حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته على الحدود اللبنانية وحدود قطاع غزة استعداداً "للتعامل مع سيناريوهات محتملة"، في الوقت الذي كشف فيه المتحدث العسكري عن رسائل "تمر عبر المجالات السياسية لمحاولة وقف التصعيد".فقد حمّل جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنات شمال إسرائيل، مشدداً على أنه لن يسمح لحركة حماس أن تعمل انطلاقاً من لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر "تويتر": "نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يحدث من داخل أراضيها، بما في ذلك إطلاق الصواريخ الذي نفذته حماس من هناك".كما أعلن جيش الاحتلال أنه يحشد في المنطقتين الجنوبية والشمالية، مقابل قطاع غزة ولبنان، قوات نظامية من سلاحي المشاة والمدفعية. وقال أدرعي إنه "بناء على تقييم الوضع قمنا بتعزيز القوات المقاتلة والمدفعية في القيادة الشمالية والجنوبية للتعامل مع سيناريوهات محتملة". ونفذت إسرائيل غارات قبل فجر الجمعة، على جنوب لبنان وغزة مؤكدة ضرب أهداف لحركة حماس، رداً على إطلاق عشرات الصواريخ على أراضيها من القطاع ومن جنوب لبنان، في سياق تصعيد متواصل منذ الأربعاء. وشهدت المنطقة تصعيداً مفاجئاً للعنف منذ الأربعاء، بعد هدوء نسبي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان في 23 آذار/مارس.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه قد أمر بالاستعداد ل"كافة الردود الممكنة" بعد إطلاق صواريخ من لبنان وغزة على إسرائيل.بدوره، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي ريتشارد هيشت الجمعة، إن الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان تركزت بشكل أساسي على أهداف فلسطينية، وهي المنطقة التي يُعتقد أن الصواريخ أطلقت منها على إسرائيل. وفي قطاع غزة، استهدفت الضربات 10 مواقع قال هيشت إنها مواقع إنتاج تابعة لحركة حماس، ومواقع بحث وتطوير، بالإضافة إلى البنية التحتية للأنفاق. وأضاف هيشت: "لا أحد يريد تصعيداً في الوقت الحالي"، "الجميع يتحدث إلى الجميع. هناك العديد من الرسائل التي تمر عبر المجالات السياسية لمحاولة وقف التصعيد".من جهتها، أدانت حماس الضربات الإسرائيلية على لبنان، بحسب بيان نشرته الجمعة، قائلة إنها تدين العدوان "على لبنان واستهداف المنطقة المحيطة بمدينة صور فجر اليوم، وتأكيد تضامنها مع الشعب اللبناني". وطالبت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ب"التدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته". وعقبت وزارة الخارجية اللبنانية على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقعاً في لبنان قائلة إنها تهدد الاستقرار الذي كان ينعم به جنوب لبنان. جاء ذلك في تغريدات للخارجية اللبنانية على صفحتها الرسمية قالت فيها: "بعد التشاور مع دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي على أثر القصف والاعتداء الإسرائيلي المتعمد فجر اليوم لمناطق في جنوب لبنان". وتابعت: "مما يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني". يذكر أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أو ما يُعرف باسم "يونيفيل" قالت في بيان سابق إنها على اتصال مع الجانبين الإسرائيلي واللبناني وهما لا يريدان الحرب.