أعلنت السفارة الأميركية في سوريا عن أول اتصال رسمي أجرته الخارجية الأميركية بقياديين في السويداء، وذلك للمرة الاولى منذ انطلاق الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.
وقالت السفارة الأميركية في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إن نائب وزير الخارجية الأميركية إيثان غولدريتش أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحرية التعبير للسوريين.
وأكد الدبلوماسي الأميركي أن واشنطن تدعم الاحتجاج السلمي في السويداء، كما دعا خلال الاتصال إلى "سوريا عادلة وموحدة"، وإلى "حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".
من جهتها، نقلت شبكة "السويداء24" عن مصدر مقرب من الهجري تأكيده حصول الاتصال مع غولدريتش الثلاثاء في أول اتصال من نوعه من جانب الادارة الاميركية، مشيراً إلى أن الشيخ يتلقى بشكل يومي اتصالات دولية وإقليمية بشكل يومي للاطمئنان عن الأوضاع في المحافظة.
وكان الهجري قد تلقى 3 اتصالات من 3 شخصيات أميركية في الكونغرس الأميركي منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للأسد في السويداء قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، هي مع النواب جو ويلسون وفرينش هيل وبرندن بويل، أكدوا خلالها وقوفهم إلى جانب المتظاهرين ومطالبهم.
والسبت، تلقى الهجري اتصالاً من النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن أكد خلالها أن ما يجري في السويداء، هو امتداد لما يجري منذ عام 2011، بعد أن وصل الشعب السوري الى حالة كبيرة من القهر والحرمان نتيجة الممارسات السياسية والأمنية الخاطئة.
كما دعا الزعيم الروحي للدروز المجتمع الدولي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، محذراً من خطر تهريب المخدرات.
وأصبح الشيخ الهجري بمثابة الزعيم الوطني لأهالي السويداء في حراكهم ضد الأسد، إذ ساند المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات ووقف معهم عبر تأييده لمطالبهم، كما دعا لـ"الجهاد" ضد إيران وميليشياتها، ووصفها بالدولة "المحتلة".
في غضون ذلك، شهدت ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء الأربعاء، تجمع العشرات من أبناء المحافظة للمشاركة في التظاهرة التي تأخذ طابعاً رمزياً خلال أيام الأسبوع بينما تشهد الساحة يوم الجمعة من كل أسبوع تظاهرة حاشدة يشارك بها الآلاف.
ولم تختلف تظاهرة اليوم عن سابقاتها من حيث الشعارات المرفوعة، إذ ردّد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط الأسد، وهتفوا للحرية وإسقاط النظام، كما نادوا بالتغيير السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.
ولم يتراجع الحراك في زخمه مع دخوله الأسبوع السادس على التوالي، بل زاد من حيث أعداد المشاركين في التظاهرة الرئيسية في كل يوم جمعة، مدفوعاً بتأييد شيخي العقل للطائفة الدرزية حكمت الهجري وحمود الحناوي.
والثلاثاء، عاشت مدينة شهبا جنوب السويداء يوماً استثنائياً، إذ توافدت عليها حشودٌ أهلية من قراها المجاورة، ومن كل منطقة استطاع ابناؤها الوصول إلى شهبا للتظاهر، والتأكيد على المطالب الشعبية للحراك السلمي، بحسب "السويداء24".
وقالت الشبكة إن تظاهرة شهبا أثبتت أن السويداء مازالت "تُسقط كل الرهانات على تراجع الحراك الشعبي، الذي يرفع سلسلة مطالب مشروعة، يتصدرها التغيير السياسي، وتطبيق القرار الأممي 2254، بما يضمن رحيل المنظومة الحاكمة، التي لم يعد لها مستقبلٌ في نظر المحتجين".