شنّت مجموعات من العشائر العربية هجوماً عنيفاً وواسعاً على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بالتزامن مع إعلان شيخ قبيلة "العكيدات" إبراهيم الهفل عن استمرار معارك الكرّ والفرّ وتشكيل كتائب محترفة لذلك.
وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن قوات العشائر العربية شنّت هجوماً ليل السبت- الأحد، على مواقع تابعة لـ"قسد" في بلدة أبو حمام في ريف دير الزور الشرقي، مضيفةً أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين استخدم فيها أبناء العشائر قذائف صاروخية "آر بي جي"، والرشاشات المتوسطة.
وأوضحت أن العشائر استطاعت، عبر الهجوم الخاطف والواسع، السيطرة على عدد من نقاط "قسد" العسكرية وإحراقها وقتل وجرح من كان فيها، قبل أن تعود وتنسحب منها في وقت لاحق إلى مواقع مجهولة.
وبثّ شبكات إخبارية محلية مقطعاً مصوراً يظهر طلب العشائر المهاجمة من عناصر "قسد" تسليم أنفسهم عبر مكبرات الصوت في إحدى النقاط العسكرية التي تعرّضت للهجوم، كما توضح مقاطع أخرى الاشتباكات العنيفة بين الجانبين واشتعال النيران.
وفي بلدة غرانيج، هاجم عناصر من العشائر حاجزاً للشرطة العسكرية التابعة لـ"قسد"، كما شنّوا هجوماً مماثلاً على حاجز في بلدة درنج في ريف دير الزور الشرقي.
وإضافة إلى ذلك، هاجمت مجموعات العشائر سيارة عسكرية تابعة لـ"قسد" في قرية معيزيلة في ريف دير الزور الشمالي، ردّت عليه الأخيرة بفرض حصار على القرية وحظر للتجوال.
وفي المقابل، قالت المصادر إن "قسد" فرضت حظر التجوال على معظم القرى والبلدات في دير الزور الشرقي، كما استقدمت تعزيزات إلى عدد من المناطق التي تعرّضت للهجوم في أبو حمام والطيانة.
ويبدو أن قوات العشائر العربية بعد خساراتها لآخر معاقلها في ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، انتقلت لاستخدام حرب العصابات واستهداف مواقع "قسد" عبر عمليات كر وفر تستطيع من خلالها استنزاف قوات الأخيرة، دون اللجوء إلى السيطرة على الأرض، نظراً لفارق القوة في العتاد لصالحها.
صقور العشائر
وجاءت الهجمات بالتزامن مع إعلان شيخ قبيلة "العكيدات" إبراهيم الهفل عن تشكيل كتائب "صقور العشائر" الخاصة لشنّ هجمات على مواقع "قسد" على جميع الجبهات، موضحاً أن المعارك الأخيرة تحولت إلى "كر وفر".
وأكد الهفل في تسجيل صوتي منسوب له على استمرار القتال ضد "قسد" التابعة كما قال إلى "عصابات قنديل" حتى استرداد حقوق العشائر والقبائل العربية في دير الزور منها، مشدداً على عدم ارتباط قوات العشائر بالنظام السوري او أي جهة كانت.
وتشنّ قوات العشائر بشكل شبه يومي هجمات على قوات "قسد" في مناطق متفرقة من قرى دير الزور الشرقي، تستهدف فيها نقاطاً صغيرة ومتفرقة، ثم تنسحب منها.
وقبل أسبوع، شنّت قوات العشائر العربية هجوماً عنيفاً ضد "قسد" في بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، ترّكزت في محطة مياه الهفل وقرب جسر الميادين.
وقاد الهفل الحراك العشائري من أبناء قبيلته والقبائل الأخرى في دير الزور وشرق الفرات ضد "قسد" على مدى أسبوعين بدءاً من آواخر أب/أغسطس، من معقله في بلدة ذيبان، واستطاعت العشائر السيطرة على الريف الشرقي للمحافظة بشكل شبه كامل، قبل أن تستعيد "قسد" السيطرة عليها إضافة إلى معقل الهفل، في وقت لاحق.