2025- 05 - 09   |   بحث في الموقع  
logo الخارجية الأميركية: نحن على بعد خطوات من حل لإيصال المساعدات الى غزة logo من هو المرشح لعضوية مجلس بلدية طرابلس سمير مسعد؟ logo من هو المرشح لعضوية مجلس بلدية طرابلس ظهير صافي؟ logo “الريجي” ضبطت مصنوعات تبغية مهرّبة ومزوّرة logo “الجديد” بين التطهير والطرد logo “رؤية طرابلس” تواصل جولاتها: أبي سمراء والقبة تحتضنان حشوداً شعبية ودعوات للتغيير logo من هي المرشحة لعضوية مجلس بلدية طرابلس دانا رياض قاوقجي؟ logo رجي: العلاقات مع الخليج شهدت تحولًا إيجابيًا
"كوماندوس" سوري و"صدمة"...مؤسّس "إسرائيل اليوم" يستعيد حرب أكتوبر
2023-09-27 19:11:39

إرباك، لحظات رعب، صدمة ما بعد الحرب، انتقاد لقادة الأمس، وتبرير النزعة اليمينية.. هذا هو ملخص مقال كتبه رئيس التحرير المؤسس لصحيفة "إسرائيل اليوم"، عاموس ريغيف، إذ يستذكر فيه مشاهداته لحرب أكتوبر من قلب الميدان قبل خمسين عاماً، بصفته كان ضابط مدفعية برتبة ملازم أول حينها.
وبالإضافة إلى حرب أكتوبر، شارك ريغيف (72 عاماً الآن)، في حربين خاضتهما إسرائيل، هما حرب الاستنزاف، وحرب لبنان الأولى العام 1982 التي سمّتها تل أبيب "عملية سلام الجليل".
"الحرب التي غيّرت حياتي، وحياة الجميع"، هو عنوان مقال ريغيف في "إسرائيل اليوم" اليمينية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويبدأ الحكاية بلحظة تلقيه أمراً بالتوجه إلى الجبهة مع سوريا، رغم إنهائه خدمته العسكرية الإجبارية قبل عام وقتها، ليقطع عليه صفو ذهنه واستعداده لامتحان اللغة اللاتينية في الجامعة كجزء من تخصص التاريخ، وكان عمره وقتها 22 عاماً. هنا، وصف ريغيف الحال بعد تلقيه نبأ الحرب "الصادم"، مشيراً إلى أن "عالم الجميع انقلب رأساً على عقب"، فالقرار هو "استدعاء جميع قوات الاحتياط".
الراديو "الكاذب"
استهل ريغيف سرديته بتوجيه سهام الانتقاد لقادة الساسة والعسكر والمخابرات في إسرائيل حينها، معتبراً أنه في غمرة الشعور الزائف بالهدوء، عبر المصريون قناة السويس بشكل مفاجئ، واخترق السوريون الدفاعات، واستولى الكوماندوس السوري على أجزاء من جبل الشيخ. وطرح ريغيف تساؤلات انتقادية لصنّاع القرار الإسرائيليين: "أين كانت المخابرات؟ أين كانت الحكومة؟ كيف وجد الجيش الإسرائيلي الذي سحق قبل ست سنوات فقط كل الجيوش العربية، نفسه في مواجهة قوة مصرية سيطرت فعلياً على الضفة الشرقية لقناة السويس بأكملها وصدت هجومنا المضاد؟ كيف وصل السوريون إلى طبريا تقريباً؟ كيف كان الحديث عن نهاية الكومنولث اليهودي الثالث؟".. ثم يستدرك قائلاً: "كل هذا كان بمثابة الصدمة، لكن قبل كل شيء، كان مهيناً".
رمى الضابط ريغيف كتابه اللاتيني جانباً، وعاد بسرعة برفقة زوجته إلى منزلهما في رمات غان، قرب تل أبيب، سيراً على الأقدام، في حين هرول مئات الأشخاص مثلهم تماماً، وسط حالة من الإرباك، وجهل المكان الذي يجب أن يذهب إليه، والكيفية. وقد كان الضابط الإسرائيلي العشريني ملتصقاً بالراديو ليسمع آخر تحديثات الحرب، واصفاً إياها بـ"الكاذبة" بشأن ما يجري حقيقة على الجبهة، بينما واصل اتصاله بقسم الاحتياط بالجيش الإسرائيلي للحصول على إجابة حول المكان الذي يجب أن يذهب إليه، وقد استغرق الأمر بعض الوقت.
الضابط رقم 7035
بعد رحلة طويلة ومُقلقة، وصل أخيراً ريغيف إلى المكان المقصود، ليحصل على الرقم 7035 في الحرب ضمن الكتيبة 313، استعداداً للمباشرة في الميدان المرتبك، حيث توجه إلى مرتفعات الجولان. ووصف أجواء الحرب المشتعلة، وتمكنهم من الصعود إلى هضبة الجولان رغم النيران السورية، وتساقط القذائف من حولهم، والدخان الكثيف، والدبابات والمركبات الإسرائيلية المحترقة. كما تطرق إلى مشاهدته لإسقاط طائرات حربية إسرائيلية بصواريخ سورية، ومن ثم مطاردة طائرات إسرائيلية لأخرى سورية وإسقاطها. وقال ريغيف إن الحرب كانت 24 ساعة في اليوم، وطيلة الأسبوع، بلا راحة.
لحظات "مُرعبة"
وهنا، روى ريغيف لحظات مرعبة لن ينساها أبداً، وذلك بمشاهدته للمرة الأولى مروحية تقل كوماندوس سوريين، فشكلت كابوساً كاد أن يقتله، لكنه استيقظ وهو يتصبب عرقاً، بعدما نجا من موت محقق، بموازاة مطاردته، رفقة جنود آخرين، من قبل طائرات سورية. ثم تكرر مشهد الطائرة مرة أخرى بعد أشهر قليلة من حرب أكتوبر، وذلك حينما حلقت طائرة عسكرية سورية فوق مكان قريب من منزله في رمات غان. وروى ضباط المدفعية مشاهد مقتل جنود من حوله في الميدان، ورؤيته جثثاً محترقة في مواقع متعددة للقتال، قبل أن تشن القوات الإسرائيلية هجومها المضاد بشكل مكثف على الجيش السوري، و"تحسم المعركة" لصالحها، وفق رواية ريغيف. وتابع: "سمعنا في الراديو أننا حققنا نجاحات جيدة، فأطلقنا النار كثيرًا حتى أصبحت براميل المدفعية ساخنة جداً".
الاستنفار.. بعد الحرب أيضاً
لم يتنتهِ استنفار ريغيف وكتيبته بعدما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانتهت الحرب، فقد بقوا في حالة الاستدعاء الاحتياطي لمدة ستة أشهر أخرى، وقد وصف كيف أنهم اضطروا لتحمل "أحد أبرد فصول الشتاء حيث تغطي الثلوج المدفعية".. وهُنا أطلقوا مصطلح "أطفال شتاء 1973، حيث أنهم أنجبوا في ظل ظروف الحرب والصدمة طفلاً وُلد بعد عام"، دلالة على كونهم "محظوظين" بـ"النجاة"، وأن يولد لهم طفل جديد!
"أكتوبر" أطاح حكومة اليسار
يُنهي ريغيف حكايته عن أيام الحرب التي أسفرت عن أكثر من 2600 قتيل إسرائيلي، ليعود بعدها إلى استغلالها كيميني من أجل إرسال رسائل ضمنية إلى خصوم نتنياهو من اليسار ويمين الوسط حالياً، وذلك بقوله إن الإسرائيليين احتاجوا إلى ثلاث سنوات بعد الحرب كي يعاقبوا حكومة اليسار حينها، وذلك في ما وصفها "مفاجأة انتخابية" العام 1977 أتت بمناحيم بيغن إلى السلطة. واعتبر أن حرب أكتوبر هي السبب الرئيس لصعود اليمين؛ ذلك أن الناخب الإسرائيلي "أدرك أنه لم يعد بإمكانهم الثقة في أي شخص، باستثناء المقاتلين"، وفق قوله.. وكأنه يريد القول، ضمناً، إن "اليمين أكثر صدقاً من اليسار".
اضطراب ما بعد الصدمة!
استغل ضابط المدفعية، مهندس السياسة التحريرية لـ"إسرائيل اليوم"، الحرب؛ ليوجه رسائل للداخل الإسرائيلي ليتذكر "المحاربين القدامى"، وليس القادة، بكلمة "شكراً".. مضيفاً أنه خرج أسوة بجنود كثيرين من حرب أكتوبر مصابين بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، رغم أنه نجا من الموت في حرب واظب خلالها على الاستماع الى سيمفونية "يوم القيامة"، حتى "جلبت النصر للجيش"، حسب سرديته.
بعد الحرب، حصل عاموس ريغيف على درجة الماجستير في التاريخ العسكري، وكتب عن الإستراتيجية والتكتيكات، وعن القادة "الجيدين" و"السيئين"، فن الحرب وكيفية الفوز، والاستخبارات والخدمات اللوجستية، وعن "الأبطال" و"الجبناء"، والقادة العسكريين والجنود العاديين. ويقول إنه تعلم من الحروب التي خاضها، أن الجندي بحاجة إلى الحظ أولاً وأخيراً.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top