التقارب الايراني-السعودي في هذا التوقيت يكون اولى ثماره هو انتخاب رئيس للجمهورية وتهدئة الاوضاع في لبنان على غرار الهدنة الحاصلة في اليمن وقد دخل لبنان نتيجة هذا التقارب بمرحلة سياسية جديدة ستؤدي الى استقرار واعادة انتاج سلطات دستورية. والحال ان اولى نتائج التقارب الايراني –الاميركي كان الترسيم البحري للبنان.
وتقول اوساط سياسية للديار انه من المؤسف ان تراهن كل قوى سياسية على ارهاق القوى الاخرى وبالتالي عندها تحصل التنازلات فكل فريق سياسي ينتظر ان ييأس الفريق الاخر رغم ان ذلك مستبعد. وقصارى القول ان الجهود المكثفة التي تجري في مسار الاستحقاق الرئاسي والمفاوضات والحوار لا تهدف الى ايجاد حلول لانهاء الشغور الرئاسي بل تنطلق من قاعدة «يا غالب او مغلوب». وهذه الاجواء السياسية السائدة لا تبشر بالخير وتظهر ان المعركة الرئاسية ستأخذ وقتا طويلا نتيجة الكباش السياسي العقيم.
وفي السياق نفسه، يرى مسؤول بارز في المعارضة انه لا يوجد مرشح من بين المرشحين قادر على حسم المعركة اضافة الى ان المعارضة ترى ان تحولات اقليمية ستحصل على غرار دوحة 1 فتحصل دوحة 2 سياسية واقليمية تأتي بالعماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية.
وبين هذا الفريق وذاك تتفاقم معاناة الناس معيشيا واجتماعيا ويعيش المواطن اللبناني اياما سوداء في ظل قوى سياسية لا ترحم ولا تسأل عن وجع وانين الشعب. فنسبة الانتحار عند الشباب ارتفعت للاسف كذلك الهجرة التي تضرب المجتمع اللبناني بالصميم وتغير ديموغرافيته. البؤس واليأس يعتريان المواطن اللبناني المسكين والمظلوم والذي لا مرجعية له تسانده في هذه المحنة الصعبة فيرى نفسه وحيدا يواجه الويلات والازمات الواحدة تلو الاخرى.
في موازاة ذلك، ادى اعلان اضراب المصارف بدءا من الثلثاء المقبل الى «خضة» كبيرة وتداعيات سلبية على الاستقرار الهش في لبنان حيث انه سيؤدي الى شل الحركة النقدية وكل المعاملات المالية التي تجري في البلاد كذلك سببت بارتفاع سعر الدولار والى نعي الليرة اللبنانية. اضف الى ذلك ستتوقف حركة الاستيراد والتصدير بسبب اغلاق المصارف ولا يمكن فتح اعتمادات استيراد بضائع من الخارج.
اوساط مقربة من حزب الله: لا خطة «ب» وترشيحنا لفرنجية ثابت
من جهة اخرى دعت اوساط مقربة من حزب الله الى حل الازمة اللبنانية الرئاسية داخليا وعدم الرهان على الخارج انما في الوقت ذاته رأت انه اذا حصل اي تقارب اقليمي يفيد لبنان ويسهل في اجتياز الازمة فحزب الله يرحب به.
ولفتت هذه الاوساط انها لا تعتقد ان الموضوع اللبناني كان جزءا من الحوار الايراني-السعودي في الصين.
واعتبرت الاوساط المقربة من حزب الله ان المعركة الرئاسية بدأت الان وان المقاومة على تنسيق تام مع الرئيس نبيه بري في اتخاذ الخطوات المقبلة في هذا المجال معتبرة ان المهم هو ما سيجري داخل مجلس النواب.
واضافت ان الكلام عن ترشيح فرنجيه هو مناورة سياسية كما يروج له البعض فانه تحليل لا يمت للواقع باي صلة سيما ان حزب الله حسم الامر بانه ثابت في دعم رئيس تيار المردة وان لا وجود لخطة «ب».
وردا على سؤال اذا كان حزب الله سيفاوض الفريق الاخر وربما يتنازل عن ترشيحه لفرنجية للتوصل الى تسوية رئاسية اكدت اوساط الحزب ان ذلك لن يحدث انما اشارت الى ان الحوار سيكون على غرار المبادرة الفرنسية التي طرحت ان يكون رئيس الجمهورية سليمان فرنجيه في حين يكون رئيس الحكومة من فريق المعارضة وبرضى سعودي. ذلك لا يعني ان حزب الله يتبنى هذه المبادرة ولكنه يقول ان الحوار قد يؤدي الى مبادرة شبيهة بالمبادرة الفرنسية.
من جهتها قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان تفاهم مار مخائيل مع حزب الله ابعد من المحطات السياسية الانية واذا حصل تباين في وجهات النظر ازاء بعض الملفات على غرار الاستحقاق الرئاسي او المشاركة بجلسات حكومة تصريف اعمال وفي السياسة المحلية انما ذلك لا يعني الطلاق بين الوطني الحر وحزب الله. ذلك ان هناك شقين لتفاهم مار مخائيل وهما الشق الاستراتيجي من ناحية الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد وهنا نحن منسجمون مع المقاومة في هذا السياق اما الشق الثاني وهو بناء الدولة فلدينا ملاحظاتنا وبالتالي نعيد النظر في هذا الشق من التفاهم.
وردا على سؤال اذا كان التيار الوطني الحر سيغير موقفه الرافض للمرشح سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية شددت المصادر ان هذا الامر محسوم بالنسبة للوطني الحر وهو انه يرفض رفضا قاطعا تأييد رئيس تيار المردة كما انه لن يدخل في اي تسوية تأتي بفرنجيه رئيسا للبلاد.
وعن رفض رئيس حزب القوات اللبنانية لقاء النائب جبران باسيل اوضحت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان باسيل لم يطلب لقاء جعجع بل جل ما يريد هو حصول اللقاء المسيحي في بكركي لتعزيز موقع المسيحيين من الاستحقاق الرئاسي فضلا ان النائب باسيل يبدي انفتاحا على اي طرف يريد الحوار لناحية ان هذا الامر يخفف من التوتر والاحتقان الحاصل في البلاد.
اما عن التقارب الايراني-السعودي واستئناف العلاقات بين البلدين رحبت المصادر المقربة من الوطني الحر بهذا الحدث معتبرة انه سيريح المنطقة وينعكس ايجابا في لبنان. وهنا استعانت هذه المصادر بقول الرئيس السابق ميشال عون: «كلما حبلت برا … بتخلف بلبنان» وعلى هذا الاساس اعربت مصادر الوطني الحر عن تفاؤلها الى عودة العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران لما سيأتي من تهدئة على الساحة اللبنانية.
ردا على سؤال اذا كانت القوات اللبنانية اربكها التقارب السعودي-الايراني وكيفية انعكاسه على الوضع اللبناني وخاصة الرئاسي رأت مصادر القوات ان التقارب بين البلدين يحصل على قواعد احترام سيادة الدول العربية ويكون النفوذ من طبيعة سياسية فقط لا غير وبالتالي العلاقات الجيدة بين طهران والرياض يخدم المنطقة ومنها لبنان. انما في الوقت ذاته لفتت القوات اللبنانية الى انه حصل تقارب في الماضي القريب والبعيد غير انها لم تصل الى اي نتيجة بسبب المشروع الايراني التوسعي. وتابعت
ان مضمون البيان المشترك للبلدين يربك الفريق الاخر في لبنان لانه شدد على ضرورة الالتزام بمبادئ الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والمواثيق والاعراف الدولية.
وعن رؤية القوات اللبنانية للانتخابات الرئاسية ازاء التطور السياسي الذي حصل وهو اعلان الثنائي الشيعي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية اكدت المصادر القواتية للديار ان رؤيتها لم تتبدل وهي ضرورة وصول رئيس قادر على اخراج لبنان من الانهيار. وهذه المرحلة من تاريخ لبنان تستدعي التخلي عن الطرق الكلاسيكية المعروفة انما الانهيار يستدعي رئيسا للجمهورية ورئيس حكومة قادرين على وضع خطط اصلاحية في الداخل وربط علاقات لبنان مع الدول العربية. واعتبرت ان مرحلة 2008 و2016 لا تشبه مرحلة 2023 لان لبنان اليوم يشهد انهيارا اقتصاديا وماليا وكيانيا وبالتالي يحتاج الى رئيس اصلاحي وسيادي. وكشفت المصادر القواتية ان المفاوضات مستمرة في اقناع مكونات المعارضة التي لم تؤيد النائب ميشال معوض كما محاولة الاتفاق بين القوات والمعارضة وميشال معوض على مرشح اخر اذا امكن ان يحصل على 65 صوتا.
اما عن رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فذلك ناتج من انعدام الثقة بين القوات وباسيل بسبب ممارساته خلال السنوات الست الماضية فضلا ان باسيل لا يزال يراهن على علاقة مع حزب الله يستطيع من خلالها الوصول الى مرشح يتمكن من خلاله الى عقد صفقة مع المرشح ومع الحزب بما يؤمن له مطالبه السلطاوية. انما باسيل غير جاد على هذا المستوى لانه لو كان يتعامل بجدية لكان ذهب باتجاه اختيار شخصيات او تقاطع مع المعارضة على اسماء لديها خلفيات اصلاحية. ولكن الحقيقة هي ان النائب جبران باسيل يريد ان يستفيد من اي لقاء في بكركي او في معراب بهدف تحسين شروط مفاوضاته مع حزب الله لا اكثر.
في الوقت ذاته اشارت المصادر القواتية ان هناك تقاطعا يحصل بيننا وبين باسيل بشكل غير مباشر حيث ان القوات ترفض دعم المرشح سليمان فرنجيه انطلاقا من منطلقات مبدئية تتعلق بالخط الممانع الذي ينتمي اليه في حين ان ياسيل يرفض فرنجية لانه يريد ان يكون مكانه وليس ارتكازا على تمايز في الرؤية السياسية للبلاد مع رئيس تيار المردة.
بدوره قال النائب بلال عبدالله للديار ان التسوية الرئاسية هي المطلوبة في هذه المرحلة حيث ينتخب رئيس للجمهورية مطمئن للداخل وعلى علاقة جيدة مع الخارج اما التمسك بمرشح تحدي فهذا الامر سيعقد الامور وسيكون التعطيل سيد الموقف في المجلس النيابي.
وحول المفاوضات التي يقوم بها الرئيس نبيه بري اكد النائب عبدالله ان اللقاء الديمقراطي على تواصل دائم معه ولقاءاتنا هدفها ترطيب الاجواء وتخفيض السقوف العالية تمهيدا لازالة العراقيل التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية.
وتعليقا على اضراب المصارف رأى ان الحزب التقدمي الاشتراكي حريص على النظام المصرفي وعلى ودائع الناس ونعول على استمرار الحوار الذي يقوم به مجلس النواب في توزيع الخسائر ولكن بات واضحا ان المصارف تقوم بحملة ابتزاز للناس وللدولة.
على صعيد اخر قال قائد شهداء الاقصى اللواء منير المقدح للديار ان الاجتماع الذي عقد عند النائب اسامة سعد تمحور على ضرورة تسليم المطلوبين من عصبة الانصار للدولة اللبنانية. وتابع انه صحيح ان عصبة الانصار رفعت الغطاء عن القتلة وعددهم اثنان غير انها لم تسلمهما وهذا ليس كافيا. واضاف المقدح:» نبذل جهدنا للتوصل الى تسليم المطلوبين للعدالة الى للجيش اللبناني لان لا سجون في مخيم عين الحلوة وكل مرتكب نسلمه للدولة اللبنانية. ورأى اللواء منير المقدح ان تسليم القتلة يحصن المخيم لان الاستهانة بالقتل يزداد ولذلك فلتكن عبرة للجميع بأن من يرتكب جريمة سيعاقب عليها.