تبادل الفيلق الثاني في الجيش الوطني عشرات الأسرى مع "أحرار الشام القاطع- الشرقي" (أحرار عولان) وحلفائه هيئة تحرير الشام و"تجمع الشهباء"، عقب الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار للمعارك بين الأطراف.وقالت مصادر محلية ل"المدن"، إن "الفيلق الثاني" و"أحرار عولان" تبادلا 53 أسيراً بينهما، جرى اعتقالهم خلال المعارك المستمرة بين الجانبين منذ أسبوع في ريف حلب، مشيراً إلى أن بعض الأسرى هم عناصر من "تحرير الشام" و"تجمع الشهباء" الموالي لها في مناطق سيطرة الجيش الوطني.وأوضح أن عملية التبادل جرت إثر الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين، بضغط من الجانب التركي الذي تدخل لفض النزاع عقب سيطرة "أحرار عولان" وحلفائها على عدد من البلدات والقرى الخاضعة لسيطرة "الفيلق الثاني" في الباب وجرابلس وأخترين واحتيملات وصوران في ريف حلب.وأضاف أن الاتفاق يقضي بانسحاب "أحرار عولان" من المناطق التي سيطرت عليها، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، وتسليم المناطق لفرقة "السلطان مراد" العمود الفقري للفيلق الثاني.واندلعت اشتباكات بين الجانبين قبل أسبوع، هدفها بسط السيطرة الكاملة على معبر "الحمران" الاستراتيجي الفاصل بين مناطق الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والذي تدخل عبره معظم المشتقات النفطية إلى مناطق الأول، ما يعود بمئات آلاف الدولارات شهرياً.وسقط على أثر المواجهات عدد من القتلى بين الجانبين كما تبادلا أسر العناصر، فضلاً عن عمليات إعدام ميداني من قبل عناصر "تحرير الشام" لعناصر من "الفيلق الثاني" بعد استسلامهم، بحسب المصادر.ورغم أن الاشتباكات في ظاهرها هي بين "الفيلق الثاني" و"أحرار عولان" إلا أنها على الأرض فعلياً بين الفيلق وتحرير الشام التي تسعى للسيطرة على معبر "الحمران"، والحصول على كامل عائداته.وحتى الآن، لا معالم واضحة في الاتفاق الجديد حول معبر "الحمران"، إذ مازال تحت سيطرة "أحرار عولان" الموالية لتحرير الشام، واللتين شنتا هجوماً مشتركاً مع "تجمع الشهباء" عقب الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار سابق قبل يومين، بسبب فرض تسليمه لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة خلال 24 ساعة.ولم تنخرط جميع مكونات الجيش في عملية المواجهة مع "تحرير الشام"، حتى من "الفيلق الثاني" نفسه، إذ تعتبر المواجهة عملياً على الأرض بين فرقة "السلطان مراد" العمود الفقري للفيلق الثاني، و"أحرار عولان" و"تحرير الشام" و"تجمع الشهباء"، بينما اكتفت مكونات أخرى من الفيلق بإرسال مجموعات صورية مثل فرقتي "الحمزات" و"العمشات"، وبالتالي فإن عملية تراجع الفيلق كانت أمراً متوقعاً.وينتمي "أحرار عولان" إلى "تجمع الشهباء"، وهو تجمع تم الإعلان عن تشكيله في شباط/فبراير، ويوالي تحرير الشام في مناطق الجيش الوطني.لكن في وقت سابق، أعلن أبو حيدر مسكنة قائد "أحرار عولان" والذي كان يوالي تحرير الشام، عن انضمامه إلى الفيلق الثاني في الجيش الوطني، بينما رفضت بعض الكتل القرار، وبقيت على موقفها الموالي، وسعت إلى إقالة أبي حيدر لكنها فشلت.وبقي المعبر تحت سيطرة أبي حيدر، أي سيطرة الجيش الوطني، وهو ما أرّق تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، إذ بدأت تلك الكتل بقيادة أبو الدحداح منبج السعي لاستعادة السيطرة على المعبر، الذي كان يعود بعائدات مالية على الجولاني ونجحت في ذلك.