على ثلاثة عناوين رئيسية داخلية، ركز أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، كلمته التي ألقاها في مناسبة المولد النبوي الشريف. وهي ملف الحدود البرية الجنوبية، وملف الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى ملف اللاجئين السوريين. فحدودياً شدد نصرالله على "موقف حزبه خلف ما تقرره الدولة اللبنانية"، حول الوساطة التي يمكن أن تبرز في الأيام المقبلة. لكنه شدد على أنه لا ربط بين ملف الحدود البرية والانتخابات الرئاسية، والتي لم ير فيها أي جديد، بانتظار استشراف المبادرة الفرنسية وأين وصلت، وانتظار الجهود القطرية التي تبذل بشكل يومي، مجدداً التمسك بترشيح سليمان فرنجية. أما في ملف اللجوء السوري فقد شدد نصرالله على ضرورة وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة هذا الخطر. داعياً إلى الضغط على أميركا لإلغاء قانون قيصر، والضغط على الدول الأوروبية والمجتمع الدولي.الصراخ.. والحدود وقال نصرالله: "سمعنا الكثير من الخطابات والأصوات العالية والاتهامات، وأنا لن أرد على كل ما ذكر وما ورد، لأننا لا نريد أن نكون جزءاً من الصراخ والتوتر السياسي، وعندما لا نردّ على هذا التصعيد والصراخ، فهذا لا يعني أننا نوافق على الاتهامات ومضمونها، بل هي سخافات وأكاذيب. وهذا السجال السياسي لا يؤدي إلا إلى مزيد من الضجيج والتوتر في البلد". أما في ملف الحدود البرية فقال نصرالله: "يقال إنه خلال أيام سيكون هناك وساطة جديدة بهذا الموضوع، ويقال الكثير حول رؤية حزب الله والمقاومة. ونحن قلنا سابقاً إن استخدام كلمة ترسيم الحدود هو مصطلح خاطئ لأنها مرسمة، ولكن هناك نقاط يحتلها العدو الإسرائيلي وعليه الإنسحاب منها، ومن بينها 13 نقطة، وأهم نقطة فيها هي b1. والعنوان الثاني هو شمال بلدة الغجر، أما العنوان الثالث فهو يتعلق بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وبالنسبة للوساطة فنحن نقف خلف ما تقرره الدولة اللبنانية، ومسؤولوها هم المعنيون بهذا الأمر، ولكن أعتقد أن الوساطة بحال جاءت ستركز على شمال الغجر لأنهم يريدون أن يحلوا مسألة الخيمتين".
ولفت إلى أنه لا يصح الربط بين الوساطات بما يخص الحدود البرية والاستحقاق الرئاسي. وهذا غير صحيح، فنحن لا نقدم تنازلات في الحدود البرية أو نتخلى عن أرض، من أجل أن نحصل على تأييد أميركي أو غربي للمرشح الذي ندعمه ولا زلنا ندعمه، وهو الوزير السابق سليمان فرنجية. فلا ربط على الإطلاق، الملف الرئاسي شيء، والحدود البرية شيء آخر. وكذلك لا يمكن الربط بين ملف الحدود البرية والتفاوض الإيراني الأميركي. وهذه سخافات لبنانية، وحقنا في المياه والأرض نأخذه كاملاً ولا نساوم عليه أبداً. وفي حال حصلت الوساطة، فكما كان هناك تعاون بين المقاومة والدولة، فأي دولة أجنبية تساعد على تحرير الأرض ستلقى التعاون والتضامن بين الدولة اللبنانية والمقاومة.
وأكد نصرالله أن المعلومات الأولية تفيد بأن كل المؤشرات إيجابية في البلوك رقم 9، ومن الشواهد على المؤشرات الإيجابية هو أن الائتلاف النفطي الذي يعمل في البلوك رقم 9 تقدم بطلب لتولي العمل في البلوك 8 وبلوك 10، ولو أن هذه الشركات لا تعتقد أن هناك مخزوناً مهماً لما تقدّمت بتحمل مسؤولية البلوكين الآخرين.الرئاسة والحوارأما رئاسياً، فاعتبر نصرالله أنه كان هناك فرصة هي الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وكان يمكن المجيء إلى هذا الحوار والنقاش في كل الملفات. ففي حال تم الاتفاق على إسم فيذهب الجميع لانتخابه، وبحال لم يتم الاتفاق يذهب الجميع بمرشحيه، إلى المجلس. وهذه الفرصة قد ضيعت بسبب النكد السياسي. ولا بد من السؤال عن معرفة مصير المبادرة الفرنسية، أما المجهود القطري فهو يبذل بشكل يومي. معتبراً أن لا شيء جديداً على هذا الصعيد ليتحدث به.اللجوء السوريولفت نصرالله إلى أن ملف اللجوء السوري هو الملف الأساسي حالياً، لا سيما أن هناك قناعة لدى الجميع بأنه ملف تهديد وجودي في البلد على أصعدة مختلفة. وعندما يقال إن هناك تهديداً يجب تحمل المسؤولية، والتراشق حول الماضي يمكن أن يكون مفيداً للتذكير بالمواقف وأخذ العبر. ودعا إلى وضع خطة وطنية موحدة يتفق عليها اللبنانيون ويحملونها إلى العالم في الخارج، ويضغطون بها على حكومة تصريف الأعمال ومؤسسات الدولة والجيش والقوى الأمنية وعلى البلديات والمجتمع.. ولكن خطة تكون مدروسة ومحسوبة يكون متفق عليها. لافتاً إلى أن لبنان يحتاج إلى إحصاءات، والدولة لم تحصل عليها حتى الآن لمعرفة عدد اللاجئين في لبنان. ويجب التمييز في الإحصاء بين اليد العاملة وبين النازحين. وركز نصرالله على ضرورة معالجة الأسباب. وحمّل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية النزوح الأمني في المرحلة الأولى لأنها هي التي أشعلت الحرب هناك. كما أنها هي التي تتحمل مسؤولية النزوح الاقتصادي إذ بعد انتهاء الحرب، لم تسمح أميركا في إعادة الإعمار بسبب الضغوط والعقوبات. ودعا إلى ضرورة السعي لإلغاء قانون قيصر، وإذا رفع هذا القانون عن سوريا، وبدأت الشركات بالعمل فإن مئات الآلاف من السوريين سيعودون إلى بلدهم، وستكون إعادتهم أمراً سهلاً.
واعتبر نصرالله أنه من بين الاقتراحات المطروحة للضغط على الخارج، تنظيم عمليات إخراج اللاجئين في البحر، ولكن عبر سفن كبيرة وليس بالقوارب المطاطية لتفادي كوارث إنسانية، وتسعى هذه الخطوات إلى الضغط على الحكومات الأوروبية، التي ستسارع للمجيء إلى لبنان والبحث في كيفية معالجة المشكلة. مشيراً إلى أن هذه الفكرة قابلة للنقاش والبحث بها، لكن الأهم هو وضع الخطّة. ورداً على مطالبة حزب الله العمل مع النظام السوري في سبيل معالجة الملف قال نصرالله: "نحن لسنا دولة وهذه مهمة الدولة اللبنانية، مع العلم أن العلاج يجب أن يبدأ من مكان آخر، واليوم من يهدد لبنان بالواقع الديمغرافي ليست سوريا ولا النظام هناك ولا النازحين، من يهدد الكيان والوطن هي السياسات الأميركية المستكبرة والوقحة. وأنا اعرف أن السفيرة الأميركية هنا عندما تعلم أن جهازاً أمنياً أو وزارة معينة قامت بإعادة بعض السوريين إلى سوريا هي تجتمع معهم شخصياً وتجري معهم تحقيقاً حول السبب في اتخاذ القرار. وعلى اللبنانيين تقديم الإجابة لأنه يتم تخويفهم من العقوبات".