل منذ يومين، ليس إلا جريمة واضحة، وتم توثيقها بعدسات الكاميرات وتستدعي التدخل الدولي لمعاقبتها.
مسار قانوني
وفي ما يتعلق بالمسار القانوني للمرحلة المقبلة، أكد المحامي فاروق المغربي، المسؤول عن متابعة قضية عصام عبدلله دولياً، في حديثه مع "المدن" عن تحويله بياناً إلى "اليونيفيل"، لمطالبتها بفتح تحقيق دقيق بمقتل المصور عبدلله، ومطالبتها بتقديم بيان مفصل حول تفاصيل هذا الاستهداف المقصود، معتبراً أن الطواقم الإعلامية لم تُقتل أو تُصَب بسبب تواجدها بالقرب من أماكن النزاع على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، إنما محاولة قتلهم كانت مقصودة.
واستطرد قائلاً إنه في صدد التواصل مع "اتحاد الصحافيين العالمي" و"مراسلون بلا حدود"، كما يجهّز للتواصل مع "الاونيسكو" المهتمة بجميع حقوق التعبير وتداول المعلومات المتعلقة بالطواقم الإعلامية وبالصحافة، لمطالبتها بفتح تحقيق شفاف عبر الأمم المتحدة أو تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، أو من خلال تحقيق من قبل مكتب المفوض السامي تماماً كما حصل في قضية الصحافية شيرين أبو عاقلة، التي اغتالتها إسرائيل عام 2022.