أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد زيارة هي الثانية إلى معقل حاضنته الشعبية من الطائفة العلوية في محافظتي اللاذقية وطرطوس في أقل من شهرين، وذلك بعد عودته مباشرة من زيارة إلى الصين استمرت أسبوعاً.وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن الأسد شارك في الاحتفال الديني الذي تقيمه وزارة الأوقاف إحياءً لذكرى مولد النبي محمد في رحاب جامع عمر بن الخطاب في مدينة اللاذقية.وبثّت الوكالة صوراً لمشاركة الأسد في الاحتفال الديني، وأظهرت خلوّه من المسؤولين الحكوميين المشاركين في الصلاة إلى جانب الأسد كما جرت العادة أبرزهم رئيس الحكومة حسين عرنوس، واقتصرت المشاركة على وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد.من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" الموالية إن الأسد وزوجته أسماء الأخرس زارا "دار الأمان لأبناء الشهداء" في محافظة طرطوس.وبثّت إذاعة "شام إف إم " الموالية صوراً لما قالت إنه "حشد جماهيري من أهالي مدينة طرطوس للقاء الرئيس الأسد وزوجته أسماء لحظة خروجهما من دار الأمان لأبناء الشهداء في مدينة طرطوس".وتعتبر المحافظتين خزاناً بشرياً اعتمد عليه الأسد لقتال الفصائل المعارضة وقمع المحافظات الثائرة ضد نظامه والمطالبة بإسقاطه على مدى أكثر من عقد من الزمن، حيث تشير التقديرات إلى مقتل وجرح ما لا يقل عن 100 ألف من أبناء المحافظتين غالبيتهم علويون.وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من ختام الأسد وزوجته زيارة إلى الصين هي الثانية من توليه السلطة في العام 2000، استمرت نحو أسبوع واحد.الزيارة إلى المحافظتين، هي الثانية للأسد في أقل من شهرين، إذ كان قد زارهما في 4 أب/أغسطس، سبقها أصوات دعت إلى ما يشبه الثورة على النظام السوري وحكومته لتحسين الواقع المعيشي في المحافظتين، كان أبطالها، شخصيات إعلامية واجتماعية من العلويين، عرفت بموالاتها الشديدة للأسد في حربه على الشعب السوري على مدى 12 عاماً.وحينها، تفقد الأسد المواقع الحرجية التي تعرضت للحرائق، والشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية اللازمة لإنشاء منظومات الطاقة الشمسية في اللاذقية. أما في طرطوس، فقد تفقد الأسد محطة كهربائية تقليدية قيد الانشاء في مدينة بانياس جنوب المحافظة.وصنّف محللون سياسيون سوريون الزيارة الأولى بأنها رسالة طمأنة للحاضنة الشعبية في الساحل وتهدئتها بعد ظهور بوادر تحول الاحتجاجات الساخطة على الأسد ونظامه، من الحالة الفردية إلى الحالة الجماعية، وهو ما بات النظام يخشاه فعلياً.أما الزيارة الثانية، فيبدو أن توقيتها يشي بسعي الأسد لتثبيت حضور النظام في المحافظتين المهمتين للإبقاء على ركائز حكمه، خصوصاً مع ازدياد زخم الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله في السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا.ويتفق كثيرون أن خوف الأسد من معقل حاضنته الشعبية من الطائفة العلوية للثورة ضده في المحافظتين أصبحت واضحة، والتي إن حصلت ستكون ضربة مزدوجة وربما قاسمة للنظام مع ثورة محافظة السويداء معقل الطائفة الدرزية، إذ ما برح يتغنى طوال تلك السنوات ال12 بحماية الأقليات، للتغطية وأخذ الحجة لقتل السوريين الثائرين الذين غالبيتهم كانوا من الطائفة السنية.