اقتحم عشرات المستوطنين صباح الخميس، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما تمضي حكومة بنيامين نمتنياهو بتطبيق سياسات متطرفة، مما دفع اليهود الاميركيين للتعبير عن سخطهم منها.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
يأتي ذلك، فيما واصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل للأقصى، ودققت في هوياتهم.
ويواصل المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط في القدس الأقصى، لإفشال مخططات المستوطنين فيما يسمى عيد "العرش" الذي يبدأ الجمعة ويستمر حتى السابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وكذلك مساعي التهويد المستمرة بحقه، ودعوات "منظمات الهيكل" المزعوم للحشد لتنفيذ اقتحامات واسعة في الأسبوع المقبل.
وأشارت الدعوات الفلسطينية إلى أهمية توجه كل من يستطيع الوصول للأقصى سواء من القدس أو الداخل أو الضفة الغربية، وتحدي إجراءات الاحتلال وقيوده المستمرة حول المدينة المقدسة.
ويتعرض المسجد الأقصى يومياً عدا الجمعة والسبت، إلى سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
تطرف الحكومة الاسرائيليةوفي ملف متصل بدعم التطرف وتطبيق السياسات المتشددة، ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تسببت في خسارة دعم اليهود الأميركيين، وذلك في أعقاب تشكيل ائتلاف يميني فاشي متطرف في دولة الاحتلال، صدم الإسرائيليين في الداخل واليهود في الخارج.
وكشف المتحدث الأسبق باسم جيش الاحتلال الوزير السابق نحمان شاي، أنه "خلال زيارته الأولى واليتيمة في ولايته الحالية للولايات المتحدة، وبهدوء وسرية، عقد نتنياهو لقاء مع زعماء الجالية اليهودية هناك في مبنى القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، ومن باب المقارنة، فقد عُقد لقاء مشابه قبل عامين بحضور رئيس الوزراء حينها نفتالي بينيت مع المئات من ممثلي الجالية، وفي قاعة مفتوحة، وتم بث الحدث مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "لقاء نتنياهو تم كما لو كان مثل المغادرة القسرية، مع أنه تم رفض طلب عقد اجتماع مماثل مقدم من الجالية نفسها في سان فرانسيسكو من قبل مكتبه، وتجنب حدثاً كبيراً لأنه يخشى أن التجمعات الجماهيرية لا يمكن السيطرة عليها، وماذا سيحدث فيها، ما يعني أن التصدع في علاقات إسرائيل باليهود الأميركيين وصل الى ذروته، ولهذه الحقيقة معان استراتيجية عميقة، ليس فقط بالنسبة للشعب اليهودي، بل أيضا للمحور الحيوي للعلاقات الإسرائيلية الأميركية".
وأشار إلى أن "هذا الواقع الصعب الجديد هو ثمرة عمليات طويلة الأمد على جانبي إسرائيل ومحيطها، فهي تتحرك نحو اليمين، والحكومة الحالية أحد مظاهر ذلك، مع أن يهود أميركا في غالبيتهم من يسار الوسط، ويصوتون للحزب الديمقراطي بنسبة 75 بالمئة، ويحملون قيماً تقدمية ليبرالية، وعندما يقترح الوزراء وأعضاء الكنيست اليمينيون محو بلدة فلسطينية، وتشجيع المستوطنات غير القانونية، وحماية الإرهابيين اليهود، فإنهم يخسرون اليهود الأميركيين".